في مؤشر على حرب المواقع داخل الطبقة السياسية الإيرانية وصراع الأجنحة يواجه حفيد الخميني مؤسس النظام الديني الإيراني، خطر الإقصاء من الترشح لانتخابات مجلس الخبراء الإيراني، أحد أهم الأجهزة في البلاد، بما أنه الجهاز المخول بتعيين وحتى الإقالة النظرية للمرشد الأعلى. ونقلت الصحف الإيرانية، الثلاثاء، أن حسن الخميني، والمحسوب على "التيار الإصلاحي" مهدد بالإقصاء والمنع من الترشح لانتخابات المجلس، بعد تغيبه عن امتحان ديني نظمه مجلس حراس الدستور، لاختيار المرشحين لخوض الانتخابات القادمة. وأوضحت الصحف أن حفيد الخميني تغيب عن الامتحان الذي احتضنته مدينة قم الإيرانية، ونقلت الصحف الإيرانية عن عضو المجلس والمتحدث باسم لجنة الامتحان سيماك راح بايك: "لا يمكن لأحد المشاركة في الانتخابات إذا لم يخضع لامتحان لتقييم معارفه الدينية أولا". وأضاف المتحدث "أعلمنا كل الراغبين في الترشح أنه لا يمكنهم ذلك إذا لم يتقدموا إلى هذا الامتحان". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا، عن مقرب من الخميني، أن الأخير لم يصله "أي إشعار أو دعوة للمشاركة في الامتحان، ولا حتى رسالة هاتفية قصيرة، وأثناء الامتحان، كان الخميني يُلقي درسا دينيا كعادته في هذا الوقت". ورغم أنه حفيد الخميني شخصيا إلا أن حسن الخميني، 43 عاما، يُعتبرمن المقربين من الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي، ما لا تنظر إليه المؤسسة الدينية الإيرانية بعين الرضا. يُذكر أن مجلس الخبراء، الذي يضم 86 شخصاً مخول في إيران بتسمية ومراقبة، وحتى إقالة المرشد الأعلى، نظريا، ويُنظر إليه على أنه من أهم الأجهزة الإيرانية حاليا، نظراً لتقدم المرشد الحالي علي خامنئي في السن، 76 عاما، ومتاعبه الصحية. وستقام الانتخابات في 26 فبراير بالتوازي مع انتخابات تجديد البرلمان الذي يضم 290 عضوا، ويأمل الرئيس حسن روحاني، الحصول على أغلبية مريحة في البرلمان القادم، الذي يُسيطر عليه المحافظون المتشددون حاليا، لتوسيع دائرة مناورته السياسية و"الإصلاحية".