عرف جمهور السينما الفنان حاتم ذو الفقار بموهبته في تجسيد أدوار الشر، وما أن بدأ تثبيت قدمه في الأعمال الفنية حتى تنبأ له عدد من قاماتها باحتلال زاوية الفنان استيفان روستي في الشاشة العملاقة، لكنه صدم الجميع بعد خروجه عن "نص الواقع" وإدمانه للمخدرات التي كانت الباب الخلفي للسقوط من عالم الأضواء. وترصد "التحرير" لجمهور السينما نبذة عن المحطات الفنية للراحل حاتم ذو الفقار، في ذكرى ميلاده. ولد الفنان حاتم محمد محمود راضي في 3 يناير عام 1952، بقرية ساحل الجوابر بمركز الشهداء التابع لمحافظة المنوفية، لكنه ارتبط بحي العباسية الذي عاش فيه مع أسرته بالقاهرة. وتعرف حاتم في عمارته الذي سكن بها في حي العباسية على عدد من الشعراء والأدباء والفنانين، أبرزهم الراحل أحمد فؤاد نجم وصلاح ذو الفقار الذي وهبه اسمه الفني، وتزوج ثلاث مرات ثانيها الفنانة المعتزلة نورا. والتحق بالكلية الحربية لكنه خرج منها بعد سنة عقب إصابة خلال التدريبات، ثم التحق بالمعهد العالي للسينما وكانت بوابته الأولى إلى الوسط الفني. حماس فني وقدمه محمود مرسي في دور ضابط جيش بفيلم "العمر لحظة" خلال دراسته في المعهد، ليتمرد فيما بعد على قالبه الفني ويتنقل بين تجسيد الشخصيات الاجتماعية. ومثّل حاتم ذو الفقار شعلة فنية تميزت بالحماس في الأدوار التي قدمها فشارك في "الإنسان يعيش مرة واحدة" مع عادل إمام ويسرا عام 1981، و"حكمت المحكمة" عام 1981، و"الغول" مع فريد شوقي وعادل إمام عام 1982، وعنتر شايل سيفه مع عادل إمام ونورا عام 1983. ومع شويكار في "بيت القاضى" عام 1984، وكذلك "بناتنا في الخارج"، و"التخشيبة" في نفس العام. وفي عام 1985 شارك في "عشرة على عشرة"، و"صراع الأيام" و"النشالات الفاتنات" و"المدبح" و"المجنونة" و"الحلال والحرام". واستكمل حماسه الفني في "سري للغاية"، و"قبل الوداع" و"بكرة أحلى من النهاردة"، و"الحناكيش" و"انتحار صاحب الشقة"، و"أجراس الخطر" عام 1986. وواصل حاتم تألقه في دائرة الضوء الفنية بأفلام "الخرتيت"، و"رجل في عيون امرأة" عام 1987، و"جزيرة الشيطان" مع عادل إمام ويسرا عام 1989، و"مسجل خطر" عام 1991، و"آه وآه من شربات" و"المشاغبون في البحرية" و"مذبحة الشرفاء" عام 1992. وأغلق حاتم صفحته الفنية بعد تقديم 47 فيلما و50 مسلسلا و6 مسرحيات وظهر خلالها مع عمالقة السينما أبرزهم فريد شوقي في 5 أفلام وعادل أدهم ب3 أفلام وتعاون في بطولات ثنائية مع نادية الجندي ونبيلة عبيد وعدد من الفنانين، وبسلوكه طريق المخدرات وساحات القضاء التي انتهت بحبسه عاما خرج حاتم من دائرة الأضواء. هدوء الرحيل وبعد فترة من العلاج تمكن حاتم من التخلص من آثار السموم في جسده ليصبح "متعافى" وأراد أن يكمل مسيرته الفنية من جديد، وتم تكريمه بجائزة الجمعية الدولية لمكافحة الإدمان، لكنه تعرض لحادث في ساقه أثرت على أدائه فتوارى عن الأضواء بعدها إلى أن تم اكتشاف وفاته في 15 فبراير عام 2011. وفي آخر مراحل حياته عاش حاتم ذو الفقار وحيدا ليرحل في هدوء فريد، فلم يتبع جنازته غير 3 من زملائه بالوسط الفني.