يعاني مستشفى طما المركزي شمال محافظة سوهاج إهمالًا شديدًا يضربه ليل نهار، حتى إنه أصبح أقرب الطرق إلى الآخرة، فما بين نقص الإمكانيات والأجهزة الطبية وسوء الخدمات المقدمة من الأطباء يعاني آلاف المرضي يوميًّا دون أي تدخل من المسؤولين بالمحافظة. يقول أحمد المشطاوي، مواطن، إنه على الرغم من رصد أكثر من 60 مليون جنيه لتطوير المستشفي فإنه مستودع لجلب الأمراض والأوبئة، فالنظافة معدومة بداخله ورائحة الموت تطاردك أينما ذهبت، والأطباء يكتفون بالعمل في عياداتهم الخاصة، ولا يهتمون بمشكلات المرضى داخل أروقة المستشفى.
والأسرة الطبية بالمستشفى لا تصلح حتى للحيوانات، وتوجد به روائح كريهة، وكل يوم المرضى ومرافقوهم يتعرضون للكهرباء بسبب الوصلات والأسلاك الكهربائية التي لم تتم صيانتها، وتخرج من الحوائط بلا رقيب أو حسيب، و دورات المياه تعاني حالة تدنّي لم يشهد لها مثيل، حسب ما صرح به محمود بخيت، مرافق لوالدته المريضة بمشكلات في التنفس.
ويضيف سيد إبراهيم، من قرية الشوكة، أنه ذهب بزوجته، الأسبوع الماضي، لإجراء عملية جراحية لها بالمستشفى، فوجد أنه لا يوجد أحد بالمستشفى سوى النوبتجية من الممرضات والعمال، متسائلاً: أين الطيب؟ فكان ردهم: هييجي الصبح يا سيد، مضيفًا أنه قرر أن يجري العملية الجراحية لزوجته داخل إحدى العيادات الخاصة، مطالبًا بالتحقيق في تلك الواقعة.
وعلى الجانب الحكومي، فإن مسؤولي مديرية الصحة بمحافظة سوهاج وعلى رأسهم الدكتور يسري بيومي، وكيل الوزارة، والدكتور أيمن عبد المنعم محافظ الإقليم، يرفضون بشكل قاطع الرد على تلك المشكلات، وهم يعلمونها يقينًا أنها موجودة على أرض الواقع.
وتطالب "التحرير"، على لسان أهالي مركز طما بمحافظة سوهاج، بالتدخل السريع من قبل وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، بالنظر إلى مشكلات مستشفى طما المركزي التي صارت مقبرة للمرضى، ومحاسبة المقصرين، لا سيما أن الوزير التقى وفد المركز المصري للحق في الدواء، الأسبوع الماضي، وأعرب عن استيائه من مستشفيات الصعيد وما يحدث بها، مؤكدًا أنه سيتم فتح ملفات الفساد داخل تلك المستشفيات قريبًا. * 10 * 11 * 9 * 8 * 7 * طما المركزي بسوهاج * 3 * طما المركزي بسوهاج * 2 * 6 * 1