رأت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم الاثنين، أنه في حال استعادت القوات السورية، بمساعدة مقاتلي حزب الله اللبناني، السيطرة على مدينة «القصير» المتاخمة للحدود مع لبنان فإن ذلك من شأنه توجيه ضربة قوية إلى المعارضة السورية. فمن جانبها، أوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كلا الطرفين المعارضة والنظام السوري يصفان المعركة الدائرة حاليا على أطراف «القصير» بأنها واحدة من أهم وأعنف المعارك البرية، التي من شأنها تأجيج التوترات الطائفية في ظل انغماس حزب الله بشكل أعمق في الصراع السوري، وهو ما يزيد المخاوف من اشتعال فتن إقليمية. وأفادت الصحيفة في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - بأن الجيش السوري هاجم يوم أمس المدينة بالمدفعية والطلعات الجوية، مما أودى بحياة 52 شخصا على الأقل وأدى لإصابة المئات، حتى تمكن مع انتهاء اليوم من السيطرة على 60% من المدينة من بينها مبنى البلدية- وذلك حسبما أعلن عنه نشطاء. وبحسب محللين، قالت «نيويورك تايمز»: إن الأسد يسعى لتأكيد سيطرته في محافظة حمص من أجل بسط نفوذه على مراكز الكثافة السكانية في غرب سوريا، وهو ما يمكنه في نهاية المطاف من شن الحملات العسكرية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها الثوارفي الشمال والشرق. وأردفت الصحيفة تقول إن معركة «القصير» أعادت دور حزب الله من جديد في الصراع السوري بل وارتقت به لتضعه في الصفوف الأولى في ظل تحول الحرب السورية إلى صراع إقليمي بين الشيعة وفي مقدمتهم إيران التي تدعم نظام الأسد وحزب الله- ضد الدول السنية وحلفائها الغربيين الذين يدعمون الثورة السورية. بدورها..رأت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن معركة القصير إذا انتهت لصالح النظام فإنها سوف تعزز المكاسب التي جناها مؤخرا في مناطق وسط سوريا وضواحي دمشق، كما أنها سوف تقوي شوكة الرئيس السوري، الذي أعلن أمس الأول أن مصيره سوف يتحدد من خلال الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها العام القادم. واعتبرت الصحيفة في تعليق لها أوردته على موقعها الألكتروني- أن تصريحات الأسد الأخيرة تسببت في تعقيد الجهود الأمريكية الروسية المبذولة من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث. وبرهنت على مدى عمق الانقسام الذي صار ملمحا من ملامح الشارع السوري بذكر أن مؤيدي النظام أعربوا عن فرحتهم بنتائج معركة القصير حتى الآن بل ودعوا أيضا إلى دك كافة معاقل المعارضين في جميع أرجاء البلاد بكل قوة حتى وإن تمخض ذلك عن مقتل عدد كبير من المدنيين.