الرياض وطهران تتصارعان على زيادة الهيمنة في المنطقة.. والإعدام دافع لتفاقم الأوضاع أثار إقدام وزارة الداخلية السعودية على تنفيذ حكم الإعدام على 47 إرهابيًّا، بينهم نمر النمر، ردود أفعال واسعة لا سيَّما لدى الجانب الإيراني، حيث غضبت طهران من الأمر للحد الذي جعل مساعد وزير خارجيتها للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان يؤكِّد أنَّ هذا الأمر سيكلف المملكة الكثير. العديد من المحللين اعتبروا أنَّ الصراع بين إيران والسعودية حول زيادة النفوذ والهيمنة على الشرق الأوسط قد تفاقم بشكل خطير في الفترة الأخيرة، لا سيَّما بعد المتغيرات والأزمات الأمنية والسياسية الكبيرة التي حدثت في بعض الدول، إلا أنَّ إعدام "النمر" ربما يكون دافعًا قويًّا لتفاقم الأوضاع سوءًا. "التحرير" رصدت تداعيات الأمر عقب تنفيذ حكم الإعدام: الدكتور أحمد راسم النفيس القيادى الشيعي قال: "تنفيذ حكم الإعدام ضد العالم الشيعي نمر النمر هو جريمة بشعة بكل المعايير وبخاصةً أنَّه لم يقتل أو يقود تنظيمًا مسلحًا بل إنَّ كل جريمته هو نقد السياسة السعودية، فهل عقوبة الكلام هي الإعدام؟". وأضاف: "من الواضح أنَّ النظام السعودى يلفظ أنفاسه الأخيرة ويعجل بنهايته في كل الدوائر سواء في الحرب باليمن أو الأصرار على رفض التسوية في سوريا، وطهران لديها أوراق سياسية وقانونية للرد على استهداف العالم الشيعي النمر لا سيًّما في ظل الحرب الدائرة في المنطقة". بدوره، شنَّ القيادى الشيعي سالم الصباغ هجومًا حادًا على السعودية جرَّاء "إعدام النمر"، واصفًا إياه ب"العمل المؤسف وتعبيير عن حالة يأس وإفلاس للنظام الحاكم"، لافتًا إلى أنَّ السعودية فشلت في تحقيق أهداف عسكرية في المنطقة لدرجة أنَّها سعت لاستبدال الانتصار بأنتصار آخر وهو إعدام عالم شيعي كبير مثل نمر النمر، وفق تعبيره. وذكر الصباغ: "إعدام النمر سيدخل المنطقة في حرب مذهبية ستجني ثمارها الوخيمة المملكة السعودية نتيجة لتلك التصرفات غير المسؤولة وبخاصةً أنَّ المنطقة مشتعلة ولا تتحمل مثل تلك الأفعال الإجرامية، والسعودية تحاول أن ترسم صورة للرأي العام العالمي بأنَّ طهران عاجزة ولا تملك الرد في الدفاع عن علماء الدين في المنطقة". ونمر النمر" هو من مواليد 1959 في مدينة العوامية في محافظة القطيف بشرق السعودية، وهو عالم دين شيعي سعودي أثارت خطاباته التي هاجم فيها أسرة آل سعود الحاكمة جدلًا واسعًا، واعتقل عدة مرات في 2006 و 2008 و 2009 وفي الثامن من يوليو عام 2012 وفي 15 أكتوبر 2014. وزارة الداخلية السعودية أصدرت بيانًا قالت فيه إنَّه تمَّ تنفيذ حكم القصاص "الإعدام" في 47 إرهابيًّا، بينهم مواطن مصري، يدعى محمد فتحي عبد العاطي. وأضاف البيان، حسب "العربية نت"، أنَّ حكم الإعدام، الذي نُفِّذ صباح اليوم في 12 منطقة، طال 47 إرهابيًّا ومحرضًا بينهم فارس الشويل ونمر النمر. وأدان القضاء المنفذ بحقهم القصاص باعتناق "المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية.