1.5 مليار تم اقتطاعها من ميزانية الجيش الإسرائيلى هذا العام أثارت الذعر فى تل أبيب، ودفعت عديدًا من الخبراء إلى رسم الخريطة الأمنية فى السنوات ال5 المقبلة، وهى الخريطة التى لا تبشِّر بخير وفقا لهؤلاء الخبراء الذى يرون أن مؤسسة تل أبيب العسكرية ستمر بفترة صعبة وعصيبة، بخاصة مع تقليص عديد من مكونات الجيش. ففى ما يتعلق بالتدريبات والمناورات سيتم إلغاء قطاع منها، وفقا للصحيفة العبرية، التى لفتت إلى أن التمرينات العسكرية التى تجرى للفرق والألوية الكبرى سيتم إلغاؤها لتقتصر على القادة، كما سيتم إلغاء عديد من المشروعات فى أذرع الجيش المتنوعة، أو يتم تحجيمها فى نطاق أضيق مما كان مخطَّطًا له فى الأصل. الصحيفة لفتت إلى أن المرة الأخيرة التى قامت فيها تل أبيب بتغيير جذرى فى جيشها كان فى الثمانينيات من القرن الماضى، وبعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر تم تسريح عديد من الوحدات الميدانية، التى كانت مهمتها القتال على الجبهة الجنوبية، كما شهدت بداية العقد الماضى تسريح بعض التشكيلات المدرعة، مضيفة أنه رغم التخوفات من انهيار اتفاقية كامب ديفيد خلال السنوات القادمة، فإن الجيش الإسرائيلى لن ينمو مجددا، بل على العكس سيستمر فى الانخفاض والتقلص. الدبابات أيضا لن تنجو من أنياب الميزانية، ووفقا ل«معاريف» فإن تل أبيب التى قامت بالاقتطاع من كميات الدبابات والمدرعات فى العقد الأخير ستستمر فى تسريح الوحدات، مضيفة أنه من المتوقع إرسال الدبابات منتهية الصلاحية من نوع «ماجاح» إلى المتاحف أو بيعها لدول العالم الثالث وتجار المعادن، كما سيقلل الجيش الإسرائيلى من معدل إنتاج دبابات «ميركافا» وناقلات الجنود المدرعة من نوع «نمر». وفيما يتعلق بسلاح الجو قالت الصحيفة إن مؤسسة تل أبيب العسكرية ستلتهم معظم المعونة الأمريكية لتل أبيب من أجل شراء السرب الأول من طائرات «إف 35»، الذى سيبدأ فى الوصول إلى إسرائيل عام 2016، كما سيتزود جيش الأخيرة خلال السنوات ال5 المقبلة بمروحيات وطائرات تزويد الوقود. وإذا انتقلنا إلى سلاح البحرية، تشير «معاريف» إلى أن الجيش الإسرائيلى سيتثمر جزءا كبيرا من ميزانيته لشراء 3 غواصات ألمانية جديدة من نوع «دولفين» ستصل فى السنوات ال5 المقبلة، لافتة إلى أن كل غواصة تتكلف نصف مليار يورو، وعلى الرغم من أن حكومة برلين تمول ثلث التكاليف فإن الحديث يدور عن مبلغ كبير. القطاع الاستخباراتى والأمنى فى الجيش الإسرائيلى ستكون له الأولوية خلال السنوات المقبلة وفقا للصحيفة العبرية، التى لفتت إلى أن تل أبيب لن توفر شيكلًا واحدًا فى ما يتعلق بهذا المجال، وستستثمر مبالغ ضخمة فى المنظومات التى ستتعامل مع المعلومات الآتية من أجهزة الاستشعار المنتشرة فى أنحاء إسرائيل.