ماذا لو حدثت حرب بين مصر وإسرائيل الآن، كان هذا السؤال الذي حاولت الإجابة عنه كل من صحيفتي معاريف وهآرتس العبرية في تقريرين لهما أمس، وبينما أكدت الصحيفة الأولى أن القاهرة وتحت وطأة الغضب الشعبي من انتشار الفقر قد تحول هذا الغضب الجماهيري لحرب ضد تل أبيب وإلغاء للاتفاقية، رأت هآرتس أن جيشها مستعد بشكل أكبر من اللازم بل ووضعت سيناريوهات كان على رأسها دخول المدرعات المصرية سيناء وإبادة مقاتلات تل أبيب الجوية لها. وبعنوان «لا سلام في الأفق» قالت صحيفة معاريف العبرية في تقرير لها أمس إنه فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فإن هناك عدة أمور غير مشجعة بالنسبة لتل أبيب؛ ومن بينها أن الإخوان المسلمين في مصر وسوريا والأردن ودول أخرى يتعززون ويزدادون قوة، والعدو الوحيد الذي قد يضعف بعد السقوط المحتمل للرئيس السوري بشار الأسد هو منظمة حزب الله الإيرانية. وذكرت أن تعزز قوة الإخوان المسلمين الذين لا يقبلون فكرة وجود إسرائيل، تهدد اتفاقيات السلام الموقعة مع مصر والأردن والفلسطينيين للخطر، لافتة إلى أن القاهرة لا زالت مدعومة من قبل الولاياتالمتحدة ، سواء في ميزانيتها أو فيما يتعلق بجيشها، ولهذا تتعامل مصر بضبط نفس، لكن عندما يثبت أنها غير قادرة على معالجة الفقر، وتعبر الجماهير المصرية عن نفاذ صبرها، فوقتها ستكون هناك فرصة مبررة بأن تحاول القيادة المصرية توجيه غضب الجماهير باتجاه تل أبيب، وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد للسلام والخروج للحرب مع إسرائيل، كما حدث في الماضي. وفي تقرير لها بعنوان «الجيش الإسرائيلي مستعد أكثر من اللازم»، قالت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها أمس إن المؤسسة العسكرية بتل أبيب تعتقد أن الاقتطاع من ميزانية الأمنية أمر خطير، لأنه سيمس وبشكل صعب بجهوزية إسرائيل أمام التحديات المتعاظمة أمامها، لكن بنظرة ميدانية نكتشف أنه من الممكن اقتطاع الميزانية الأمنية بشكل لا يضر بتلك الجهوزية. وذكرت الصحيفة أن المشكلة المركزية لتل أبيب هو القطيعة والانفصال بين التطورات والتي تحدث في المنطقة على الصعيد العسكري وبين تكوين واستعدادية الجيش الإسرائيلية نفسه، فإذا نظرنا إلى قوة سلاح المدرعات على سبيل المثال ووفقا لبيانات مركز الأمن القومي بتل أبيب، فإن الجيش الإسرائيلي يملك أكثر من 3100 دبابة و8000 ناقلة جنود مدرعة تقريبا، لافتة في تقريرها إلى أن حوالي 1600 من الدبابات تم إنتاجها قبل أكثر من 30 عاما وحوالي 220 منها تم إنتاجها قبل 50 عاما تقريبا، وعدد ليس بالقليل من ناقلات الجنود المدرعة امتلكها الجيش الإسرائيل منذ عقود عديدة. وذكرت أن فرص الدخول في معارك تعتمد على مدرعات أمام مدرعات، كتلك التي ميزت حروب 67 و 73 فعليا غير قائمة، فالجيش المصري سيكون مشغولا خلال السنوات المقبلة بالشئون الداخليةى للدولة، وفرص أن المصريين سيبادرون بالحرب هي أقل من الضئيلة، ولكن إذا قرر المصريون شن الحرب فإن قوات المدرعات الخاصة بهم ستضطر لعبور شبه جزيرة سيناء، وفي وضع كهذا ستستخدم تل أبيب سلاجها الجوي لإبادة صفوف المدرعات المتدقمة شرقا. وختمت تقريرها بالقول إن فرص نشوب حرب أخرى ضد جيوش دول المنطقة انتهت تقريبا، لكن هذا لم يوقف الجيش الإسرائيلي عن الاستمرار في بناء قوته إزاء سيناريوهات شبيهة بحروب على غرار حرب 73، والنتيجة هي أن الجيش الإسرائيلي اليوم هو جيش أقوى من اللازم ومتسلح بمنظومة حربية غالية التكلفة تهدف إلى الرد على تهديد حتى المخابرات العسكرية الإسرائيلية تعترف أن فرص تحققها منخفضة جدا.