عابدين: قدمت لمرسي أسماء 45 محافظا فرفضها وخرجت التعيينات من مكتب الإرشاد الإنتخابات الأفضل لاختيار المحافظين .. والتعيين يختار من سىء لأسوأ الفساد فى المحليات «ثقافة».. لأنه يمر بحالة من التراضى بين المرتشى والراشى والحكومة راضية الفساد الآن اكثر سوءا من قبل الثورة لأن هيبة الدولة راحت
«لاصوت يعلو الآن فى مصر على صوت حركة المحافظين» ، والتى أعلنت منذ ساعات، لكن تبقى الأسئلة حائرة هل تحقق حركات المحافظين المتعاقبة خطط التنمية المرجوة؟ وهل طريقة ومعايير اختيار المحافظين أو اقالتهم تتماشى مع التحديات أم تتم وفقا لأسباب خاصة؟ وغيرها من الأسئلة التي ستظل تبحث عن اجابات، ما دعى «التحرير» إلى محاولة فهم أليات إقالة المسئول في مصر وتعيين أخر، على طاولة اللواء أحمد زكى عابدين ، وزير التنمية الأسبق، وإلى نص الحوار بداية.. ماهى آلية اختيار المحافظين فى مصر؟ اختيار المحافظ فى مصرلا يتم على أى أساس ، ويتم اختياره فقط «بالحظ» ومن خلال المعارف، وشخص يذكى أحد على علاقة به، والبحث عن الشحصيات العامة، والإطلاع على سجلاتهم من خلال الرقابة الإدارية وأمن الدولة والمخابرات، فإن كان ملفه كان «تمام»، يتم تعينه محافظا. هل ستحمل حركة المحافظين الجديدة التغيير لمصر؟ ستكون بلا فائدة و«زى اللى قبلها»، لأن طريقة الاختيار ليس بها معايير ولا يوجد اختيار سوى من الشحصيات العامة فقط ، والدولة تفتقر الأسلوب لفرز القيادات فى مصر ، وأصعب وظيفة فى البلد هى وظيفة المحافظ، ومتخذ القرار بيحاول ، ولكن لا توجد أسس للاختيار، والناس بتدور مش أكثر عن إجابة السؤال «مين يعرف محافظ كويس؟»، أقول فلان ، فيتم اختياره محافظا، وفى الخارج يوجد أسس لاختيار المحافظ، وصاحب القرار فى مصر غلبان فى اختيارته. من وجهة نظرك .. ماهى الطريقة المثالية لاختيار المحافظ؟ وقت أن كنت وزيرا للتنمية المحلية، حاولت جاهدا فى التركيز على اختيار المحافظ بالإنتخاب، وطالبت بتجربة هذا الأمر، والدولة ظلت لفترة طويلة تختار المحافظين ، ولاتزال هناك مشكلة فى الاختيارات، ومرة نقول عاوزين شباب، ومرة نقول عاوزين خبرة، والأمر ضبابى ، كما هو الحال فى اختيار الوزراء، وهل أحد يعلم لماذا رحل محلب؟، ولماذا تم اختيار شريف إسماعيل رئيسا للوزراء خلفا له؟، فلا توجد أى معلومة. لكن يوجد رفض سياسى لفكرة اختيار المحافظ بالإنتخابات.. فما ردك؟ نحن نعمل بالطريقة التقليدية لاختيار المحافظ والنتيجة الاختيارات من سىء لأسوأ، ومر 9 شهورعلى الحركة الأخيرة والسابقة لحركة اليوم، وحركة اليوم تهدف لتغيير كل المحافظين الذين تم اختيارهم أخر مرة. ماهى الشروط التى يجب توافرها فى المحافظ؟ لابد أن يكون من أهل المحافظة، وتتوافر به بعض الضوابط التى يتم وضعها لاختيار المحافظ، مثل السن والتعليم والخبرات والأمانة والنزاهة، ومن يجد فى نفسه هذه الشروط فليتقدم بأوراقه للترشح لمنصب المحافط بالإنتخاب، وسيتقدم من المحافظة قرابة ال 30 مرشح ، ويتم تعيين لجنة تختص ببحث أوراق المتقدمين، وترى من منهم تنطبق عليه هذه الضوابط وتصفيتهم، وطرحهم للاختيار أمام أهل المحافظة فى صناديق الإقتراع، ويتم اختيار المحافظ بناءا على اختيارات أهالى المحافظة، وهذه هى أمثل طريقة لنجاح المحافظين، ومم الممكن أن نجرب اجراء الانتخابات فى محافظة أو أثنين ، ونرى مدى نجاحها من فشلها، وبعض الدول تختار المحافط بالانتخاب وبعضها بالتعيين. كيف ترى تجربة اختيار الشباب كمحافظين؟ أهلا بالشباب كمحافظين، لكن في الوقت الحالي أرى تأجيل اختيار الشباب، إذ لابد من تعيين ذوى الخبرة، مع تعيين معهم 2 أو 3 نائبين للمحافظ من الشباب، وتكون من مهام المحافظ الرئيسية أن يكون النواب قادرين على تولى منصب المحافظ عن جدارة، فلا يمكن اختيار شاب من وظيفة ليس لها أى علاقة بوظيفة المحافظ، لمجرد أن سنه صغير ، والشباب ينقصه الخبرة فى هذا المجال، وعندما يتم وضعه نائب «سنتين» يكون حصل على خبرة. ماهو تقييمك للمحافظين السابقين؟ أنا فؤجئت بهم، وواضح انهم بدأو يدورا على السن الصغير، فهذا أمر جيد ومطلوب، وهل معنى أن سنة صغير نأخذه من «الدار إلى النار»، فشخص كان وكيل نيابة جيد، وواحد كان استاذ جامعة كويس، وهوراجل متفوق، فمعنى هذا أن يتم اختياره كمحافظ، مع العلم أن المحافظين السابقين اجتهدوا ولكن لم يقدورا على التغيير فى النهاية. من الأفضل المحافظ الخدمى أم السياسى؟ لابد أن يكون خدمى من الدرجة الاولى، لأن مشاكل الناس فى المحافظات كلها خدمية، و«الناس» فى المحافظات لاتهتم بالسياسة، كل ما تريده هو رغيف العيش والمياه والكهرباء وطريق ممهد للسير عليه فقط، فلابد أن يكون المحافظ قادر على فهم هذه المشاكل وقادر على حلها. هل الأفضل المحافظ صاحب الخلفية العسكرية والأمنية أم أساتذة الجامعات والمستشارين؟ أيام حسنى مبارك ، كان يتم اختيار المحافظين «شوية» من ضباط الجيش والشرطة، ومجموعة من أساتذة الجامعات، فلا مانع من اختيار هؤلاء ، ولكن «منجبش» أى ضابط محافظ فلابد أن يكون ضابط قدير ولديه قدرات ولديه خبرات يتمتمع بالأمانة والتى تتفق مع شروط المحافظ ، هذا الامر ينطبق على احتيار الضابط أو الدكتور أو المستشار، وأن يكون فاهم التعامل مع الناس والعمل على تطوير خبراته الإدارية ، فضلا عن القدرة على الإدارة والقيادة، والاختيارات ما دون ذلك مجرد «فلسفة على الفاضى». كنت فى حكومة الإخوان فكيف تمت حركة المحافظين فى فترة توليك وزارة التنمية المحلية؟ أخترت 45 محافظا ، ومرسي المعزول لم ينظر فى هذه الاختيارات، ومكتب الارشاد عين المحافظين واختار «ناسه» ومن يعرفهم ومن سيخدمون مصالحهم ، وأيام مبارك كان اختيار المحافظ على هذا المنوال. ماذا عن الفساد فى المحليات، وهل حركة المحافظين ستحد من الفساد؟ الفساد فى كل مكان فى المحليات وغير المحليات،لأن الفساد ثقافة فى البلد، لأنه يمر بحالة من التراضى بين المرتشى والراشى، فالمرتشى يطلب والراشى يدفع، والحكومة راضية على الأخرى، لأنها غير قادرة على إعطاء مبالغ مالية للموظفين «علشان يعيشوا كويس» ، والفساد يتركز فى المحليات، ووصل إلى حالة من التراضى وهذا الأمر كارثة. ما الفرق بين الفساد الآن والفساد قبل ثورة يناير؟ الوضع الآن أكثر سوءا، وهذا لأن هيبة الدولة «قلت» عن ما كانت عليه قبل الثورة، وهيبة الدولة كانت تخوف الناس، وأما الآن فلا أحد يخاف. كيف ترى ظاهرة عصبية المحافظين فى جولاتهم؟ أنا لا أعرف حقيقة تعنيف المحافظين فى جولاتهم للمحافظين، لأن الإعلام ممكن يرفع واحد ويخسف الأرض بواحد أخر، بينما التعنيف والتلفظ بألفاظ خارجة «غلط»، وهذا كبر دليل على عدم وجود خبرات فى العمل مع الناس وقدرة فى ضبط النفس والقدرة على مواجهة الناس ، واتخاذ القرار، والمحافظ غلبان ومنزوع السلطات والسلطات كلها فى القاهرة بالوزارة،وهو ليس رئيس الجمهورية كما يقال في محافظته، فالتعليم عند وزارة التعليم والطرق عند الهيئة العامة للطرق والكبارى، والمياه عند وزارة الاسكان، ولابد من اعطاءه سلطة الإدرة والسلطة فى التحكم فى موادر المحافظة، ويصرف المحافظ، ولكن يوضع تحت رقابة الأجهزة الرقابية «من بعيد» من حقه فى اختيار المعاونين.