ستظل انتخابات برلمان 2015 حدثا تاريخيا.. فهو برلمان "30 يونيو" وبرلمان السيسى وهو دائما فى مقارنة مع أى برلمانات سابقة قبل "25 يناير" أو بعدها. وهو البرلمان الذى قدم شخصيات جديدة تعمل فى السياسة لأول مرة، فالنائبة نهى الحميلى (أصغر نائبة) والتى قالت إنها تعلمت السياسة من "النت" نجحت بالطبع على قائمة في حب مصر، ممثلة لحزب مستقبل وطن. وهو البرلمان الذى يشهد أحزابا يسيطر عليها رجال أعمال ويحولون ويشترون النواب وهو البرلمان الذى شهدت انتخاباته ظاهرة المال السياسى بشكل لم يحدث في مصر من قبل، فقد جاء أعضاء ليسوا بالقليل بأموالهم التى كانوا يشترون بها الأصوات عينى عينك وتعدوا بذلك ظاهرة السكر التى كانت فى انتخابات برلمان الإخوان. ولعل الظاهرة الأكبر فى هذا البرلمان هي اللواء سامح سيف اليزل الذى كان له الدور الأكبر فى قائمة في حب مصر، والذى يسعى الآن للسيطرة على البرلمان. وشرع سيف اليزل في تشكيل ائتلاف برئاسته سماه دعم الدولة، وبعد أن وجد انتقادات حادة لحكاية دعم الدولة من 9 نواب آخرين، وفى الإعلام وفى الأحزاب قرر تغيير اسمه إلى دعم مصر. ولعله -بعد ما يحدث فى الائتلاف ولائحته التى أصدرها- لا يمكن أبدًا إطلاق "ائتلاف دعم مصر" عليه، وإنما اسم "ائتلاف دعم سيف اليزل" فالائتلاف -وفقًا لسامح سيف اليزل وجماعته- تحول إلى حزب كبير يضم 400 نائب كما يقولون، وذلك دون الإعلان أو المرور على لجنة الأحزاب، وذلك خلاف ما هو متبع فى أى ائتلاف سياسى فى العالم، وهنا أقول العالم، لأنهم دائما يذكروننا بما يحدث فى العالم، الذى يكون دائمًا بين تكتلات أو أحزاب من أجل قضية معينة أو تحرير قوانين متفق عليها فى البرلمان وكفى. لكن سيادة اللواء سيف اليزل يريد لائتلافه الخاص شيئًا آخر من السيطرة استعادة الأشكال القديمة كما كان يحدث فى الحزب الوطنى أو جماعة الإخوان، وكأنهم لا يريدون لهذا البلد أن يتغير ويعيش حياة جديدة من أجل بناء الدولة الحديثة، فأرادوا السيطرة على البرلمان الذى كان هناك أمل ولو قليلا فى إحداث التغيير لنعود إلى تأميم الحياة السياسية من جديد. ولنقرأ معًا ما يطرحه سيادة اللواء سيف اليزل فى لائحة ائتلافه. رئيس الائتلاف الذى هو سيف اليزل طبعًا الممثل القانونى له والمتحدث باسمه، بالإضافة إلى ممارسة الاختصاصات التالية: 1- الإشراف على تنظيم العمل بكل الأجهزة الفنية والإدارية للائتلاف. 2- رئاسة الهيئة البرلمانية للائتلاف والمكتب السياسى. 3- تعيين العاملين اللازمين للقيام بالأعمال الفنية والإدارية للأجهزة التابعة للائتلاف. 4- دعوة الهيئة البرلمانية للانعقاد العادى أو غير العادى. 5- دعوة المكتب السياسى للانعقاد. 6- اعتماد الهيكل التنظيمى وأساليب العمل الذى يضعها المكتب السياسى. فما رأيكم؟! أليس فى ذلك حزب يسيطر، خاصة وأن له ميزانية تدّعى اللائحة أنها من اشتراكات الأعضاء الذين سيدعمهم الائتلاف أيضًا فى الحصول على البدلات والسفر والمنح وغيرها، وأيضا من الهبات والتبرعات التى لم يعرف أحد مصادرها. إن ما يحدث فى البرلمان قبل انعقاده لا يدعو للتفاؤل باستكمال مرحلة كانت تعتبر بداية بناء الدولة الحديثة فإذا بنا أمام ائتلاف لدعم سيادة اللواء.