«عثمان» قائد المخابرات الجديد يظهر أمام الكاميرات ويزلزل البلاد.. والناس لم تعرف عن سلفه إلا لقبه «توفيق» "الزعيم رقم صفر الذي يجلس في الظلام".. عبارة شهيرة تطلق دائمًا على رؤساء الاستخبارات الذين تفرض بلادهم سرية شديدة على هويتهم وشكلهم، هذا الزعيم إذا اقترضنا أنه خرج للنور وأدلى بأحاديث ولو قصيرة جدًا ونادرة للغاية لوسائل الإعلام، فإنها تكون هذه بداية تغيير الطريقة التي تسير عليها هذه المنظومات الأمنة، يحدث هذا في الجزائر مع اللواء عثمان طرطاق، القائد الجديد لجهاز المخابرات. المخابرات تغير جلدها 25 عامًا.. ربع قرن ظل رئيس المخابرات السابق محمد مدين، الذي لم يكن الناس يعرفون عنه سوى أن اسمه (توفيق)، ظل متواريًا عن الأضواء؛ لكن خليفته طرطاق، يبدو أنه يلعب بقواعد جديدة، تعتمد على الظهور الإعلامي، حيث نشرت وسائل الإعلام اليوم صوره له خلال مشاركته في اجتماع لقادة الشرطة الأفارقة. الجزائريون :انتهى زمن الشبح "انتهى زمن الشبح".. "الأسطورة راح زمانها" "المخابرات تغير جلدها".. كانت هذه خلاصة تعليقات وسائل الإعلام الجزائرية على ظهور طرطاق أمام كاميرات الفضائيات وأقلام الصحفيين وميكروفانات الإذاعات، ورغم أن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلًا، إلا أنها كانت كافية لجذب انتباه مواطنين لم يروا أمر مثل هذا من قبل. ليسانس جغرافيا بدأ حياته المهنية عام 1972 ملتحقًا بالاستخبارات بعد حصوله على ليسانس الجغرافيا، بعدها سافر للاتحاد السوفيتي، ليتلقى تدريبات في دهاليز المؤسسة الاستخباراتية الروسية ( ك جي بي)، ليعين بعد عودته مسؤولاً للأمن في ولاية أم البواقي -شرق البلاد- ثم مسؤولًا للأمن بالجزائر العاصمة وضواحيها عام 1985 . الرجل الثاني ثم الأول عرف عنه في التسعينيات، خلال فترة الإرهاب نشاطه وجهوده في محاربته، وعلى الرغم من إبعاده عن مراكز القرار ل 5 سنوات (1999-2005)، إلا أنه عاد مديرًا للأمن الداخلي خلفًا للواء عبد القادر خرفي الملقب بالجنرال أحمد، وبهذا أصبح الرجل الثاني في الهرم الأمني، وأشرف من ضمن ما أشرف على دحر الجماعة الإرهابية التي هاجمت مجمع تيجنتورين للغاز في الصحراء الجزائرية في عام 2013 والتي راح ضحيتها حوالى 30 رهينة أجنبي.