حلمى بكر للصحيفة الأمريكية: عندما تصبح هذه الأغانى هى الأكثر توزيعا فهذا دليل أن المجتمع ينهار بعيدا عن الفوضى والمشكلات السياسية والاقتصادية تصنع الموسيقى المصرية ثورتها الخاصة وتتمرد على قوالب الغناء والموسيقى المعروفة، هكذا وصف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية حال أغانى المهرجانات التى اجتاحت الحياة الموسيقية المصرية، هذه الأغانى السريعة المرتجلة التى تعتمد بشكل كبير على الأوتو تون أصبحت مسموعة فى كل مكان. تناول التقرير أشهر نجوم هذا النوع الجديد من الغناء وهما أوكا وأورتيجا، أحدهما كما يقول التقرير كان يعمل فى صالون حلاقة، والثانى فى مطعم للوجبات السريعة، وكلاهما كون شهرته من غناء هذا النوع الخاص من الغناء فى الأفراح الشعبية، فى البداية صنعا أغنية على سبيل اللهو، وفوجئا بها تنتشر بشكل كبير، وبعد مرحلة غناء فى الأفراح بدأ نجمهما يسطع فى أغانى الأفلام السينمائية والإعلانات ويصل طموحهما إلى نقل هذه الموسيقى للعالم حيث يستعدا للغناء بحفلات فى أمريكا خلال الأشهر القادمة. هذا النوع من الموسيقى سبق الثورة بفترة قليلة، وازدهر بشكل كبير بعدها مما يؤكد أن الشباب صغير السن وجد فيهما شكلا ناجحا فى التعبير عن حياتهم اليومية وهمومهم، الموسيقى الصاخبة التى تشبه إلى حد ما موسيقى الهيب هوب الأمريكية الراقصة أصبحت ثورة فى عالم الموسيقى والغناء المصرى، ربما تكون الثورة السياسية تعثرت بعد الإطاحة بمبارك ونظامه، لكن ثورة أغانى المهرجانات نجحت وازدهرت حتى إنها أصبحت موضة تسيطر على الغناء وتسمعها فى كل مكان فى الشارع، وأصبحت مألوفة حتى خارج أماكن الأفراح والاحتفالات، وجزء رئيسى من أغانى الأفلام والإعلانات التليفزيونية، وهى تحقق نسبة مشاهدة كبيرة تصل إلى ملايين المشاهدات على «اليوتيوب». رصد تقرير «نيويورك تايمز» بزوغ هذه الموسيقى بكل ما بها من صخب وارتجال من الأحياء العشوائية الفقيرة، حيث المبانى السكنية المتهدمة والأماكن الخلفية لبيع المخدرات، ويقول أحد مطربى المهرجانات وهو علاء الدين عبد الرحمن والمعروف باسم علاء 50 سنت إن هذه الأغانى تدفع الناس للرقص لكنها تحمل قلقهم وهمومهم فى كلماتها. ربما تفسر هذه الكلمات الشعبية التى تكسر قواعد شعر الأغانى المألوف، وهذه الموسيقى المتمردة الراقصة هذا الانتشار غير العادى لهذا النوع من الغناء، فأغانى المهرجانات تسمعها فى سيارات التاكسى والميكروباص والمراكب النيلية، ووصلت أيضا الى حفلات الزفاف فى الفنادق الفاخرة مما يبرز مدى انتشارها وتأثيرها على المجتمع بكل طبقاته، فربما يكون المجتمع المهمش فى العشوائيات فشل فى تحقيق أى نتائج بعد الثورة خصوصا على المستوى الاقتصادى، ولكنه فرض ضوضاءه وصخبه الموسيقى على الجميع.