حوار: محمد حمدي وأمل مجدي برلمان 2010 شهد أخطاء فادحة.. و2012 غابت عنه الخبرة والفنيات برلمان 2015 يتمتع بالتعددية ندعم السيسي لأنه صاحب مشروع وطني المصالحة مع الجماعة غير واردة فى المرحلة الحالية من الممكن ألا نقر كل قوانين السيسي ومنصور المحليات تتربح من وراء تصاريح المقاهى فى الموالد على الرغم من كونه رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية إلا أنه له تاريخ برلمانى حافل.. كان الدكتور عبد الهادي القصبي عضو بمجلس الشعب عام 2010، وتم تعيينه في مجلس الشورى عام 2012 ممثلًا عن الطرق الصوفية، وفاز فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة ضمن قائمة فى حب مصر. تحدث "القصبي" فى حواره ل"البرلمان"، عن دعم القائمة لرئيس السيسي، وإمكانية عدم إقرار كل القوانين التى صدرت فى عهد "السيسي" و"منصور"، وتناول الملف الشيعي الذى اعتبره خطرًا على مصر، واعتبر أن الصوفيين تعرضوا للتهميش كثيرًا. وإلى نص الحوار: هناك الكثير من الانتقادات واجهت الانتخابات البرلمانية، كيف ترى هذه الانتقادات؟ هناك شقين من الانتقادات، شق يمس نزاهة العملية الانتخابية وصناديق الاقتراع، وهذا الشق لم يشوبه أي أخطاء تذكر، فمصر شهدت عملية انتخابية نزيهة وحضارية على مسمع العالم أجمع، أما الشق الآخر فهو التجاوزات التي حدثت من قبل المرشحين أو أنصارهم الذين استخدموا المال السياسي والدعاية السوداء، فهذا وقع بالفعل ورصدته عدد من المنظمات المنوطة بمراقبة سير الانتخابات، ولكن الشعب المصري لم يستجب لهذه الأساليب والحقيقة أنها أتت بنتيجة عكسية، وأظهرت الانتخابات أن المرشحين الذين لم يستخدموا المال هم من حصلوا على أعلى الأصوات. البعض لديه تحفظات على تشكيلة البرلمان خاصة بعد فوز عدد من النواب المثيرين للجدل، فما تعليقك؟ نحن قبلنا التجربة الديمقراطية، وطالما أن الشعب قال كلمته من خلال الصناديق، فيجب علينا أن نحترم النتيجة، خاصة وأننا احترمنا نتيجة الصندوق فيما هو أسوء من هذه الانتخابات. في الوقت الراهن الأهم ألا نفرض وصايتنا على المواطنين، بل على العكس علينا خوض التجربة كاملة ونصحح من أنفسنا، والوجوه المثيرة للجدل التي نجحت في الانتخابات ستكون أمام الشعب، وهو من سيحكم على استمرارها في العمل السياسي أو استبعادها. تسعون فى قائمة "فى حب مصر" لتشكيل أغلبية لدعم الرئيس.. إذا لماذا يكون هناك برلمان طالما أنه سيكون مؤيدًا للرئيس على طول الخط؟ هذا التكتل السياسي في اتجاه الحفاظ على الدولة المصرية بجميع مؤسساتها، والدول التي تسعى إلى التقدم والتطور ليس من المفترض أن تكون سلطاتها متنافرة. لكن هناك فرق بين الحفاظ على الدولة والانحياز إلى الحكومة، فنحن سندعم الحكومة ونؤيدها إذا أحسنت ولكن إذا أخطأت فسنكون ضدها ونقيلها، فالأساس أن تعمل السلطة التنفيذية لصالح المواطن وإذا شعر النواب أن هناك مسئول في السلطة التنفيذية يسع إلى الإضرار بهذه المصلحة فلن نتستر عليه، لأن النائب لا يعمل إلا لصالح الشعب. بمنتهى الوضوح نحن ندعم الرئيس السيسي لأنه صاحب مشروع وطني حقيقي. قضية تعديل الدستور وزيادة مدة الرئيس مطروحة بقوة من بعض النواب ما رأيك فيها ؟ مسألة تعديل بعض المواد الدستورية في الوقت الحالي أمر غير مناسب، نحن نريد الوصول إلى حالة من الاستقرار في مؤسسات الدولة لكي نتمكن من مواجهة التحديات التي أمامنا في الداخل والخارج. التجربة هي ما ستثتبت إذا كنا في حاجة إلى تعديل بعض المواد أم أننا سنحافظ على الدستور بوضعه الحالي. ما رأيك فى قانون التظاهر الذى تسبب فى جدل وانتقادات كبيرة ؟ المجلس يواجه كمًا ضخمًا من القوانين التي ينبغي الفصل فيها في مدة محددة، ونحن "في حب مصر" نعكف حاليًا على دراسة هذه القوانين، خاصة وأننا لا نرغب في إحداث "ربكة" تشريعية في الحياة القانونية، وفي نفس الوقت لا نريد إقرار قانون واحد لسنا متأكدين أنه في صالح المواطن. القوانين الحيوية التي مترتب عليها أثار تهدد مصلحة المواطن، سنوافق عليها في أسرع وقت مثل قوانين الحد الأدنى للأجور أو زيادة المعاشات، لكن القوانين التي تحتاج إلى دراسة وأثارت الكثير من الجدل السياسي والقانوني فمن باب أولى أن نتأنى في دراستها قبل إقرارها، وحتى لو سقط قانون، ما دام لا يترتب عليه تأثير على المواطن بشكل مباشر،"ما يسقط"، ثم نناقشه خلال الدورة التشريعية مرة آخرى بشكل موسع. هناك انقسام كبير بين الطرق الصوفية واتهامات متبادلة بينكم خاصة مع أبو العزائم وأنصاره.. ما تعليقك ؟ لا يوجد انقسام في الطرق الصوفية، لأن هذا يعني أن هناك مؤسستان تتصارعان، لكن الحقيقة أن هذا الشخص بمفرده ولا يمثل إلا نفسه، وأنا أؤكد أن الطرق الصوفية ومجلسها الأعلى كيان متماسك وعريق، وما حدث من زوبعة في وقت من الأوقات كان يهدف لهدم هذه المؤسسة مثلما حدث في الأزهر الشريف، من خلال وجود ما يسمى "اتحاد علماء المسلمين" الذي تزعمه يوسف القرضاوي لهدم هذا الكيان العلمي. صحيح إنني لا أمثل الطرق الصوفية بمفردي لأن هناك قيادات كثيرة لها، لكن أنا من تم اختياري أكثر من مرة لرئاسة المجلس الأعلى للطرق الصوفية من قبل هذه القيادات وبإجماع كل المجلس كله وهذا شرف لي. ألا تعتبر استخدام اسم الطرق الصوفية فى إحدى القوائم أو لتأييد أى سياسي نوع من تدخل الدين فى السياسة ؟ القانون والدستور يكفل لكل مواطن مصري حق الترشح لأي منصب في الدولة، وبالعكس أنا لم استغل منصبي في الانتخابات سواء في الدعاية أو المؤتمرات، والحقيقة أنني قبل الانتخابات مباشرة فوضت جميع سلطاتي إلى قيادات المجلس الأعلى للصوفية وترشحت بشخصي دون منصبي. كنت عضو في برلماني 2010 و2012، وكذلك نائب في برلمان 2015، في رأيك ما هو الفرق بين الثلاث برلمانات؟ هناك فرق كبير بين البرلمانات الثلاثة لأن الحياة السياسية تختلف من مرحلة إلى آخرى حسب الظروف، برلمان 2010 سيطر عليه أعضاء الحزب الوطني وارتكبوا فيه أخطاء فادحة وتجاوزات كثيرة استفزازية ساعدت على قيام الثورة، أما في برلمان 2012 فأنا كنت ممثل فيه عن الصوفيين وكان هناك ممثلًا عن الكنيسة وممثلين عن النقابات، وهذا البرلمان انعدمت فيه الخبرات السياسية وغابت عنه فنيات العملية التشريعية وسيطرة عليه التوجهات السياسية والشخصية، ما ترتب عليه أني أعلنت استقالتي علنًا اعتراضًا على هذه السياسيات. برلمان 2015 يتمتع بالتعددية وله طبيعة خاصة لأنه يضم عدد من الأحزاب غير مسبوق إلى جانب عدد من المستقلين والفئات الاجتماعية المختلفة كالمرأة والأقباط والشباب، وهؤلاء جميعًا متفقون أن يعملوا من أجل الحفاظ على الدولة واستقلالها. هل سيرسل المجلس الأعلى للطرق الصوفية ترشيحات للرئاسة لتعينهم بمجلس النواب ؟ لم يطلب منا إرسال اسماء محددة إلى رئاسة الجمهورية، ولكن الأكيد أن رئيس الدولة له وجهة نظر في ال 28 نائبًا الذين سيختارهم، ومن المتوقع أن يكونوا من الفئات التي سيحتاج إليها البرلمان وغابت عنه. ما هي مطالب الصوفيين من البرلمان المقبل؟ القاعدة العامة أن النائب منذ اللحظة الأولى لانتخابه لم يعد ممثلًا عن طائفة بذاتها، وإنما ممثلًا للأمة كلها، ولكن التصوف تعرض للتهميش كثيرًا ولم ينل الدعم الذي يمكنه من أداء مهمته السامية، مما أثر سلبًا على الحياة في مصر، ولو كانت الدولة تبنت هذا المنهج الذي يقوم على إعلاء القيم الأخلاقية وقبول الأخر لحدث توازن في الواقع المصري خاصة بين الشباب. مصادر التمويل والإعلام والسنيما الذين قدموا التصوف على أنه دجل وشعوذة وقفوا حائلا بين مهمة الطرق الصوفية السامية والتواجد في المجتمع بالشكل المطلوب، كما أن المحليات تمنح تصاريح للمقاهى فى الموالد حتى تستفيد من هذه المناسبات للتربح من ورائها وهو ما يترتب عليه الترويج لبعض المفاهيم الخاطئة التى تشوه صورة المتصوفين، ولكن أعتقد أن بعد المعاناة من الفساد والإرهاب والتشدد الذي شهده المجتمع المصري خلال الفترة الماضية، يجب أن يدعم هذا المنهج. هل ممكن أن تتقدم باستجواب لوزير التنمية المحلية فيما يخص تصاريح الموالد؟ سأتقدم في القريب العاجل بمذكرة يتضامن معي فيها وزير الأوقاف إلى الوزير التنمية المحلية الدكتور أحمد زكي بدر لمنع هذه المظاهر السلبية، وأدعو فيها أن تعمم على السادة المحافظين لوقف الانتهاكات التي تحدث للمنهج الصوفي. ما رأيك في سفر بعض مشايخ الطرق الصوفية إلى إيران ؟ اعترض على هذا التصرف كليًا، فلا يجب أن نتعاون أو نزور دولة مصنفة أنها دولة ضد مصر، أو تستهدف مصالحنا وتساند دول معادية لنا، وصحيح أن من ضمن أهدافي البرلمانية توطيد العلاقات الدبلوماسية مع العالم أجمع ولكن أي دولة تحاول الانتقاص من السيادة المصرية مثل إيران أو تركيا أو قطر يجب أن نقاطعها. البعض يرى ان الطرق الصوفية هى البوابة الخلفية لتدخل الشيعة فى مصر ؟ لا أحد يستطيع أن يتهم الطرق الصوفية بمثل هذه التهم، بالعكس نحن تصدينا لهذا الفكر لدرجة أنهم أرادوا اغتيالنا، والجميع يعرف أننا سنيون، لأننا نؤكد في جميع مؤتمراتنا على رفضنا لانتشار هذا الفكر الذي نختلف معه في كثير من الأمور، وحتى إعلانهم عن أنهم تجاوزوا المليون، هذا يدخل ضمن إطار "الحرب النفسية" للتأثير على معتقداتنا وهويتنا، وفي المطلق مصر دولة سنية وأعتقد أنه من الصعب أن يتم تشيع الشعب المصري. كيف ستتعامل مع التيار السلفى داخل البرلمان ؟ سنحترم جميع الأفكار والتوجهات داخل المجلس، وفي النهاية سنغلب الصالح العالم، لأننا لا نريد أن نعادي أحد فالجميع نواب اختارهم الشعب المصري أيًا كانت انتماءتهم السياسية والفكرية، فإذا عمل البعض لصالح الشعب سأويده وأدعمه، ولكن إذا شعرت أن هناك مصالح شخصية تتعارض مع الصالح العام للشعب سأقف لها بالمرصاد. البعض يرى أن الاخوان أقرب للطرق للصوفية من التيار السلفى ؟ هذا الكلام ظهر لأن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين كان صوفي في بدايته، حيث أنه أخذ عهد على يد شيخ صوفي وهو الشيخ الحصافي ثم ترك التصوف وأصبح له توجهات سياسية وانشغل بالأمور الدنيوية، لكني أرى أن المنهجين مختلفين أختلاف كلي وهذا ظهر بالتجربة الفعلية، فنحن نختلف في نظرتنا للوطن والحفاظ على الدولة والهوية المصرية، كما أن المنهج الذي يتبناه الصوفيون يدعو إلى الرحمة والألفة ونبذ العنف والخلاف، ولكن منهجهم مغاير لهذا المنهج ويعد بعيد تمامًا عن الدين والوطن، فهم يعتمدون على الفتن والعنف. البعض يقول أنهم جزء من الوطن حتى لو أخطأوا.. فكيف ترى دعوات المصالحة مع الإخوان وهل الطرق الصوفية يمكن أن تلعب دور في هذا؟ الآن نحن في مرحلة خلاف، لكي نتحدث عن المصالحة يجب التوقف عن أسباب الخلاف في البداية، أولا يتوقفوا عن العنف والتحريض ضد مصر والمصريين ثم نناقش سبل المصالحة مع من لم يرتكب جرائم في حق الشعب. من وجهة نظرك من الأفضل رئيسًا للبرلمان ؟ رئيس البرلمان المقبل سيكون لديه مهمة مختلفة عن رؤساء البرلمانات السابقة، فمجلس النواب بشكله الجديد يحتاج إلى شخصية مرنة تستطيع أن تتعامل مع جميع الفئات والنماذج الموجودة وتغلب الصالح العام، ولابد أن يكون لديه ثقافات متعددة تمكنه من إحداث توازن في الجلسات. هناك أسماء كثيرة مطروحة في السوق السياسي، لكن بعد التعيين مباشرة ستتضح تركيبة البرلمان وعندها يسهل الاختيار.