كتب - ماهر أبوعقيل على مقعد خشبي أمام محطة قطار الجيزة، يجلس في ثوبه الأزرق المميز.. يمسك بيده ماكينة محموله، ومن رقبته تتدلى أخرى، يعترض المواطنين الداخلين إلى المحطة طالبا تذكرة السفر، وفي حالة عدم حيازة التذكرة يكون البديل دفع قيمة تذكرة "زيارة رصيف". كمسري المحطة، ينحصر تخصصه في مراجعة تذاكر السفر، خاصة القطارات العادية، أما القطارات المكيفة يكون الحجز عليها من خلال شباك التذاكر بالمحطة، أو داخل عربات القطار، المهمة الجديدة التي يقوم بها الكمسري على باب المحطة هي تحصيل "جنيه" من كل مواطن عند دخوله إلى الرصيف تحت بند "تذكرة زيارة رصيف"، مستخدما إحدى الماكينات في صرف هذه التذكرة.. المدون عليها "لوجو" السكة الحديد، أما الماكينة المحمولة الأخرى فهي خاصة بصرف التذاكر فقط. التذكرة مدون عليها اسم المحطة وساعة إخراجها، والمبلغ المدفوع (جنيه واحد)، وفي مقدمتها عبارة "تذكرة زائر"، الكمسري عادل، يبرىء ساحته من إجراء تذكرة الزيارة بقوله "إسألوا الوزير.. إحنا مالناش دعوة دي تعليمات الوزارة وإحنا بنفذها"، مضيفا أن رسم الدخول يفرض على غير حائزي التذاكر بصفته زائرا للمحطة- بحسب عادل-، معبرا عن استيائه من دفع كل زائر جنيه "الناس بترفض وبتتخانق معايا وأنا ذنبي إيه طيب!". من ناحيتها، تقول نجوى ألبير، رئيس الإدارة المركزية لرئاسة هيئة السكة الحديد، إن الهيئة لا تفرض إتاوات على المواطنين، ولكن التذكرة مجرد غرامة يتم فرضها على الركاب المتواجدين على الأرصفة، موضحة أنه تم فرضها بقرار عام 1965 بقيمة 10 قروش، وفي 2009 قررت الهيئة رفع قيمتها إلى جنيه واحد ولم تفعل منذ ذلك الوقت. وتؤكد "ألبير" أنه تم تفعيلها منذ أيام قليلة لمنع دخول راكب بدون تذكرة، للقضاء على ظاهرة ركوب القطارات بدون تذاكر، قائلة: "رسوم دخول مطار القاهرة 5 جنيه، يبقى جات على جنيه في محطة القطر".