سكينة فؤاد: استغلال لا أخلاقي للحظة يتوهمون فيها أن مصر قد تخترق قبل شهرين من ذكرى 25 يناير، فتحت وكالة الأناضول الداعمة للإخوان نافذتها لأحد الكوادر الشابة للجماعة وفضلت منحه اسم حركي وهو محمد منتصر المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان. ولعبت القيادة الشابة على وتر استغلال الأزمات التي تواجه البلاد ومحاولة استقطاب بعض الحركات الثورية وتوجيه رسائل لبعض الدول العربية من شأنها تبديل مواقفها قبل ذكرى يناير. "منتصر" هو اسم مستعار تحدث عن أن الجماعة تمر بمرحلة تاريخية فارقة على المستويين التنظيمي والسياسي، وإن هذه المرحلة دفعت بها لتغييرات "داخلية وحركية" لكي تستطيع مواجهة التحديات التي تقابلها منذ " في الثالث من يوليو 2013 حسب تعبيره. الجماعة تعتقد أن الأزمة تتمثل في تغيير القيادات وليس في المنهج والأفكار، وهو ما حاول المتحدث الإعلامي لها توصيله في الفقرة السابقة. وخاض "منتصر" في التفاصيل وقال: إنه "يوجد بالفعل خلاف في وجهات النظر داخل الجماعة حول بعض القضايا، ولكنه وصف هذا الخلاف بأنه "خلاف تنوع"، وإن إدارة الجماعة الحالية "تسعى بالفعل لاستيعاب كل الأفكار التي يطرحها الشباب والشيوخ داخل التنظيم، ومن كل وطني مخلص". وقلل منتصر من احتمال وقوع انشقاق داخل "الإخوان"، وقال: "ما دامت المبادئ واضحة والأشخاص تلتقي على المبادئ، فلا خوف على وحدة الجماعة، وإن الهياكل التنظيمية، وأساليب التحرك هي أمور تخدم الأهداف، وهي تُختار وتتغير وتتطور بحسب الأوضاع والظروف المحيطة". وعدّد المتحدث باسم "الإخوان"، بعض الأسباب التي من الممكن أن تولّد الخلاف، ومنها "اختلاف الرؤى بين القيادات الموجودة حول قراءة المشهد، وكيفية الخروج منه، واختلاف الأجيال والبيئات والثقافات، بالإضافة للاحتياطات الأمنية التي اتخذتها الجماعة لكي تحمي أفرادها وقياداتها، وهذه الاحتياطات تسببت في فقدان التواصل المتكرر بين الكتل التنظيمية. وحول ما أشيع عن تشكيل الجماعة مكتبًا مؤقتًا لإدارتها لحين انتخاب مجلس شورى ومكتب إرشاد جديدين، قال منتصر: إن "هذا أمر صحيح تنظّمه لوائح الجماعة، والإدارة الحالية لها صلاحيات كاملة في إدارة الجماعة، وإن استكمال هيئات الجماعة (مجلس شورى ومكتب إرشاد) أمر واجب إذا ما أمكن تنفيذه، فلا بد للجماعة بعد تغييب قيادتها باستمرار أن تكون قادرة على إفراز قيادات جديدة بشكل صحيح ومناسب، وهو أمر يجري ويتم باستمرار". انتقل منتصر بالحديث لمحور أخر وأوضح أن مصر "تعيش حالة تقترب ربما من أجواء ما قبل ثورة يناير عام 2011"، ولكن المتغير - بحسب وصفه، أن مصر باتت تعيش "حالة ثورية حقيقية وهاجم المتحدث باسم الجماعة، دولاً وأنظمة – لم يسمّها - بدعمها للسلطة الحالية في مصر، وبحسب كلامه، قال: إن "قطاعًا من النظام الدولي لا يزال متمسكًا بعبد الفتاح السيسي (الرئيس المصري)، أو على الأقل ليست لديهم رغبة ملحة حالية في تغييره، في ظل ما يقدمه لهم من تنازلات اقتصادية وأمنية نظير بقائه في الحكم". الجماعة عايزة "مرسي" تمسك المتحدث الإعلامي للجماعة بعودة مرسي حاكما وقال: إن "الجماعة مع أي دعوة صادقة لإعادة مكتسبات الثورة (يناير 2011) من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وعودة محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب بمصر) رئيسًا ممثلًا لإرادة منتخبة يمكن الارتكاز عليها في أي تحوّل حر يقره المصريون لاحقًا عبر الطرق الديمقراطية المعتبرة، تحوّل تُجدّد عبره شرعية مرسي أو يتم اختيار بديلًا عنه رئيسًا جديدًا للبلاد حسب حديثه. التودد للسعودية وحول علاقة "الإخوان" بالولايات المتحدةالأمريكية، والمملكة العربية السعودية، في الوقت الحالي، أشار المتحدث إلى أن الجماعة ترصد تطور أداء السياسية الأمريكية، وتوجهها الاستراتيجي لتقليل تواجدها المباشر في المنطقة مع السماح لقوي إقليمية أخري بمد نفوذها فيها، أما عن السعودية فقال منتصر "نحن لا نعادي أحدًا، ونريد من الجميع أن يكونوا على قدر اللحظة التاريخية التي تمر بها الأمة، وإن قوة مصر واستقرارها بحكم رشيد ديمقراطي هو ضمانة للأمة العربية وسلامتها". جماعة مغيبة ومن جانبها عقبت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد مستشار الرئيس السابق عدلي منصور في تصريحات خاصة ل"التحرير"، أن ما جاء في هذا الحديث يكشف عن أن هؤلاء البشر لا يدركون الواقع، خصوصًا أن الشعب المصري لا يقبل وجودهم. وأضافت أن هذه الإدعاءات لن تخدع الشعب، فهم يسعون لإثارة فوضى داخلية كي يقفزوا من خلالها كما فعلوا قبل ذلك، هم يتحدثون عن ثورة ينار رغم أنهم آخر المنضمين لها وأول من تركوا الميدان. التآمر على الوطن وأوضحت "فؤاد" أن الشعب المصري منحهم فرصة عندما صدقهم وتناسى التاريخ الدموي لجماعتهم وأحكام الحظر التي طالتهم، لكنهم لم يحفظوا العهد وتآمروا على الوطن. وحول محاولة الجماعة تسليط الضوء على حدوث تغييرات داخلية والاستعانة بالشباب في مواقع صنع القرار قا الكاتبة الصحفية: إن "القضية الكارثية هي فكرة إلغاء الوطن واستباحة الدماء وليست قضية أجيال". وأضافت "القضية تتمثل في أنهم استقوا الأفكار المسمومة والتي جوهرها عدم احترام الوطن، ولن ينخدع أحد بعملية إطلاق الخلايا النائمة التي تحاول استغلال الأزمات والتحديات التي تواجه البلاد. استغلال الأزمات والتحديات وأكدت أن جماعة الإخوان تتصور أن مصر في لحظة ضعف، وأنها فرصة لأن ينفذوا من خلالها، وهم من زرعوا الجماعات الإرهابية في سيناء كما أنهم وراء ما يحدث من تفككات في المنطقة العربية. ولفتت مستشار الرئيس السابق إلى أن الجماعة تحاول في هذه المرحلة صناعة أكاذيب ليس لها صلة بالواقع، كما زعموا أن 30 يونيو ليست ثورة شعبية، ومثل هذه اللقاءات تمهيد لما يعتقدون أن هناك ثورة في 25 يناير، واستغلال لا أخلاقي للحظة يتوهمون أن مصر قد تخترق من خلالها نتيجة ما تواجهه من تحديات.