أثارت التصريحات التي أطلقها المفكر والأديب يوسف زيدان، خلال لقائه أمس عبر فضائية "اليوم" مع الإعلامى عمرو أديب، أمس، الأحد، حالة من الجدل بين الأوساط المختلفة. زيدان شكك في حقيقة رحلة الإسراء والمعراج، وقال إن كلمة القدس "عبرانية"، ولا وجود للمسجد الأقصى في مكانه القائم الآن، وذكر أنه لا وجود للإسراء والمعراج بالمفهوم الدارج. وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ردًا على تصريحات "زيدان"، إن الإسراء ثابت في القرآن والسنة، ومن ينكر القرآن فقد أنكر جملة ما جاء به، ومن ينكره عليه أن يأتي بالدليل، أما من أصر على إنكار هذا فينبغي على القائمين على الأمر مناقشته علميًا. وأما المعراج، فذكر أستاذ العقيدة، أن سورة النجم قد تحدثت عنه، ومن أنكرها أنكر شعيرة كمنكر شعيرة الصلاة، متابعًا: "أين فرضت الصلاة؟، فرضت في السماء ليلة المعراج، والحديث عنها طويل، والذي يقول بغير علم عليه أن يتبع علمه، ولا يخوض فى المخصصات الأخرى، ومن ينكر هذه الأمور يحتاج لمراجعة فقهية وإلا يرفع أمره للقضاء". واستكمل فؤاد، في حديثه ل" التحرير": "قامت على رحلة الإسراء والمعراج عجائب كثيرة لا يحتمل العقل تصديقها"، مضيفًا: "الإسلام فيه أمور كثيرة تُسمع ولا تخضع لعلم المعامل، وهنا تظهر قيمة الإيمان، والتي تجلت في سورة البقرة في قوله تعالى، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة"، وأوضح أن الإيمان بالغيب من الأمور الواجبة على المسلم، وهناك غيبيات لا يعقلها العقل إنما علينا الإيمان بها من منطلق الإيمان بالغيب. ويرى فؤاد أن هناك أمثلة لأمور الآخرة، مثل القلم والصراط والميزان، شارحًا بأن ما ورد عن الرسول محمد واجب الإيمان به، طالما ثبت عنه. وأكد فؤاد، أن مثل من يطلق تلك التصريحات المثيرة للجدل، لا توجد عنده أدلة، ومن يتكلم في غير فنه أتى بالعجائب، ومن العجائب إنكار الإسراء والمعراج. وفيما يخص القدس، التي قال عنها زيدان أنها كلمة "عبرانية" وليست مسيحية، شرح فؤاد أن القدس سميت بهذا الاسم تاريخيًا، وتساءل الدكتور عبد المنعم مندهشًا من تصلك التصريحات، " هل هو يعيش في عالم خيال بعيد عن الواقع، ما الداعى لإطلاق مثل هذه التصريحات والتي تهز الأمن الفكري والعقلي في هذا الوقت، هل تكون إرضاءً لإسرائيل واليهود". ومن جانبه رأى نبيه الوحش، المحامى بالنقض، أن ما أطلقه زيدان من تصريحات مثيرة للجدل، دليل على ترهل المؤسسات الدينية والقانونية والدستورية فى الدولة، معقبًا: "من يترك الناس تتطاول على الثوابت الوطنية والدينية يفتح شهيتهم لمزيد من التجريح والتطاول". "المفورض يتحاسب فورًاً"، يقول "الوحش"، في تصريحات ل" التحرير"، مؤكدًا أن ما دفع فاطمة ناعوت وإسلام البحيري لما سمًاه، "ازدراء الأديان"، هو عدم المحاسبة من الجهات المعنية من الأزهر الشريف وغيره، شارحًا أن تقاعس هذه المؤسسات عن القيام بدورها وملاحقة المتسببن فى إثارة الفوضى والجهل، يفتح الباب حول الأكثر والأكثر من مثل تلك المزاعم. وأضاف الوحش: "لسنا ضد حرية التعبير، ولكن ما معنى ألا يتخذ الأزهر موقفًا في عرض 40 مسلسلًا في شهر رمضان الماضي، والتى رآها الجميع بدعواتها للعري والمخدرات، ولم يتصد أحدًا لها".