دعا حميد شباط زعيم حزب الاستقلال المغربي سكان المغرب لاسترجاع ما سماه بالأقاليم المغتصبة من الجزائر مثل مدينة تندوف وبشار والقنادسة الواقعة في الصحراء، فيما وصفت الجزائر تصريحات المسؤول الحزبي ب"الخطيرة" وأضافت أن بإمكانها أن تهدم جهود بناء وحدة مغاربية حقيقية، ولم يصدر أي تعليق من الحكومة المغربية أو القصر الملكي بهذا الشأن حتى اليوم. وقال حميد شباط في ندوة حزبية: "الصحراء هي قضية كل الشعب المغربي. وحزب الاستقلال، بقيادة علال الفاسي كان قد رفض سابقا مفاوضات " إكس ليبان" بحجة أنه لا يمكن أن نسترجع استقلالنا بصورة كاملة قبل أن نسترجع كل أراضينا، بما فيها الصحراء والصحراء الشرقية، أي تندوف والقنادسة وبشار التي تحتلها الجزائر الآن ". وأضاف: " كل القياديين في الجزائر أكلوا الخبز المغربي وشربوا المياه المغربية في وجدة إبان الثورة الجزائرية". وأثارت تصريحات شباط استياء السلطات الجزائرية ووصفتها "بالخطيرة". وفي حوار هاتفي مع فرانس24، أكد عبد الحميد سي عفيف، نائب سابق في البرلمان الجزائري ومسؤول العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أنه ليس بهذه الطريقة يمكن أن تتوصل الجزائر والمغرب إلى بناء علاقة تسودها الثقة المتبادلة، مشيرا إلى أنه ليس من المعقول أن يدلي زعيم حزب عريق مثل حزب الاستقلال بمثل هذا التصريح المخيب للظن". وقال سي عفيف: " ما يريده السيد شباط من هذا التصريح هو أن يثبت نفسه على رأس الحزب، فيما دعاه إلى مراجعة مواقفه السياسية بشأن الجزائر". من جهته، قال زهر الدين الطيبي وهو أستاذ جامعي في جامعة محمد الأول بوجدة أن الحديث عن اجتياح وعن حرب ضد الجزائر أمر غير مقبول لا منطقيا ولا سياسيا وذلك بحكم العلاقات التي تجمع البلدين. وقال الطيبي في حوار هاتفي مع موقع فرانس24: "أعتقد أن تصريح حميد شباط يدخل في إطار المزايدات السياسية ومحاولة لصرف النظر عن المشاكل الداخلية التي يعاني منها حزب الاستقلال، موضحا أن الحكومة والقصر الملكي غير ملزمين بتفنيد الخبر. وأضاف أن حميد شباط نقابي وليس لديه خبرة في السياسة". وإلى ذلك، خصصت الصحافة الجزائرية مساحات واسعة لتصريح شباط واتهمته بالتدخل في شؤون الدولة الجزائرية وبمحاولة زعزعة أمنها. من ناحيته، وصف حزب " التجمع الوطني الديمقراطي" وهو حزب موال للرئيس بوتفليقة تصريحات رئيس حزب الاستقلال "بالخطيرة وتساءل عما إذا كان موقف شباط يعبر عن موقف الحكومة المغربية، كون حزب الاستقلال شريكا فيها. وقال بن صالح أحد مسؤولي حزب " التجمع الوطني الديمقراطي" إن تصريح حميد شباط هدفه ضرب العلاقات الجزائرية المغربية و إفشال كل الجهود السياسية الرامية إلى بناء فضاء مغاربي متكامل.