كتب- أحمد سعيد حسانين: التاريخ الأسود للتعذيب داخل الأقسام : 650 حالة اعتداء بدني منذ منتصف 2013 حتى 20 يوليو 2014 مصدر ب«المنطقة الطبية»: نستقبل حالتين اعتداء بدني يوميا .. والاصابات صعق كهربائي وضرب باليد والعصى وكدمات أقسام شرق القاهرة الأكثر فى معدلات الشكاوي من التعذيب والاعتداء البدني.. ولاتعذيب فى السجون
علي الرغم من اندلاع ثورة يناير بسبب انتهاكات الشرطة في المقام الأول، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تفطن إلي ذلك علي مايبدو، وتصر علي اتباع سياستها القديمة في تعذيب المواطنين واهانتهم وحتي قتلهم، داخل أقسامها، ضاربة بحقوق المواطن عرض الحائط، وتدل الأحداث والوقائعالأخيرة في الأقصر والاسماعيلية وأكتوبر والقليوبية، والتي راح ضيحتها 3 مواطنين، أن التعذيب صار شبه ممنهج، بينما تكتفي الداخلية بالنفي تارة والتأكيد علي محاسبة الفاسدين من ضباطها تارة أخري، ذرا للرماد في العيون فقط. «الطب الشرعي»: العنف يزايد كشف مصدر مسئول بالمنطقة الطبية الشرعية بالقاهرةوالجيزة، التابعة لمصلحة الطب الشرعي والمنوط بها الكشف طبيا على المتهمين فى القضايا الجنائية وبيان حالتهم الاصابية، أن حالات التعذيب والإعتداء البدني داخل أقسام الشرطة تزايدت بصورة ملحوظة خلال الأونة الأخيرة، موضحا أن المنطقة الطبية تستقبل يوميًّا حالات اعتداء وعنف بدني على المتهمين فى قضايا جنائية من قبل أفراد الأمن داخل أقسام الشرطة، قائلا «من الواضح أن التعذيب فى أقسام الشرطة لن ينتهي». وأوضح المصدر، الذى طلب عدم الإفصاح عن اسمه ل«التحرير»، أن المنطقة تستقبل حالتين على الأقل يوميًّا من المتهمين الذين يشكون تعرضهم للتعذيب والاعتداء عليهم داخل أقسام الشرطة، مشيرا إلي أن أغلب الحالات التى يتم فحصها ويثبت وجود اعتداء بدني وتعذيب عليها تتنوع اصاباتها ما بين كدمات وسحجات وإصابات ظاهرة فى أغلب أنحاء الجسد فضلا عن شكاوى نتيجة الصعق بأجهزة كهربائية والضرب بالأيدى والعصىّ، لافتا إلي أنَّ حالات الاعتداء البدني والعنف ضد المحتجرين في الأقسام تزايدت عقب ثورتي 25 يناير و 30 يونيه عما كان فى السابق. أغلب الشكاوي «كيدية» من المتهمين أوضح المصدر،أن معظم الشكاوي التى تعرض علي المنطقة من المتهمين كيدية وليست إيجابية بما يعني ادعاء المتهمين على أفراد الأمن بزعم الاعتداء عليهم وتعذيبهم وهو ما يثبت فى كثير من الأحيان عدم صحته بعد توقيع الكشف الطبي عليهم، منوها أنه يتم إرسال نتائج الكشوف الطبية إلى النيابة فور خضوعهم للكشف الطبي، للتأكد من تعرضهم للتعذيب والإعتداء البدني من عدمه أقسام «شرق القاهرة» الأكثر تعذيبا كشف المصدر ل«التحرير»، أنَّ أكثر حالات الإعتداء والعنف البدني فى أقسام الشرطة التى تُعرض على المصلحة تأتي من أقسام منطقة شرق القاهرة، مشيرا إلي أنَّ أقسام مدينة نصر أول وحدائق القبة والمطرية وعين شمس والوايلي تعد أكثر الأقسام التي تخرج منها شكاوى عديدة ممن يتعرضون للتعذيب والاعتداء البدني والعنف، بينما هناك بعض الأقسام لم تستقبل المصلحة منها أي شكاوى على الإطلاق، لافتا إلى أنَّ الأطباء الشرعيين يصدرون تقاريرهم في هذه القضايا بصورة دورية وإرسالها للجهات المختصة لمباشرة التحقيقات فيها دون أي ضغوط من أي جهة. وحول ما يتردد عن وجود تعذيب داخل السجون، قال المصدر، ‘ن هذا الأمر غير صحيح على الاطلاق،مشيرًا إلى أنَّه لا يوجد تعذيب أو اعتداء بدني في السجون، وأنَّ كل ما يثار حول هذا الشأن أمر ليس له أساس من الصحة، قائلا«مافيش ولا حالة تعذيب أو اعتداء أو استعمال قسوة داخل السجون تم عرضها علينا منذ عام وكل الحالات التى تُعرض علينا من أقسام الشرطة»، منوها إلى أن أغلب الحالات التى تُعرض على المصلحة من الرجال لا من السيدات. 650 حالة اعتداء منذ منتصف 2013 حتى 20 يوليو 2014 كشف المصدر، عن أن إجمالى أعداد القضايا التى تلقتها المنطقة الطبية خلال الفترة منذ منتصف 2013 حتى 20 يوليو 2014 بلغ نحو 650 حالة اعتداء بدنى واستعمال قسوة داخل الأقسام، منوها إلى أن تجاوزات أفراد الداخلية تزايدت بصورة واضحة عما كان قبل ثورة يناير. 20 حالة وفاة داخل أقسام الشرطة منذ 9 مايو حتى 20 يوليو 2014 علمت «التحرير» من مصادر مطلعة، أن اجمالي الوفيات داخل أقسام الشرطة فى نطاق محافظتَى القاهرةوالجيزة خلال الفترة ما بين 9 مايو حتى 20 يوليو 2014 بلغ نحو 20 مُتوفًّيا، نصفهم لقى مصرعه داخل أقسام القاهرة، والنصف الآخر فى نطاق محافظة الجيزة وتبين من نص التقرير أن أغلب الضحايا سقطوا نتيجة الظروف المحيطة بهم داخل الأقسام، والإهمال، وتردى الوضع الإنسانى فى التعامل معهم، وضيق مساحات الحجز، وعدم التهوية، وغيرها من الظروف اللا إنسانية، فضلا عن اثنين لقيا مصرعهما نتيجة الاعتداء والتعذيب البدنى واستعمال القوة ضدهما، أحدهما داخل قسم شرطة المطرية والآخر بقسم كرداسة، وسقطا جراء التعذيب باستخدام أدوات للصعق الكهربائى والضرب والركل. أشهر حالات الوفاة داخل الأقسام فى قسم الطالبية بمحافظة الجيزة، لقى المتهم «عبد الرحمن عبد اللاه عبدالرحمن» مصرعه فى 9 مايو الماضى فى أثناء وجوده بالقسم، وكذلك «فوزى مصطفى أحمد» الذى توفِّى فى 20 يونيو الماضى، وكذلك لقى «هيثم سعيد حسن» مصرعه فى 6 أبريل الماضى بينما لقى «بليغ حمدى حسن» مصرعه فى قسم الوراق فى 29 يونيو الماضى، كما توفِّى «هاشم أحمد عبد الرحمن» فى 18 يونيو الماضى فى قسم ثانى أكتوبر، وكذلك «أشرف عبد الله محمد شاهين» فى 12 يوليو الماضى. وفى قسم إمبابة التابع لنفس المحافظة، توفى «محمود سيد حسن» فى 25 يونيو الماضى، و«حنفى محمد عواد» فى 5 يوليو الماضى، بينما لقى «وجيه صبرى حسنين» مصرعه فى قسم العمرانية فى 2 يوليو الماضى، و«خالد محمد عبد اللطيف» فى 2 يوليو الماضى فى قسم أول أكتوبر. أما فى نطاق محافظة القاهرة، فتوفى 10 سجناء أغلبهم نتيجة الإهمال داخل أقسام الشرطة والوضع اللإنسانى، باستثناء حالة واحدة وهى حالة قتيل المطرية ويدعى «عزت عبد الفتاح سليمان الغرباوى، 46 عاما» الذى كان يعمل موظفا بوزارة المالية، ولقى مصرعه فى 8 يوليو الماضى داخل حجز قسم شرطة المطرية إثر الاعتداء عليه. أكد تقرير الطب الشرعى النهائى حوله أنه لم يتم رصد آثار لكرباج أو أى آلة حادة على جسد المتوفَّى، وأن الإصابات تمت بجسم صلب عريض المساحة، مثل ركلات القدم والأيدى وهى السبب فى كسر 9 ضلوع، وبالنسبة إلى النزيف والارتجاج الدماغى فيرجَّح رطم رأس المتوفَّى فى الحائط أو أى جسم صلب، كما أضاف التقرير أنه تبين وجود نزيف بالمخ وكسور فى من 2 إلى 10 أضلاع وكسر فى عظمة القفص، وكشف عن وجود نزيف فى التجويف الصدرى، وأكد أن سبب الوفاة نتيجة ما به من إصابات وكسور بالإضلاع وفشل فى التنفس، إضافة إلى إصابة الرأس وما صاحبها من مظاهر ارتجاج دماغى أدت إلى الوفاة. وفاة 3 ضحايا فى أقل من أسبوع خلال شهر نوفمبر الجارى اللافت للنظر، أنه خلال شهر نوفمبر الجاري وفي أقل من أسبوع، وقعت 4 تجاوزات من الشرطة ضد مواطنين في محافظاتالأقصر، والقليوبية، والإسماعيلية، وأكتوبر، تمثلت في تعذيب بدني وإهانة، ونتج عنها وفاة 3 أشخاص. ففي محافظة القليوبية، اتهمت أسرة مواطن يُدعى عمرو أبوشنب، ضباط مركز شبين القناطر، بالتسبب في وفاة نجلها، إثر التعدي عليه وضربه وفي الإسماعيلية، اقتحم ضابط بقسم شرطة أول الإسماعيلية، يُدعى محمد إبراهيم، صيدلية، واعتدى على عفيفي حسني، طبيب بيطري، واصطحبه إلى ديوان القسم، واعتدى عليه مجددًا، ما أدى إلى وفاته، ما دفع اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية ، إلى وقفه عن العمل لحين انتهاء تحقيقات الوزارة معه. وفي قسم شرطة الأقصر، توفى مواطن قالت أسرته إنه تعرض للتعذيب على أيدي ضباط الشرطة، حيث كانت قوة من قسم شرطة الأقصر ألقت القبض على المدعو «ط. ع»، (47 عامًا)، أثناء تواجده في مقهي بمنطقة العوامية، واقتياده إلى قسم الشرطة، حتي فوجئت عائلته بتلقيها نبأ نقله إلى مستشفي الأقصر الدولي جثة هامدة، وفق تقرير صادر من المستشفى.