مخرج «باب الوداع»: ** الفيلم نال إعجابًا سينمائيًا كبيرًا.. ومشاركته فى «أيام قرطاج السينمائية» غير متوقعة ** فيلمى الجديد عن الحب ومحاولة فهم معناه.. وشعور القلق يلازمنى لم يكن يتوقع المخرج الشاب كريم حنفى أن فيلمه الروائى الطويل «باب الوداع» يتم استقباله بحفاوة شديدة من قبل العاملين فى مجال السينما، وكذلك الجمهور والنقاد، رغم أنه بذل مجهودًا كبيرًا فى تنفيذه استمر لفترة طويلة، وذلك لاقتناعه بأن عُمره قصير مقارنة بعمر الشريط السينمائى. كريم تحدث مع «التحرير» عن مشاركة فيلمه فى الدورة الحالية من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، كذلك عن تقييمه لهذه التجربة بعد مرور عام على عرضه لها، وكذلك طموحاته الفنية. فخر ودعم - كيف ترى مشاركة «باب الوداع» فى أيام قرطاج السينمائية؟ فخور بها بالطبع، لكننى أود التحديد بأنه يشارك فى مسابقة أفضل عمل أول بالمهرجان، لأن الأستاذ داوود عبد السيد يشارك بفيلمه «قدرات غير عادية» فى المسابقة الرسمية بالمهرجان ذاته، عمومًا لم أكن أتوقع أن تتم هذه المشاركة، ولا أن ينال العمل إعجابًا سينمائيا كبيرًا، بل كانت أقصى توقعاتى أن يمر كما لو كان لم يُقدم، لكن فوجئت بدعم وحب كبار السينمائيين الذين أعشقهم منهم محمد خان، وخيرى بشارة، وإبراهيم البطوط، وتامر عزت، ويسرى نصر الله، وأحمد رشوان، وهالة لطفى، وشريف البندارى، وماريان خورى. شعور بالقلق - وبعد مرور عام على الفيلم ومشاركته فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.. كيف تقيم هذه التجربة؟ تعلمت منها الكثير عن السينما كصناعة، وتابعت كل ما نُشر بشأنه فى مقالات النقاد سواء أكانت سلبًا أو إيجابًا نحوه، فرغم أن المخرج عند عرضه للعمل تتنتهى علاقته به، لكننى أحاول أن لا أنقطع عنه على المستوى الفنى، وأستغل طاقتى التى خرجت بها منه فى مشروعى السنيمائى الجديد، وفى نفس الوقت أسعى للخروج منه، لأنه أثار الجدل، وحصد نجاحًا لم أكن أتوقعه، وهو ما جعلنى أشعر بالقلق نحو القادم. أحلام مشروعة - وبعد مشاركته أيضًا فى «أيام قرطاج السينمائية».. هل انتهى القلق؟ لا، ما زال القلق موجودًا، أثناء العمل أشعر بأننى عملاق أحلامى وقزم مخاوفى، فأحلم بأن أشارك بفيلم فى افتتاح مهرجان كان السينمائى، وأفوز بالسعفة الذهبية، وطموحات أخرى كثيرة، كانت تراودنى خلال الفترة السابقة لتقديمى ل«باب الوداع». مسؤولية أخلاقية - وكيف وجدت دعم السينمائيين الكبار للفيلم؟ فرض علىّ مسؤولية، لكنها أخلاقية، فتعلمت من سلوكياتهم وتصرفاتهم معى، فمثلا المخرج الكبير داوود عبد السيد أرسلنا إليه دعوة لحضور إحدى عروض الفيلم، ولم نتوقع أنه سيحضر، لكن خالف التوقعات، وجاء وشاهد الفيلم، وأبدى إعجابه الشديد به، وهذا يؤكد أن الكبار متميزون بأخلاقهم، كذلك المخرج والمنتج مجدى أحمد على تكفل بالفيلم وأنتجه، أيضًا محمد خان الذى قدم لى المنحة، وجميعهم مؤمنون بالتعددية وبمواهب الشباب، ولا يتعاملون بتعال نحو الجيل الجديد لكن بتواضع. اجتهاد بعيدا عن التوقعات - ألم تخش من أن لا ينال الفيلم إعجاب الجمهور بسبب عدم وجود جمل حوارية فيه؟ إذا كان الفيلم غير جيد، فلم أكن أنا الشخص الذى سيتم مهاجمته، إنما من دعمونى فى تنفيذه، شخصيًا أعمل باجتهاد، ولا أحب فكرة وضع توقعات مسبقة عن استقبال الجمهور للأفلام، حتى إذا كنت صانع العمل، فأنا ليس لدىّ شىء لأخسره، فى المقابل قد يخاف الكبار سلوى خطاب مثلا على اسمها، أو الموسيقار راجح داوود على وضعه لموسيقى هذا العمل، هكذا، لأننى وقت تنفيذ الفيلم لم أكن أملك اسمًا معروفًا على عكس حاليًا بعد عرضه. الاختيار الأول والأخير - وكيف اخترت فريق العمل؟ جميعهم سواء أكانوا أمام أو خلف الكاميرا كانوا الاختيار الأول والأخير فيه منهم سلوى خطاب، أيضًا شمس لبيب زوجتى التى اختارت دورها، أيضًا الطفل عماد ابن جيرانى كان يرغب فى التمثيل، وأحمد مجدى الذى قرأ العمل، واختار أن يجسد دور بطل الفيلم، فى المقابل بذلت مجهودًا فى إقناع الفنانة آمال عبد الهادى، وأيضًا راجح داوود الذى كان مشغولًا بموسيقى أعمال أخرى، لكن بعد متابعته للفيلم أصرّ على أنه سيقدم الموسيقى التصويرية له حبًا فى الفيلم. حب مؤلم - وماذا عن فيلمك الجديد؟ تدور أحداثه فى إطار مجموعة من الشخصيات يعيشون قصة حب مؤلمة لأسباب ما، ويحاولون فهم الحب، ومعناه، والعمل نوع من التفكير فى الحب باعتباره خلاصًا روحيًا، وإجابة عن سؤال الحياة، والبحث عن طريق وسلام ما فيها. المؤلف المخرج - وهل هو أيضًا من تأليفك؟ صحيح، لأننى مؤمن بسينما المؤلف المخرج، ولا أفهم كيف يمكن لمخرج تصوير قصة ليست من كتابته، ولا أخشى أن أقول ذلك، وأستوعب هذا الوضع فى إطار تقديم أفلام ترفيهية أو تجارية وعلاقة استثنائية على المستوى الفنى، أو يشارك المخرج فى كتابة السيناريو، لكن غير ذلك لا أقتنع به. * * * * * * *