دائمًا ما ينصح الأطباء بسرعة الرجوع إليهم حال إصابة الأطفال بارتفاع درجات الحرارة، إلا أن كثيراً من الأهالي يُؤثر اللجوء للصيدلي، بالرغم من كونه غير مُختص بالكشف الطبي على المرضى وتحديد الدواء المناسب لحالتهم الصحية، وإنما دوره تقديم الدواء الذي يصفه الطبيب للمريض. محمد محمود عمر، طفل يبلغ من العمر عامين ونصف، كان آخر ضحايا الإهمال الطبي، من صيدلي منحه حقنة في محاولة لخفض درجة حرارته ومعاناته من السعال، كان نتيجتها تغير لون جسد الطفل إلى «الأزرق» وإصابته بنوبة قيء حادة، نتج عنها وفاته خلال ربع ساعة فقط من «حقنة الصيدلي». وباشر علي محجوب، رئيس نيابة بولاق الدكرور، التحقيق مع الصيدلي «مينا.ح»، ونسب له تهمتي قتل طفل عن طريق الخطأ، والإهمال الطبي، لكن الصيدلي نفى تلك الاتهامات، مؤكدًا أنه منح الطفل أقراص طبية ولم يعلم بحساسية الطفل ضدها أو معاناته بسببها حتى فوجيء بقوات الأمن تلقي القبض عليه. وأفاد والد الطفل أن نجله البالغ من العمر عامين ونصف فقط، أُصيب بارتفاع في درجة الحرارة وسعال، فتوجه لأقرب صيدلية؛ لتقديم وصفة مناسبة لتخفيف آلم نجله، وقام الصيدلي الموجود بمنح الطفل حقنة. وتابع الأب أنه خلال ربع ساعة من حقنة الصيدلي بدأ جسد نجله يتحول للون الأزرق، وأخذ يتقيأ بطريقة مُفزعة، فحمله وهرول به لمستشفى بولاق الدكرور لإسعافه،حيث توفي. وانتهت النيابة لحبس الصيدلي 4 أيام على ذمة التحقيق، وصرحت بدفن الطفل المجني عليه، بعد التحفظ على عينة من دمه؛ لفحصها بمعرفة خبراء الطب الشرعي، لبيّان نوع العقار الطبي الذي أعطاه له الصيدلي وبيان كونه حقنة بحسب أقوال الأب ، أم أقراص بحسب رواية الصيدلي . وكُلف خبراء الطب الشرعي بالتحقق من سبب وفاة الطفل تمهيدًا لاستكمال التحقيقات.