اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بممثلي اتحادات غرف الصناعة والتجارة والزراعة بالدول الافريقية والإسلامية والعربية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، بحضور الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن ممثلي مختلف الغرف يشاركون بالقاهرة في عدة فعاليات تتضمن المؤتمر الدولي للنقل واللوجستيات، بالتواكب مع انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد الغرف الأفريقية، واجتماعات الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة، واجتماعات اتحاد غرف البحر المتوسط «الإسكامي». وأضاف يوسف أن الرئيس نوه إلى أهمية التواصل فيما بين مختلف اتحادات الغرف التجارية والصناعية بهدف بحث سبل تعزيز التعاون بين الدول الافريقية والعربية والإسلامية ودول المتوسط، والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة وتعزيز معدلات التبادل التجاري، والاستفادة من المواد الخام والقوى العاملة المتاحة في تلك الدول التي تمثل سوقًا ضخمة ترتبط بالعديد من اتفاقيات التجارة الحرة. وأكد السيسي على ثوابت السياسة الخارجية المصرية التي تقوم على التوازن والاعتدال وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، مشدداً على أن مصر تنشد الخير والسلام، والتعمير والبناء لكافة الدول والشعوب، مُشيرًا إلى أن مصر عادت بقوة إلى إفريقيا، كما أنها منفتحة على كافة الدول الصديقة والشقيقة المُحبة للسلام. وذكر السفيرعلاء يوسف أن الرئيس أشار خلال اللقاء إلى أهمية تطوير البنية الأساسية في مختلف الدول الافريقية والعربية والإسلامية بما يدعم التبادل التجاري وينشط حركة التجارة والاستثمار بين هذه الدول، مؤكدًا على محورية دور القطاع الخاص في هذا الصدد، نظرًا لما يمتلكه من إمكانيات وما يتمتع به من مرونة، وأن مصر تتبنى اقتصادًا حرًا يعتمد على آليات السوق، وعلى استعداد دائم لدعم أي خطوات من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الشقيقة والصديقة. وأضاف أن السيسي استعرض ملامح التطورات الاقتصادية التي تشهدها مصر، وفي مقدمتها تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار سواء من خلال سن التشريعات اللازمة مثل قانون الاستثمار الموحد وتطبيق نظام الشباك الواحد للتغلب على الإجراءات البيروقراطية المُعقدة، فضلاً عن إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة للاستفادة من الموقع المتميز لمصر. واستعرض الرئيس في إجراءات تطوير الموانئ المصرية وشبكة الطرق القومية بإضافة 5 آلاف كيلو متر إليها. وأشار السيسي إلى نجاح مصر في التغلب على مشكلات الطاقة، سواء في قطاعيّ الكهرباء والغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي يتيح الفرصة أمام المستثمرين لمزيدٍ من العمل والاستثمار في مصر، وأعلن أنه تم القضاء على مشكلة نقص إمداد المصانع بالغاز الطبيعي هذا الشهر، مضيفًا أن مصر لديها طاقة بشرية هائلة من الشباب الذين يستطيعون تلبية احتياجات الاستثمار من القوى العاملة بأجور تنافسية على المستوى العالمي، فضلاً عن عوائد الاستثمار المرتفعة التي تحققها الاستثمارات في مصر. واستعرض الرئيس مؤشرات أداء الاقتصادي المصري، منوهاً إلى أن مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية رفعت التصنيف الائتماني لمصر أكثر من مرة، وعدلت من نظرتها لمستقبل الاقتصاد المصري من "مستقر" إلى "إيجابي"، كما تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وتتوقع زيادتها خلال المرحلة المقبلة. ونوَّه الحاضرون إلى أن السوق الإفريقية ستضم ملياريّ نسمة بحلول عام 2050، ومن ثم فهي سوق ضخمة تستطيع استيعاب المنتجات التي يتعين أن يتم تصنيعها في تلك الدول بدلاً من تصدير المواد الخام بأسعار زهيدة ثم إعادة استيرادها بعد تصنيعها بأثمان باهظة. وأشادوا بالتعاون المصري مع الدول الإفريقية في العديد من المجالات، والدور الذي تقوم به مصر لدعم جهود التنمية في تلك الدول؛ فأكد السيد الرئيس أن مصر لا تتوانى عن تقديم كافة أشكال الدعم والتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة، وترحب دوماً بالمساهمة في جهود تحقيق التنمية للشعوب الإفريقية. * * * * *