أوقفت بريطانيا، أمس، الرحلات الجوية من وإلى مطار شرم الشيخ الدولي، بعد ورود معلومات لديها حول إن الطائرة الروسية المكنوبة، سقطت بعد زرع عبوة ناسفة بها، وهو نفس الأمر الذي يكرره خبراء أمريكيين منذ سقوط الطائرة، وكما أعلن البيت الأبيض تبني هذه الفرضية، بينما ترى روسيا أن وضع فرضيات حول سقوط الطائرة بسيناء من اختصاص لجنة التحقيق فقط، وهذا الأمر يوضح أن هناك تحالف أمريكي بريطاني، يحاول الترويج لفرضية العمل التخريبي، في مقابل تحالف مصري روسي ينتظر نتيجة التحقيقات. إيقاف الطيران وأعلنت بريطانيا، أمس، أن الطائرة الروسية التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء، يوم السبت الماضي، «ربما سقطت بفعل عبوة ناسفة». وبناء على ذلك، أوقفت الرحلات بين شرم الشيخوبريطانيا، مساء أمس، ولم تعلن موعد استئناف تلك الرحلات، ويجري خبراء بريطانيون تقييما للوضع الأمني في المطار الدولي بالمدينة الساحلية. وأعلنت الحكومة البريطانية، أن التأجيلات جاءت ك«إجراء احترازي» بعد «الكشف عن مزيد من المعلومات»، لم تفصح عن مصدر هذه المعلومات. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، «نؤكد أن هذه خطوة احترازية وأننا نعمل بشكل وثيق مع شركات الخطوط الجوية على هذا الأساس». ترويج أمريكي لفرصية التخريب ويبدو أن بريطانيا، اتخدت هذا الموقف بناء على معلومات قادمة من الولاياتالمتحدة، حيث ذكرت قناة «سي أن أن» الأمريكية أول أمس الثلاثاء، أن مصادر في الاستخبارات الأمريكية، أكدت لها أن قمرا صناعيا أمريكيا يعمل في نطاق الأشعة تحت الحمراء سجل وميضا حراريا فوق سيناء لحظة كارثة الطائرة الروسية. ونقلت القناة عن المصادر، قولها: إن الاستخبارات الأمريكية، تعتقد أن حادثا طارئا وقع على متن الطائرة أدى إلى انشطارها وسقوطها على الأرض. وأضافت أن محللي الاستخبارات الأمريكية، يستبعدون فرضية إسقاط الطائرة بواسطة صاروخ، لكنهم يؤكدون أن الحديث قد يدور عن انفجار قنبلة على متن الطائرة أو حصول عطل فني في أجهزتها. وقال مسؤولون أمريكيون لنفس القناة، أمس الأربعاء، إن أحدث التحليلات الاستخباراتية الأمريكية ترجح سقوط الطائرة، نتيجة انفجار قنبلة زرعها تنظيم "ولاية سيناء"، إلا أنهم أكدوا أن ذلك ليس "نتيجة نهائية". وقال مسؤول مطلع على تحليلات الاستخبارات الأمريكية، للحادث إنه "يوجد شعور واضح بوجود عبوة ناسفة تم زرعها وسط الحقائب أو في مكان ما في الطائرة". وأكد مسؤولون آخرون، أن التحليلات تشير إلى أن السبب هو انفجار قنبلة، لكنهم شددوا على أن ذلك ليس نتيجة رسمية. البيت الأبيض يتبنى الرواية واليوم، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، خلال مؤتمر صحفي، إلى إن بلاده لا تستبعد احتمال وقوع هجوم إرهابي على الطائرة الروسية التي سقطت في شبه جزيرة سيناء. موسكو تنتظر نتيجة التحقيقات وجرت اليوم، مباحثات ثنائية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء بريطانيا، أعلنت بعدها المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الحكومة البريطانية لم تسلم لموسكو أي معلومات تخص الكارثة. وذكرت في مؤتمر صحفي، أنه لو كانت هناك معلومات ذات شأن، ولا يتم تسليمها للسلطات الروسية لسبب ما، فإن ذلك يعد "شيئًا صادمًا"، معربة عن استغرابها من أن فرضيات تتعلق بأسباب تحطم الطائرة تُطرح من قبل مسؤولين حكوميين وليس من قبل الخبراء. وأفاد الكرملين، في بيان، بأن زعيمي البلدين تبادلا الآراء حول الحادث، وأشار بوتين لكاميرون إلى أنه في تقييم أسباب الكارثة ينبغي الاعتماد على المعلومات الصادرة في سياق التحقيق الرسمي الجاري. وقال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، ردا على سؤال أحد الصحفيين، عما إذا كان رئيس الوزراء البريطاني، قد أوضح أسباب قرار وقف الطيران لشرم الشيخ قائلا "لا للأسف لم يوضح." وأضاف بيسكوف، "لا أستطيع التحدث عن الجانب البريطاني، لكن كما قلنا من قبل، وكما أكد الرئيس الروسي أن الأمر الأساسي لدينا هو المعلومات التي تاتي من التحقيقات." وتابع، أن وضع فرضيات حول سقوط الطائرة، هو من اختصاص لجنة التحقيق، مشيرًا إلى أن كل شيء غير ذلك يعتبر معلومات غير مؤكدة. المطارات مؤمنة من جانبه قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، «نقدر قلق الأجانب الذين يبعثون ذويهم إلى بلادنا للسياحة، ونعمل ما في وسعنا لحمايتهم، وقمنا بإجراءات قوية لتأمين مطار شرم الشيخ، والمطار مؤمّن بشكل جيد للغاية». وتابع: «بعد حادث الطائرة الروسية تواصلت مع رئيس الوزراء البريطاني لطمأنته على وضع الرعايا البريطانيين ووجدت تفهمًا منه، ومستعدون لتجاوب أكثر مع أي تعاون أمني لضمان أمن المطارات المصرية». تلفيات بالصندوق الأسود وقالت وزارة الطيران المصرية، اليوم، إن المحققين استخرجوا محتويات صندوق البيانات الخاص بمعلومات رحلة الطائرة الروسية المنكوبة، ويعكفون على دراستها وتحليلها. وقالت الوزارة في بيان، إن الصندوق الأسود الثاني، والذي يحتوي على مسجل الصوت داخل قمرة القيادة، وجدت به بعض التلفيات، وسيتطلب الكثير من العمل لاستخراج ما به من بيانات. وأضاف البيان، أنه «بالتالي لا يمكن إصدار أي تعليق بشأن مسجل الصوت داخل قمرة القيادة، الفحص لا يزال متواصلا على أجزاء في الموقع الذي تحطمت به الطائرة».