الموت غرقًا أو خنقًا في بالوعة مجاري, هو مصير عدد كبير من العاملين في شركة الصرف الصحي، وسجلت الأوراق الرسمية عدد كبير من الضحايا بهذه الطريقة نتيجة الغرق أو الاختناق ورغم كثرة الضحايا إلا أن شركة الصرف لا تتخذ إجراءات وقائية من أجل حماية موظفيها مثل ارتداء أقنعة واقية أو استخدام أدوات أكثر أمانًا، فضلًا عن الضحايا من المواطنيين الأبرياء الذين يسقطون في بالوعات بدون غطاء وما أكثرها في شوارعنا، لذلك فإن الأمر يحتاج إلى ضوابط وإجراءات أكثر حزمًا وأمانًا. 3 ضحايا من بينهم شقيقين قبل يومين كانت آخر هذه الحوادث المأساوية وشهدتها إحدى قرى مدينة الصف حيث لقى عمر محمد الكردي، 23 سنة، وسعيد عبد الرؤوف عبد الخالق، 23 سنة، وشقيقه الأكبر علي، 27 سنة، مصرعهم وكانوا يقومون بعملهم بتنظيف «بيارة» صرف صحي بمنطقة كفر أبو مساعد، لكن أحدهم اختل توازنه فسطق داخل «البيارة» دون أدوات حماية، ولحق به الأخرين لمساعدته فغرقوا جميعًا، وباستغاثة الأهالى تم إخطار شرطة النجدة وقوات الحماية المدنية، التي تمكنت من انتشال الضحايا، على الفور تم نقلهم إلى مستشفى حلوان، إلا أن الأطباء أكدوا مصرعهم خنقًا وغرقًا. مقاول و3 عمال في البدرشين شهد مركز البدرشين حادثًا مأساويًا مشابهًا حيث لقى مقاول و3 عمال مصرعهم داخل بالوعة صرف صحي في ظروف غامضة، وأفادت التحريات الأولية أن عاملين قاما بفتح «البالوعة» لإصلاحها ونزل الأول وبعد لحظات لم يرد وعند حاول الآخرون إنقاذه لحقوا به ولقوا مصرعهم، ورجحت التحريات والمعاينة الأولية أن سبب الوفاة، استنشاقهم غازًا سامًا من داخل بالوعة الصرف. تم انتشال الجثث الأربع وتحرر المحضر اللازم وتولى عبيد رشدى رئيس النيابة ومحمد سليمان، وكيل أول النيابة التحقيق وتم سماع أقوال شهود العيان الذين أكدوا أنهم شاهدوا الضحايا الثلاث من عمال الصرف يقومون بإصلاح البالوعة لإعادة تشغيلها، وأثناء العمل فوجئوا بأحدهم يصاب برعشة بسبب تيار الكهرباء الخاص ب «موتور» الشفاط. بينما قالت تحريات المباحث إن السبب «الغاز السام»، وأضاف الشهود أن الضحيتين الآخرين حاولا إنقاذه ولقيا مصرعهما وعندما تدخل أحد أبناء المنطقة لإنقاذهم لحق بهم ولفظ أنفاسه. بالوعة «محلة حسن» تبتلع عاملين كارثة أخرى وقعت بعد أن لقى شخصان مصرعهما، وأصيب 3 آخرون من عمال الصرف الصحي، إثر سقوطهم داخل بالوعة بقرية «محلة حسن»، التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. وكشف شهود عيان وقتها أن وفاة الضحايا نتيجة نزولهم داخل إحدى بالوعات الصرف الصحي لتطهيرها؛ بسبب غرق بعض شوارع القرية، إلا أن أحدهم اختل توازنه، وسقط داخلها، وتلاه زميله، وسقط 3 آخرون، وأصيبوا بكدمات وسحجات في أماكن متفرقة من جسدهم، وتم انتشال الجميع بمساعدة الأهالي، الذين نقلوهم إلى طوارئ مستشفى المحلة العام. من هنا يبدأ الموت الصرف الصحي منظومة تبدأ بدورات مياه المنازل إلى هيكل خرساني صغير بعمق متر يتجمع فيها مياه الصرف الخاص بالعمارة السكنية وبعد ذلك يتم توصيلها بمواسير إلى البيارة الموجودة في وسط الشارع حيث يلتقي فيها شبكات الصرف الخاصة ببقية الشبكات الموجودة بالمنطقة المحيطة، وعن أسباب الوفاة فأنه أحيانًا يوجد انسداد في إحدى مواسير الصرف الصحي مما يستدعي نزول العمال إلى البيارات التي تصل أعماقها أحيانًا إلى 8 مترات، فيواجه العمال الاختناق لقلة الأكسجين ووجود غازات سامة، فعدم استعمال التقنية الحديثة التي تبيّن وجود الغازات السامة من عدمه والإهمال في استعمال الكمامات وبدل الغطس الخاصة وأسطوانات الأكسجين هي أهم أسباب الوفاة الخاصة بعمال الصرف الصحي. الغازات القاتلة البالوعات يوجد بها غازات سامة مثل ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان، لذا يتطلب النزول العامل للبيارات استخدام الأجهزة الحديثة التي تكشف البيارات المكربنة وهو ما ليس متوفر، فإدارات الصرف الصحي تستخدم المعدات البدائية مثل الحبال لسحب العامل وأسطوانات الأكسجين والتي كثيرًا ما يتجاهلها العمال قبل نزولهم للصيانة, بالإضافة إلى عيب التخطيط في الكثير من البيارات، والذي يكون سببه عادة هو رصف الشوارع أكثر من مرة مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الشارع والذي يزيد من عمق البيارات ويخالف التخطيط الأساسي لشبكة الصرف الصحي. مسئولية المحليات والمقاول مصدر بالشركة القابضة لمياة الشرب والصرف الصرف الصحي يقول إن الشركة ليست مسئولة وحدها عن العمال الذين يموتون في البالوعات ويشير إلى أن هولاء العمال تباشرهم الوحدات المحلية التي تقع فيها البالوعات والمنوط بها عمل أشغال الكسح والتسليك والمسئولة عن حماية العمال بالإضافة إلى المقاولين الذين يقومون بالأعمال بالاتفاق مع الشركة من الباطن. ويؤكد المصدر على أنه من الضرورى وجود تنسيق بين الشركة والمحليات من أجل توفير الأدوات المستخدمة في أعمال الصيانة وغيرها وتوفر الشركة أحيانًا كمامات للعمل لارتدائها لمنع اختناقهم بالغاز. ويضيف أن الشركة تصرف كل مستحقات العامل المالية للأهل وتتحمل التعويضات إذا كان تابعًأ للشركة، أما إذا كان العامل تابع للمقاول المسئول عن إنشاء أو تطهير الشبكات الكبيرة فيتحمل المقاول التعويضات دون أدنى مسؤولية على الشركة.