"نداء تونس".. الحزب الذي يتمتع بالأغلبية في البرلمان التونسي قد يتعرض لخطر التفكك، بسبب ازدياد الخلافات داخل صفوفه، الأمر الذي سيؤدي، إذا حدث، إلى إصابة حكومة الحبيب الصيد بالشلل. الخلافات كلها تأتي بسبب الصراع على صنع القرار ومنذ رحيل الباجي قائد السبسي، الرئيس التونسي ومؤسس الحزب عنه، زادت الانقسامات بين الراغبين في خلافته، وعلى رأسهم محسن مرزوق الأمين العام الحالي للحزب، وحافظ السبسي نجل الرئيس، ويضم نداء تونس الذي تأسس منتصف 2012 يساريين ونقابيين ورجال أعمال ومنتمين سابقين لحزب التجمع الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. الأحد الماضي كانت ذروة التناحر داخل نداء تونس، حيث تبادل المعسكران الاتهامات بتجنيد ميليشيات، ووصل الأمر إلى الاشتباك بين الجانبين في فندق بمدينة الحمامات كان من المقرر أن يستضيف في ذات اليوم اجتماعًا للمكتب التنفيذي للحزب، وتم تهشيم إحدى واجهات الفندق، الذي تدافع أشخاص أمامه وتبادلوا الاتهامات والشتائم، فيما منع آخرون يحملون هراوات من دخول القاعة التي كان مقررًا عقد الاجتماع فيها. في المقابل، استنكر 32 برلماني تابعين لنداء تونس، ما أسموه بالموقف السلبي تجاه ما يحدث في حزرهم، واتهموا في رسالة للسبسي، اتهموا نجله حافظ بتجنيد "ميليشيات اعتدت عليهم في فندق الحمامات"، محذرين من أن ما حدث "سيكون له أوخم الآثار على تماسك الكتلة النيابية للحزب وعلى استقرار البلاد وعلى توازنها السياسي والاقتصادي، إذا لم يقابله موقف واضح وصارم من السبسي". وحذرت مجلة "ليدرز" التونسية - الناطقة بالفرنسية، مما أسمته "الطموحات الشخصية، وغياب الهيكليات المنتخبة، والفراغ العميق الذي تركته مغادرة الباجي قائد السبسي للحزب هي أسباب الأزمة". وبدورها لفتت صحيفة "المغرب" التونسية اليوم الثلاثاء إلى "الانعكاس الأول لأزمة نداء تونس وهو انشطار كتلته النيابية بما يجعل من الخصم المشترك في انتخابات سنة 2014، حركة النهضة هو الحزب الأول تحت قبة البرلمان".