أمن الدولة «معين» 75 % من الإعلاميين.. والرئيس يريد تكميم الأفواه «السيسي يريد إعلام سوفيتي»، بهذه الجملة علق أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة، على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن وسائل الإعلام، اليوم الأحد، موضحًا أن شعبية الأخير بدأت في التآكل. وانتقد اسكندر، في حوار مع «التحرير»، إدارة السيسي للبلاد، متحدثًا عن نظرته إلى المستقبل السياسي في مصر، وإلى نص الحوار.. كيف ترى انتقاد السيسي للإعلام؟ باختصار شديد الرئيس يرى أن الإعلام لابد أن يقف خلفه، هو مفهومه للإعلام منذ أن جاء إلى الحكم، ومنذ أن ظهر تسريب له، يتحدث فيه عن أن الإعلام بحاجة إلى وقت كبير، فهو يريد إعلام سوفيتي، كما لا يرى في تجربة جمال عبد الناصر غير أن الإعلام كان يقف في صفه، واستطاع أن «يدلل» مجموعة من المخبرين الأمنيين يعملون في الإعلام، أساؤوا جدًا للإعلام، أمثال أحمد موسى وعبد الرحيم علي ووائل الابراشي، و75% من الإعلاميين أمن الدولة عينهم، ضمنهم ريهام سعيد. حديث الرئيس عن الإعلام يكشف أنه لا يحتمل النقد، حتى في الانتخابات كانت وجهة نظره الاتفاق على قائمة واحدة حتى يدعمها، هو لا يريد فكرة المجتمع المفتوح، وهو نفس المفهوم السوفيتي، مش قادر يفهم أن الرأي العام ضغط على ريهام سعيد وأوقف برنامجها، وهذه مشكلتهم جميعا لأن ليس لديهم رؤية سياسية، وخاليين من السياسة،، ومش قادرين يفهموا أن الرأي العام صنع ثورة 25 يناير، لأنهم أبعد ما يكون عن الرأي العام.. نعم عبد الفتاح السيسي أخطأ لأنه لم يذهب إلى الإسكندرية، ولازم يتقاله كده بوضوح، وأنا ضد أي تدليس أو صمت يخلق ديكتاتور. هل ترى أن شعبية السيسي تراجعت؟ من المؤكد أن شعبية السيسي تناقصت لدرجة النصف تقريبًا، وأي شخص يفهم سياسة يرى أن المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان كاشفة لهذا الأمر، لكن بعض المنافقين والمدلسين أخبروه أن الناس لم تذهب عشان واثقة أنه موجوده، لكن أقول له إن الناس مارحتش لأنها قرفانة من اللي حصل.. رجال الحزب المنحل عادوا مرة أخرى، رجال المال مسيطرة، وأجهزة الأمن تصنع أحزاب وسياسات، وأطفال معجزة في العملية الانتخابية. ما تعليقك على حديث السيسي عن مساعدة الجيش في حل أزمة الغلاء؟ رأيي أنه يزيد من مساحة التناقضات في المجتمع، الجيش مش هيحل مشكلة، وليس وظيفة الجيش دخول سوق الخضار، الجيش وظيفته الدفاع عن الوطن، معنى ذلك الرئيس يقول إنه لا يعرف سياسته الاقتصادية، والتي من الفترض إما قبول سياسة السوق أو التدخل فيها، والناس مش عارفة توجوهاته إيه، فقد زود معاشات الجيش والشرطة وسايب الغلابة مطحونين، والناس شايفة سلوكه وقراراته ماشية من سيء إلى أسوأ. كيف ترى المستقبل السياسي؟ شعبية السيسي تتآكل، وهو رجل ليس لديه رؤية سياسية، وعلينا أن نحاسب من روج له، ووصفه بأنه ينتهج طريق عبد الناصر، هذا رجل لا يفهم في السياسة ولا يحبها، وعايز يكمم الأفواه، ونحن في طريقنا إلى فوضى المطالب الفئوية، ومعارضة تتشكل في الشارع لبرلمان شبه «مأمم»، كل البرلمان رأسمالي وصناعة أمنية، والمعارضة هتطلع من الطبقات الشعبية، من الناس الجعانة والفقيرة وهتبقى في الشارع، وهم يتصورون أنهم أبعدوا هذا الهاجس المخيف لكنه اقترب جدًا. هل ترى أن نظام السيسي مستمر؟ لا نعرف ماذا سيحدث، الغليان يزيد والثقة في السيسي تخفت وتقل، والناس كتير تقول الآن «هو فين وبيعمل إيه»، كان الأول بيطلبوا ترك فرصة له.. ردي على خطابه الذي يهدد فيه الإعلام، هو أن كل إعلامي محترم في البلد، بيتكلم في السياسة، إما هرب أو يمشي على جمر، وكان على السيسي أن يوجه نقده للأجهزة الامنية التي صنعت هذا الإعلام. أخبار مصر اليوم