70 % من المبانى الآيلة للسقوط بمصر في الإسكندرية المبانى الجديدة والقديمة غير مطابقة للمواصفات «اليود».. سبب انهيار العقارات على الرغم من حالة الزخم حول الانتخابات البرلمانية في هذه الأونة، إلا أن سوء الأحوال الجوية، كان له نصيب الأسد في المتابعة، لكى وانتقلت الأنظار إلى الإسكندرية، بعد موجة السيول التي ضربت المحافظة، الأحد الماضي، ولم تشهدها منذ 21 عامًا، وفقًا لتصريحات خبراء المياه. وكانت المحصلة مقتل مواطنين صعقًا بالكهرباء جراء سقوط كابل كهربائي لترام الإسكندرية، وكانت تبعات هذه الحادثة المفجعة، انتقال رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ووفد من وزراء حكومته للوقوف على ما يحدث في الإسكندرية وعمل اللازم لإنقاذ المدينة، وتقليل الخسائر. وتبِع هذه الكارثة تقديم هانى المسيرى لاستقالته، من منصب المحافظ، وواصلت الأمطار كوارثها، اليوم الأربعاء، بسقوط عقار بمنطقة أبو قير وخلف مقتل عدد من المواطنين، ومع استمرار حالة الطقس السيئ، واقتراب فصل الشتاء، فهل سيكون القادم أفضل أم أسوأ لعروس البحر المتوسط؟. الإسكندرية تنتظر الأسوأ قالت نقيبة المهندسين بالإسكندرية، سمر شلبي، إن الإسكندرية هى أكثر محافظة بها مبانى مخالفة وآيلة للسقوط على مستوى الجمهورية، ومبان غير مطابقة لمواصفات البناء سواء كانت قديمة أو حديثة. وأضافت شلبي في تصريحات ل «التحرير» أنه ما دامت الرقابة غائبة، فلا ننتظر أي تطور، بل ننتظر الأسوأ والأسوأ، فالجهات الرقابية لا تقوم بدروها، والجهات التنفيذية ليس لها رقابة داخلية، ولم تلتزم بالقوانين. وأكدت على أن النقابة ليست جهة تنفيذية ولا إشرافية، ولكنها صاحبة رأي فني فقط، كاشفة عن أن 70% من المباني المخالفة في مصر بالإسكندرية، ولا أحد يستعين بالنقابة على الإطلاق، على الرغم من كونها بيت الخبرة الأول، والاستشارى الأول للدولة وفقًا لنصوص القانون، ألا أن المحافظة والأحياء لا تعير لهم أي اهتمام ولا تستعين بهم مطلقًا، فضلا عن عدم نظر المسئولين للتوصيات التي ترسلها النقابة مرارًا وتكرارًا فيما يخص الحالة السيئة للمباني السكنية الجديدة والقديمة بمحافظة الإسكندرية. مطلوب لجان سريعة وتقسيم الإسكندرية لقطاعات شددت شلبي على ضرورة أن يتم عمل لجان سريعة وتقسيم الإسكندرية لعدة قطاعات، ومعرفة العقارات الآيلة للسقوط والتعامل معها سريعًا، والنقابة لا تمانع في المساعدة الفنية الدقيقة لإنقاذ أرواح المواطنين، فضلًا عن عمل حركة تنقلات دورية بين مهندسي الأحياء على غرار حركة تنقلات الشرطة للحد من الفساد في الأحياء، ولا بد وأن تكون لجان قرارات الإزالة تحت إشراف وكيل النيابة الذي يقع في دائرته العقار المخالف. وأشارت إلى ضرورة، وضع لافته تحذيرية على مدخل العقار المخالف طبقًا لأحكام القانون باللون الأحمر مُبين عليها المخالفات وما اُتخذ من إجراءات، بالإضافة إلى عدم تزويد العقارات المخالفة بالمرافق. 90 % من العقارات الجديدة مُشيدة بالشوارع الجانبية المهندسة منال السيد، عضو مجلس إدارة شعبة مدني بنقابة المهندسين، والمتخصصة في مجال العقارات والإنشاءات، ذكرت أن عقارات الإسكندرية، مشكلتها الأساسية -بعيدًا عن ضعف الضمير- وجود نسبة من "اليود" والتي تؤثر على المباني، ونسبة "الحصى" التي تستخدم تتأثر بالأحوال الجوية ولا يتم معالجهتا، فضلًا عن عمل أساسات ل 4 أو 5 أدوار للعقار فقط ويتم تشييد العقار بما يزيد عن 12 دورًا على أقل التقديرات. السيد أضافت ل "التحرير" أن 90% من العقارات في الاسكندرية يتم تشيديها في الشوارع الجانبية ولا يتعدى عرض الشارع 6 أمتار، ووفقًا لقوانين البناء لا يجب أن يتعدى عدد الأدوار 3 في هذه الشوارع. وقالت إن عشوائية البناء تؤثر بالسلب على العقارات القديمة، وندفعها إلى الانهيار، مع أي هزة أو اضطرابات قوية في الأحوال الجوية، مثل هطول الأمطار بكثافة، كما هو الحال في العقار المنهار، اليوم الأربعاء، في منطقة أبو قير، كنتيجة لسيول، الأحد الماضي. الإزالة أولًا والمأوى ثانيًا.. وانتظروا انهيار عقارات أخرى أفادت السيد أن بخار اليود والمياه والهواء، عوامل رئيسية لجعل عقارات الإسكندرية أكثر عرضة من غيرها للانهيار، مقارنة بغيرها من المحافظات الأخرى، وهو ما يظهر واضحًا في تأكل كافة البنايات التي تطل على شط البحر مباشرة. وأوضحت أن العقارات القديمة والتي مر على إنشاءها 100 عام، لا بد من إزالتها في حالة وجود أي عيب إنشائي بهذه العقارات، لافتة إلى أنه المشكلة ليست بالكامل لدى المهندس من الجهة الإدارية والمسئول عن إزالة العقار، لأنه لا بد في حالة الإزالة أن يكون هناك بديل على الفور، فهل سيتم الإزالة ونترك المواطنين في الشارع؟. شددت السيد على ضرورة رفع درجة التأهب بمديريات الإسكان والأحياء، وتفعيل دور قرارات الإزالة للعقارات التي هي عرضة للانهيار ومن صدر ضدها قرار إزالة، وفي هذه الحالة، يتم إزالة العقار أولًا ثم تدبير السكن والمأوى في المرحلة الثانية والثالثة؛ لأن العقار الذي انهار، اليوم، ستتبعه عقارات أخرى كثيرة، الفترة المقبلة، ونحن على مشارف فصل الشتاء، وهذا "جرس إنذار" للمسئولين بإدارات الإسكان والأحياء بالإسكندرية.