اتّجه الفنان المصري لمنزله بعد انتهاء ليلة تصوير حامية، مكتشفًا أنّه ما زال "على لحم بطنه" دون أي أكل يذكر، غير أن القهوة والشاي لازمته طيلة اليوم، الساعة قاربت على الثانية بعد منتصف اليوم، ولا يمكن له أن يوقظ زوجته من أجل "جنانه" الذي يفكر فيه، غير أن حيلة ظن أنها ستجدي نفعًا. قصد خالد صالح أول محل لبيع "الرنجة والبصل" ليشتري منه ما يريد، ثم عرج إلى إحدى محلات الورود ليشتري لزوجته وردة ظن أنها ستجدي معها لتلبي رغبته في عمل وجبته التي أعدها. يحكي صالح في لقاءٍ مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" عن زوجته قائلًا إنها تحملت الكثير، وقبِلت الزواج منه وهو يعمل محامي، ولم تكن تعرف أنّ أحلام التمثيل مازالت تراوده. قصّ الراحل الذي تمرّ اليوم الذكرى الأولى لرحيله، الموقف قائلًا، "عدت متأخرًا بسبب التصوير، وكنت أريد أن آكل "رنجة وبصل"، وكنت أعرف أن زوجتي نائمة، لذلك اشتريت لها وردة وذهبت إليها ممسكًا في يدي الأولى الورد وفي الأخرى البصل، فضحكت كثيرًا بسبب هذه الحيلة". ولد "العبقري" -كما أطلق عليه- في الثالث والعشرين من يناير عام 1964 في القاهرة، وتخرج من كلية الحقوق وعمل بالمحاماة لفترة في بداية حياته المهنية. نشأ يتيمًا، حيث توفيت والدته في صغره، ومات والده بعد ذلك، ليتولى شقيقه "إنسان" تربيته إلّا أنه توفي أيضًا قبل رخيله بأربع سنوات بمرض القلب، الذي مات به. بدأ حياته الفنية من خلال مسرح الجامعة ومسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية، وكان في ذلك الوقت يمارس بعض الأعمال التجارية الخاصة إلى جانب العمل الفني، ثم تفرغ للتمثيل عام 2000 مقدمًا العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وسرعان ما لمع نجمه وبرع في أداء أدوار معقدة استطاع من خلالها أن يصل إلى النجومية. عانى من مرض القلب منذ حوالي 20 عامًا، حيث بدأ يشعر بآلام في قلبه، وعرف حقيقة مرضه ولم يستسلم وخضع لجراحة ناجحة منذ سنوات، وقال إنه لم يكن يحب أن يتعامل أحد معه على أنه مريض. بعد وفاة شقيقة، اعتبر الفنان خالد الصاوي شقيقه، وخاصة أنهما درسا سويًا في كلية الحقوق، وأخرج صالح للصاوي العديد من المسرحيات، وكان يحلم بالتمثيل معه، حتى حققا هذا الحلم سويًا من خلال فيلم «الحرامي والعبيط». من أبرز أعماله السينمائية فيلم "تيتو" و"عمارة يعقوبيان" و"هي فوضى" و"الريس عمر حرب"، كما قدّم العديد من الأعمال التلفزيونية المتميزة منها مسلسل "سلطان الغرام" و"بعد الفراق" و"موعد مع الوحوش" و"الريان". كان يحلم بعمل مصنع حلويات شرقية حيث كان له تجربة سابقة في العمل بالحلويات مع شقيقه، قبل أن يدخل مجال الفن، وقام شقيقه وقتها برفده من المصنع لأنه لم يكن ملتزمًا بمواعيد العمل. نال خلال مشواره الفني العديد من الجوائز حيث حصل على جائزة التمثيل من مهرجان الأفلام وجائزة الإبداع الذهبية وشهادة تقدير لأحسن تمثيل من مهرجان الإعلام العربي عن دوره في مسلسل "تاجر السعادة"، وأفضل ممثل لعام 2005 عن فيلم "ملاكي إسكندرية"، وجائزة أفضل ممثل دور ثاني عن فيلمي "تيتو" و"أحلى الأوقات". أثناء تصوير مسلسل "موعد مع الوحوش" تعرض لأزمة قلبية، وقرّر الأطباء المعالجين له السفر إلى ألمانيا للاطمئنان على صحته، وأجرى جراحة أخرى في القلب بمركز مجدي يعقوب بأسوان في سبتمبر 2014 لكن حالته الصحية تدهورت ليرحل عن عالمنا في 25 سبتمبر العام الماضي.