تبذل الحكومة اللبنانية جهودا مكثفة لمواجهة الأعباء المترتبة على اصتضافة زهاء نصف مليون سوري دخلوا لبنان خلال العامين الماضيين. وبات من المألوف في الشوارع أن يشتكي اللبنانيون من ارتفاع أسعار الغذاء مع زيادة الطلب نتيجة إقبال السوريين على شراء الخبز ومن زيادة إيجار المساكن مع ارتفاع الطلب عليها من آلاف العائلات السورية التي فرت من الصراع الدائر في بلدها. وأثر تضخم موجات اللاجئين السوريين على الوضع المالي في وقت تباطأ فيه الاقتصاد اللبناني. وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل في الآونة الأخيرة «إن اللاجئين يهددون أمن البلد، كما يتزايد شعور بالاستياء لدى اللبنانيين مما يعتبره كثيرون عبئا ماليا متزايدا على البلد». وفي مدينة بطشية التي يغلب المسيحيون على سكانها وضعت لافتة كبيرة بعرض الطريق عليها إعلان عن حظر تجوال جميع «الأجانب» خلال ساعات معينة في المساء. وجاء في نص الإعلان «تعلن بلدية بطشية المرداشة حظر تجوال لكافة الأجانب القاطنين ضمن نطاق البلدة يوميا من الساعة 8:30 مساء حتى 5:30 صباحا». وذكر ميشال خوري رئيس بلدية بطشية أن حظر التجول فرض في أعقاب ارتفاع معدل الجرائم الصغيرة بالمنطقة. وقال «ما بعد الثورة اللي شفنا العدد عم بزيد. العدد عم بزيد بشكل نا أنه طبيعي. يعني صرنا نلاحظ بوجودنا على الطرقات الشرطة.. الحرس بابليل صار يشوف عنده ناس عم تمرق بالليل على الموتوسيكلات وعلى الكذا إلى آخره. هون صار عندنا شوية انتباه وصرنا نسمع على التلفزيونات والراديوات خطف وقتل ونزوح سوري بالبقاع وما باعرف شو إلى آخره. صرنا.. صار عندنا كم مشكلة.. صار كم مشكلة بالنهار صفت العالم تقول يا جماعة ما عاد فينا نظهر نحن بالنهار على الطرقات قد ما في سوريون بالليل. صفة العالم ما عم تسترجي تظهر خاصة بالبنايات النسوان عم بشوفوا كثير سورين حدن واللى ما عم يسترجوا يظهروا. واللاجئون مسألة شديدة الحساسية في لبنان حيث كان وجود الفلسطينيين عامل انفسام بين اللبنانيين خلال الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما. كما شهد لبنان في الآونة الأخيرة اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس السوري بشار الأسد». وقال خوري «لحتى نستدرك الأمور وحتى ما نقول صار عندنا جريمة وحتى ما نقول صار عندنا مشاكل أخذنا قرار والحمد لله بعد ما أخذنا ها القرار ما عندنا صار مشكل. ما عندنا عالم تمشي بالليل ولا شي وفيه كثير بلديات ومحلات عملوا ذات الشيء». بالقرب من إعلان حظر التجول موقع للبناء يعمل فيه عمال سوريون. قال عامل منهم من مدينة الرقة السورية يدعى حمزة «مشان الأمان لهم يعني ولحتى ما يتعرضوا لشي أو كذا هيك لأنه بعضهم عم يتشلحوا.. بعضهم بيعرف أنه خلاص الساعة 8:30 أنه ممنوع التجوال بيحفظها أنه خلاص ممنوع التجوال». لكن متطوعا في حركة مناهضة العنصرية في لبنان قال إن مشاعر الاستياء من اللاجئين تنم عن كراهية للأجانب، وذكر أن منطقة سهل البقاع التي يعيش فيها كثير من اللاجئين السوريين لم ترد فيها تقارير عن ارتفاع معدلات الجرائم.