الأهل والعشيرة من جماعة «الإخوان» نشروا كشف كساب ب«إنجازات»!! الأخ الرئيس مرسى خلال 250 يومًا من توليه الحكم، وبدقة شديدة أحصوا 63 إنجازًا، من بينها على سبيل المثال، إنهاء أزمة الخبز، وأزمة البوتاجاز والسولار، وزيادة الرواتب والمعاشات، وافتتاح مشروعات «حتى وإن كان قد سبق افتتاحها قبل سنوات»! وصولا إلى مشروع تطوير قناة السويس الذى سيوفر دخلا سنويا، قالوا إنه سيصل إلى 200 مليار دولار.. وفقًا للإحصاءات الدقيقة من الأهل والعشيرة!! بالطبع نحسدهم على هذه الجرأة الشديدة التى تجعلهم يتحدثون عن «إنجازات» وسط هذا الفشل المزرى الذى حققه الأخ الرئيس منذ توليه مهام منصبه، والذى أوصل البلاد إلى هذه الحالة البائسة التى لم يسبق لمصر أن واجهتها منذ أن بدأت بناء الدولة الحديثة قبل مئتى عام، لقد استطاع الأخ الرئيس وجماعته وأهله وعشيرته أن يصلوا بمصر إلى حافة الكارثة والانهيار الشامل، بينما الأخ الرئيس يعلن أن «النهضة» قد وصلت ويدعو المصريين للتمتع بخيراتها!! مصيبة سوداء أن تكون مصر كلها فى وادٍ، والرئيس وجماعته وأهله وعشيرته فى وادٍ آخر!! مصيبة سوداء أن تعيش مصر أسوأ أيامها، بينما الأخ الرئيس وجماعته وأهله وعشيرته يتحدثون عن ال«إنجازات» التى حققوها!! قد يكون للأخ الرئيس وجماعته «إنجازاتهم» فى تحقيق مشروع «النهضة» الذى لا يعنى عندهم إلا شيئًا واحدًا وهو «التمكين» والهيمنة على مقدرات الوطن، وإقامة الفاشية الجديدة التى تتستر، زورًا وبهتانًا، بالدين الحنيف!! أما الشعب الذى سُرقت ثورته، فيرى أمامه «إنجازات» أخرى للأخ الرئيس.. «إنجازات» يكتوى الملايين بنيرانها، ويقاسون من ويلاتها، ويعانون كل ساعة من آثارها!! 250 يومًا من حكم الأخ الرئيس فعلت بمصر وثورتها ما لم يكن أعدى الأعداء يستطيعون تحقيقه!! نعم كانت الأوضاع صعبة حين تولى الأخ الرئيس الحكم، لكن الآمال كانت كبيرة، وكل القوى الوطنية كانت مستعدة للعمل المشترك من أجل عبور الأزمة، وتحقيق أهداف الثورة، والانطلاق بمصر لبناء الدولة الحديثة القوية، كما نحلم بها جميعًا. بعد 250 يومًا تبدو «إنجازات» الأخ الرئيس الحقيقية أقوى من أن تحتمل، وتبدو مصر، تحت حكمه، أقرب إلى الوقوع فى دائرة الفوضى والإفلاس المالى والفشل الكامل فى كل المجالات، إذا استمر الحكم الفاشل والفاشى فى قيادة الوطن بلا رؤية، وبلا كفاءة، وبلا هدف إلا «تمكين» الجماعة وفرض الاستبداد. نعم.. «الإنجازات» الحقيقية أكبر وأقوى من أن تحتمل!! الإعلان الاستبدادى الذى أصدره الأخ الرئيس فى نوفمبر الماضى كان «إنجازًا» لا يوصف!! أسقط دولة القانون، وفتح الباب لفرض دستور باطل وبرلمان زائف، ولكنه لم يدر أنه كان أيضا يُسقط الشرعية عن الأخ الرئيس!! وأحداث «الاتحادية» كانت إنجازًا آخر، وكانت إعلانًا عن دولة الميليشيات بديلا لدولة القانون، وعن سير النظام الجديد فى طريق بلا رجعة، هو طريق الفاشية المستمدة لتدمير الوطن من أجل الحكم، واستباحة دماء المصريين جميعًا من أجل السلطة! أعداد الشهداء التى تجاوزت المئة بكثير «إنجاز» آخر تحقق فى هذه الشهور من حكم الأخ الرئيس، شهداء سقطوا على أسوار مقر الرئاسة، أو فى أحداث بورسعيد، أو فى مظاهرات سلمية فى مختلف أنحاء مصر، أو اختطفوا وعذبوا وقتلوا، لأنهم انحازوا للثورة ورفضوا أن يساوموا عليها، سقط الشهداء وبقى القتلة بعيدا عن المحاكمة، وفى مقاعد السلطة حتى الآن!! أما «الإنجاز» الاقتصادى فهو الأبرز بلا شك.. تضاعفت معدلات البطالة انسحق الفقراء وانسحق معهم الجنيه المصرى، ارتفعت الأسعار بجنون، تتسول الحكومة القروض والإعانات من كل مكان، تقبل شروط صندوق النقد على حساب الأكثر فقرًا فى مصر. المصانع تتوقف أو يتراجع إنتاجها، بينما رجال النظام سعداء بدور الوكلاء والسماسرة للأجانب، ومشروع «الصكوك» فى طريقه لعرض ما يملكه شعب مصر للبيع.. أو للرهن والإيجار!! أما الأخطر بين «الإنجازات» فيأتى مع اقتحام الأزهر وإعلان الحرب عليه، ومع انتهاك حرمة الكاتدرائية والاعتداء الآثم عليها، ومع وضع مصر أمام خطر الحرب الطائفية.. فى غياب كامل لمؤسسات الدولة ولحكم القانون! حتى جيش مصر لم يسلم من هذه الإنجازات!! بمحاولة جره إلى معارك مفتعلة، أو استنزاف جهده لإبعاده عن المخاطر الحقيقية، أو الضغط عليه، بينما تترك سيناء لعصابات الإرهاب، وتعرض «حلايب وشلاتين» للتنازل وما خفى كان أخطر!! كل هذا وغيره من «الإنجازات» تم فى أقل من 250 يومًا من حكم الأخ مرسى.. هل يمكن أن تتحمل مصر أكثر من ذلك؟!