مراسل "ديلي ميل" يحصل على جواز سفر سوري مزور في تركيا.. والمزور: استخرجنا جوازات لمقاتلين في "داعش" كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، من خلال تحقيق قام به أحد مراسليها في تركيا، أن مقاتلي تنظيم "داعش" يحصلون على جوازات سفر سورية مزورة تساعدهم في الاختباء وسط اللاجئين الهاربين إلى أوروبا "بسهولة مخيفة"، حيث أن مراسل الصحيفة تمكن من شراء وثائق هوية سورية مزورة من مكتب تهريب وتزوير، خلال مغامرة صحفية قام بها في بلدة حدودية تركية هذا الأسبوع. وحصل المراسل على مجموعة أوراق هوية تحمل اسم رجل سوري حقيقي من مدينة حلب مات منذ عام خلال أحداث العنف التي تشهدها سوريا، وتشمل الأوراق جواز سفر وبطاقة هوية ورخصة لقيادة السيارات، وتكلفتهم وصلت إلى حوالي 2000 دولار، وفقا للصحيفة. وأوضح المراسل أن عملية شراء الأوراق استغرقت 4 أيام وتمت ب"سهولة شديدة"، حسب وصفه، مؤكدا أن المزور التركي قال له أثناء شراء الأوراق إن"أعضاء تنظيم داعش يستخدمون تلك الأوراق لكي يندسوا وسط اللاجئين السوريين الفارين من الدمار وسوء الأوضاع في سوريا". ويضيف المزور: "يندس الإرهابي وسط اللاجئين باستخدام تلك الأوراق التي تزيد من فرص دخوله إلى الدول الأوروبية، ثم يبدأ حياة جديدة ويعيش بشكل طبيعي وسط المجتمع منتظرا الوقت المناسب حتى يعود إرهابيا مرة أخرى". ووفقا للتحقيق الذي أجرته "ديلي ميل"، فإن الأوراق المزورة تستخدم أيضا من جانب المهاجرين لأسباب اقتصادية من دول الشرق الأوسط الأخرى الذين يعرفون أن طلبات اللجوء السورية يقابلها مزيدا من التعاطف، في أعقاب الحرب الأهلية التي أجبرت حتى الآن ما يقدر بنحو أربعة ملايين شخص على الفرار. وتحدث أحد المزورين لمراسل الصحيفة قائلا: "الجميع يريدون الجنسية السورية لأن الدول الأوروبية ترحب باللاجئين السوريين"، مضيفًا أن المكتب الذي يعمل به استخرج أوراق سورية لأعضاء من الجيش السوري الحر، وتنظيم "داعش"، وجبهة النصرة، بالإضافة إلى مواطنين مصريين وفلسطينيين وعراقيين. وتابع: "ساعدنا أيضا اللاجئين السوريين الحقيقيين الذين ضاعت أوراقهم خلال نزوحهم من مكان لآخر بسبب أهوال الحرب هناك". وعن طريقة تزوير الوثائق، يقول المزور: "حينما استولت الميليشيات المعارضة للأسد على بلدان كانت تحت سيطرة النظام أحكمت سيطرتها على مكاتب خدمة المواطنين التي كانت تستخرج الأوراق الرسمية لهم، وتم تهريب جميع معدات الطباعة والأختام لنا عن طريق أعضاء من الجيش السوري الحر وجبهة النصرة لاستخراج جوازات سفر جديدة تمكنهم من السفر إلى أوروبا". وكان وزير التعليم اللبناني، إلياس بوصعب، قد أخبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أثناء زيارته إلى لبنان يوم الاثنين الماضي، أن جماعات متطرفة ترسل الجهاديين المدربين لتدبير هجمات على الغرب "تحت غطاء أزمة اللاجئين السوريين"، قائلا إن "داعش لن يقف عند حدود لبنان ولكنه يخطط للوصول إلى أوروبا". وبدأت أجراس الإنذار تدق تنبيها لتزايد حجم المشكلة في وقت سابق من هذا الشهر، عندما تمكن ضباط الجمارك الألمانية من ضبط طرود تحتوي على عدد كبير من جوازات سفر سورية فارغة، بعدها أفادت وكالة الشئون الحدودية بالاتحاد الأوروبي "فرونتكس"، أن هناك زيادة في نسبة جوازات السفر السورية المعروضة للبيع. وتؤكد أحدث الأرقام إلى أن تزوير الوثائق آخذ في الارتفاع، وقال مسؤول بريطاني إن "المزورين يستخدمون وثائق شخص آخر مستفيدين من التشابه البدني بينه وبين صاحب الوثائق الجديد، وغالبا ما يصعب كشفها". وتقول الصحيفة البريطانية إن السهولة التي حصل بها مراسلها على جواز سفر سوري "مقلقة للغاية"، وإنه من الضروري أن تكثف جميع بلدان الاتحاد الأوروبي من جهودها للتحقق من صحة هذه الوثائق وكشف التزوير، مضيفة أن "المشكلة كبيرة ولا بد من التعامل معها على الفور". وأختتمت الصحيفة تحقيقها بأنها اتصلت بالسلطات التركية وأبلغتها عن عمليات التزوير التي تتم على أراضيها.