الرصاصات الطائشة تستقر في أجساد المعازيم والقانون خارج الخدمة فجأة وبدون مقدمات يتحول الفرح إلى مآتم، والرقص والغناء الى صويت وصراخ، هذا هو حال كثير من الأفراح الشعبية التي يقوم فيها الأهالي بإطلاق النار ابتهاجًا بالعرس، فتصيب إحدى الطلقات أحد الحضور وأحياننا العروس عن طريق الخطأ فيسقط قتيلًا. "التحرير" ترصد أبرز المناطق، التي تستخدم الأسلحة وإطلاق النار للتهنئة وهي "إمبابة والوراق والبدرشين والعياط والصف وأطفيح بالجيزة وعين شمس والسلام ومنشأة ناصر، وروض الفرج بالقاهرة، بالإضافة إلى صعيد مصر"، حيث يتم إطلاق النار بصورة عشوائية في الهواء للمجاملة. وأكد شهود عيان في حديثهم ل"التحرير"، "أنّ ضرب النار مجاملة لابد منها إكرامًا للعروسين"، موضحين أنّ الشخص الذي يقوم بإطلاق النار لابد أن يتفادى وقوع أي إصابات، وأن يكون حذرًا، ولكن هناك من يقومون بإطلاق النار وهم في غير وعيهم وقد يصيبوا أحد المعازيم أو المارة. وقال أكرم.م 55 سنة تاجر، مقيم بمنطقة روض الفرج، "إنّ الأفراح الشعبية لها مذاق خاص وتكلفتها أغلى من إقامة الأفراح بالقاعات"، مؤكدًا أنّ التجار الكبار ورجال المقاولات وأصحاب العقارات يرفضون إقامة أفراحهم في القاعات، ويقيمونها أمام المنزل وتنتشر فيها المواد المخدرة والخمور وغيرها، وتتم تحت مرآى ومسمع من رجال الشرطة، الذين لا يتحركون سوى في حالة وقوع كوارث. وشهدت مدينة منشأة ناصر بالقاهرة مساء أمس الأول واقعة مقتل فتاة بعرس شعبي، حيث قام عاطل بإطلاق الرصاص من سلاح ناري غير مرخص، فاستقرت رصاصة في صدرها، مما تسببت في وفاتها، وأمرت النيابة صباح اليوم بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. وفي مارس الماضي، تحوّل حفل زفاف بقرية الضبعية التابعة لمركز القرنة غربي محافظة الأقصر إلى مأتم، عقب مقتل أحد المعازيم بطلقة نارية طائشة، على يد أحد المشاركين في الحفل، وتم ضبط المتهم وبحوزته السلاح المستخدم. وتبين من التحريات وأقوال الشهود، أن المجني عليه كان مدعوًا لحضور أحد الأفراح بالقرية، وأثناء جلوسه لمشاهدة العروسين، وسط إطلاق نار من المعازيم وأصحاب الفرح برفقة عدد من الأصدقاء، وأبناء القرية، خرجت طلقة نارية عن طريق الخطأ استقرت في صدره وتم نقله على إثرها إلى مستشفى الأقصر الدولي، إلّا أنه فارق الحياة قبل وصوله. وفي قرية طحا بوش التابعة لمركز ناصر، شمال بني سويف، تبدّلت الزغاريد صراخًا عقب مصرع أحد المعازيم بطلقة نارية طائشة، على يد أحد المشاركين بالعُرس. تلقت مديرية أمن بني سويف، إخطارًا من مستشفى ناصر المركزي، بوصول أشرف.ح.ح، 23 سنة، ويقيم بقرية طحا بوش دائرة المركز، مصابًا بطلق ناري.
وفي أكتوبر الماضي، أصيب عشرات في مشاجرة بالأسلحة البيضاء والنارية، بأحد الأفراح الشعبية بعزبة الصعايدة، بسبب مشادات كلامية وتراشق طرفا المشاجرة بزجاجات المياه الغازية واستخدام الأسلحة النارية. وأعلنت قبل يومين مصادر أمنية وطبية بشمال سيناء، أنّ مسلحين مجهولي الهوية هاجموا بأسلحة نارية تجمعًا لأهالي منطقة جبلية تقع بين قريتي بير بدا وخريزة يمركز نخل في وسط سيناء، وأطلقوا النار صوب تجمع لأهالي أثناء احتفالهم بزواج أحد أبنائهم. في نفس السياق، أكد اللواء محسن حفظي الخبير الأمني، أنّ ما يحدث من تجاوزات في الأفراج الشعبية يعتبر جنحة إزعاج، موضحًا في تصريحات ل»التحرير«، أنّ القانون يمنع إقامة الأفراح بالشوارع، مشيرًا إلى أن مكبرات الصوت، ليس مصرح بها نهائيًا وتعتبر مخالفة للقانون. وطالب حفظي بضرورة التصدي لهذه التجاوزات ومنعها حتى لا تؤثر بالسلب على أمن وسلامة المجتمع، وخاصة إطلاق النار بالأفراح الشعبية وانتشار المخدرات، مشددًا على ضرورة القبض على أصحاب الأفراح في حالة مخالفتها للقانون وتحرير محاضر وإحالتهم للنيابة.