مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة المقرر عقدها في تركيا، في الأول من نوفمبر القادم، تزايدت بصورة ملحوظة الانتهاكات التي تقوم بها السلطات في حق حرية الرأي والإعلام. ويبدو أن الرئيس رجب طيب أردوغان مازال يشعر بالقلق بشأن شعبية حزبه "العدالة والتنمية"، بعد الصدمة التي تلقاها في انتخابات يونيو الماضي بخسارة الأغلبية البرلمانية التي احتفظ بها لمدة 12 عامًا. وفي سعيه لاستعادة الأصوات التي خسرها في انتخابات يونيو، لم يكتفي الرئيس بحملات التشويه التي يروج لها حزبه ضد كل الرموز السياسية المعارضة، وخاصة من حزب "الشعوب الديموقراطي" الموالي للأكراد، إذ تطرقت الحملة لاستهداف وسائل الإعلام بكافة أشكالها. ونستعرض هنا الانتهاكات التي وقعت في حق حرية الصحافة والإعلام في 15 يومًا فقط من شهر سبتمبر الجاري: الثلاثاء 1/9 الشرطة التركية تداهم مقر مجموعة إعلامية معارضة داهمت الشرطة التركية مقر مجموعة "كوزا إيبيك" المتخصصة في مجال الإعلام، والمعروفة بانتقادها لحكومة أردوغان، والمقربة من خصمه الداعية فتح الله جولن، وتمتلك عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية من بينها صحيفة "توداي زمان" وقناة "بوجون". واقتحمت الشرطة مكاتب المجموعة بتهمة تقديم الدعم المالي ونشر الدعاية لمنظمة "فتح الله جولن الإرهابية". وقال أركان أكوس، رئيس تحرير قناتي "كانالترك" و"بوجون" التلفزيونيتين: إن "الهدف من الحملة، هو إسكات وسائل الإعلام المعارضة قبل الانتخابات، ومن الخطأ تصور أن الهدف هو مجموعتنا فحسب، إنهم يبدأون بنا لجس النبض، وإذا لم يفجر هذا الغضب فقد يمتد إلى مجموعات إعلامية أخرى". الأحد 6/9 اعتقال صحفية هولندية اعتقلت الصحفية الهولندية "فرديريك جيردنك" من قبل السلطات التركية أثناء تغطيتها لأخبار حزب "الشعوب الديموقراطي" الموالي للأكراد في جنوب شرق تركيا، وهو ما وصفته الصحافة العالمية ب" تعنت الحكومة تجاه الصحافة". الأربعاء 9/9 للمرة الثانية الشرطة تلاحق مجموعة "كوزا إيبيك" شنت الشرطة التركية حملة تفتيش ثانية على شركة "كوزا إيبيك" واتهمتها بتقديم الدعم المالي ونشر الدعاية لمنظمة "فتح الله جولن" الإرهابية، وطالت الحملة قناة "كوزا جولد" التابعة للشركة القابضة. وفي الليلة السابقة، داهم ضباط من مديرية مكافحة الجرائم المالية والجرائم المتعلقة بالشبكات الإلكترونية أيضًا 22 مقرًا تابعًا لشركة "كايناك" القابضة، بشأن مزاعم حول الدعم المالي ونشر الدعاية لنفس المنظمة. الاثنين14/9 مصادرة مجلة "نقطة" داهمت قوات الأمن التركية مقر مجلة "نقطة" بتهمة إهانة أردوغان والقيام بنشر دعاية إرهابية، وذلك بسبب صورة نشرتها في عددها الأخير، يظهر فيها الرئيس وهو يلتقط صورة "سيلفي" بجانب نعش أحد الجنود القتلى، كما تمت مصادرة النسخ بناءًا على قرار من مكتب المدعي العام في إسطنبول. الثلاثاء 15/9 وقف بث 15 قناة فضائية منع المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي 15 محطة تلفزيونية مؤيدة للأكراد من البث داخل البلاد، بحجة "مكافحة الإرهاب"، إذ تواصل السلطات حملات تشويه المؤسسات والهيئات الكردية، خاصة بعد تزايد أعمال الهجمات التي يشنها حزب "العمال الكردستاني" ضد قوات الجيش والشرطة.