الجمالية الدائرة الأهم في وسط القاهرة، وصاحبة الباع الطويل في الصراعات الانتخابية، منذ كانت دائرة لوزراء الحزب الوطني المنحل، من أمال سليمان و حتى إبراهيم سليمان، الدائرة التي اشتعلت بالمنافسة لسنوات طويلة، لم تهدأ في انتخابات ما بعد الثورة، بل زادت اشتعالًا بمنافسة حادة بين "راقصة معتزلة، و سياسي، وأحد أفراد عائلة الرئيس". منذ يونيو 2013، صارت الجمالية محط أنظار الجميع، فهي مسقط رأس الرئيس عبد الفتاح السيسي وصانعة الرجال، كما أطلقوا عليها، فصارت لا تغادرها الكاميرات في كل مناسبة أو احتفال، لكن على غير العادة لم يعد "السيسي" هو كلمة السر التي تجذب الكاميرات للمنطقة.. هذه المرة الأضواء مسلطة على انتخابات مجلس النواب. حيدر بغدادي، العضو السابق في الحزب الوطني، كان أول المتقدمين بأوراقهم للترشح في الانتخابات البرلمانية عن الدائرة، ثم تقدمت سما المصري بأوراقها كمرشحة عن الدائرة، و في نفس اليوم كان "فتحي السيسي"، ابن عم الرئيس، يتقدم بأوراق ترشحه بعيدًا عن الكاميرات التي لاحقت الفنانة الاستعراضية. ساعات قليلة مضت بعد إعلان ترشح "المصري" عن الجمالية، حتى تحول الأمر ل"إعلان حرب"، بينها ومرشحي الدائرة، ولم يختلف الوضع كثيرًا لدى أهالي الدائرة، فيقول الحاج محمد التوني، ابن الجمالية، إن ترشح سما يعد إهانة كبيرة للدائرة العريقة، متابعًا: "بعد ما كنا دائرة الوزراء هنبقي دائرة الراقصات، الدائرة كانت محل منافسة بين الباشوات والوزراء منذ العهد الملكي و حتي مبارك"، واستطرد: "ودي هتقدم خدماتها إزاي للناس، دي لو مشيت في الشارع مش هتخرج منه". حالة الرفض الشعبي للمصري، رافقها هجوم حاد من بغدادي الذي يصفه شباب الدائرة ب"الفلول" ، مؤكدًا أن وجود "راقصة" في الانتخابات كمرشحة عن الجمالية إهانة لكل مرشحى الدائرة، مضيفًا:"اللي هيمشي معاها في الانتخابات مش راجل". البغدادي أكد أن أهالي الجمالية و المنشية اتفقوا علي إطفاء أنوار الشوارع و المحال و البيوت حال قدومها لزيارة المنطقة، مكملًا: "منطقة الأزهر والحسين والصعايدة مش هتقبل راقصة عاوزة شهرة علي حسابنا"، ورفض المقارنة بوضعه كواحد من أعضاء الحزب المنحل، و بين وضع سما المصري قائلًا: "مفيش مقارنة.. أنا راجل بتاع سياسة وكلمة فلول دي عملوها جماعة الإخوان وراح زمنها". حالة المؤازرة الشعبية للسيسي في الجمالية، خلقت حالة من الدعم لكل من يحمل اسمه، و هو الأمر الذي وجد بعض الأهالي ضالتهم فيه. "فتحي السيسي" ابن عم الرئيس، أكد ل"التحرير" أن اختيار الشعب لمن يمثله حق لا يستطيع أحد منعه، مؤكد أنه سيخوض: "منافسة شديدة مع مرشحين مختلفين منهم الفلول و الإخوان ورجال أعمال، فكون أن أحد هؤلاء فنانة استعراضية فهذا لا يضيرنا في شيء، لكنه حقها و لا يجرؤ أحد على منعها من ممارسته". ورفض "السيسي" الهجوم على سما المصري، مشددًا على أن صندوق الانتخاب أداة الحسم الوحيدة.