كتب - مي محمد: لا زال أهالي قرية "برج مغيزل" التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ يعيشون في حالة من الانتظار المشوب بالحزن لفقدهم 30 صيادًا من أهالي القرية والقرى المجاورة لهم في المياه الإقليمية الليبية، مطالبين الخارجية المصرية بالتدخل لعودة الصيادين الأربعة الذين تم إنقاذهم ومحاولة استخراج جثث الغرقى. وخرج الصيادون من قرية برج مغيزل منذ 10 أيام على متن مركبي صيد للعمل على مراكب مصرية ليبية في ليبيا وتعرضوا يوم الأربعاء الماضي لنوه في مياه البحر المتوسط بالمياه الإقليمية الليبية ونجا منهم 4 وتم إيداعهم أحد المستشفيات، وبدأت التحقيقات معهم في نيابة الخمس الليبية. واتصل رجب حسن العوام أحد الصيادين الناجين، هاتفيًا بزوجته مؤكدًا لها أن شقيقها أحمد عبد القادر لقي حتفه غرقًا مع بقية الصيادين وعددهم 32 صيادًا من قرية "برج مغيزل" والقرى المجاورة لها ومن الإسكندرية. ومن جانبه، قال غالي شحاتة من أهالي قرية برج مغيزل، إن من بين المتوفين الغارقين زوج شقيقته مشيرًا إلى أن الصيادين كانوا على متن مركبي صيد وكانوا في طريقهم للعمل على مراكب يمتلكها مصري وليبي وأرغمهم صاحب المركب الليبي النزول في مركبين لنقلهم للمركب الآخر الذي سيعملون عليه وأثناء نزولهم حدثت النوة مما أدى لغرقهم ونجا أربعة فقط تم علاجهم ثم تم إيداعهم السجن. وقال شحاتة إن القرية في سرادق كبير يخيم عليها الأحزان مؤكداً أن شقيقته في غيبوبة لوفاة زوجها أحمد عبد القادر ونحن لا نصدق الخبر، متسائلاً أين دور الدولة؟. وأضاف "هناك إهمال كبير من المسئولين فعندما يكون العدد الكبير من الصيادين مفقودين ولا نجد من المسئولين من ينفي الخبر دون أن يعرف حقيقة وخطورة الوضع الذي نحن فيه". وأشار إلى أن مراكب الصيد غير مقننة ولا توجد رقابة عليها، وقد راح ضحيتها المئات من الصيادين، مطالبًا بوضع قيود ورقابة عليها فمن تلك المراكب ما يهرب عليها السولار وقد استخدمت في إحضار أناس من تركيا ودخلوا العريش وحاربونا، مطالبًا بمقابلة وزير الداخلية والنائب العام. وقال غالي إن الصيادين كانوا متوجيهن للعمل على المراكب الليبية وغرقوا خارج المياه الإقليمية الليبية وصاحب المركب الليبي هو الذي أجبرهم على النزول من مركبي الصيد لنقلهم للمركب التي كانوا سيعملوا عليها. وأضاف "لابد من وقوف الدولة بجوار أهالي المفقودين ولا يقتصر الأمر على مجرد صرف ألفين جنيه لكل منهم بل لابد من رعاية أبناء هؤلاء الصيادين. و قال سعيد غريب من أهالي قرية "برج مغيزل"، قريب أحد المتوفين، "الوضع هنا بالقرية سيء وأهالي الصيادين فقدوا أولادهم ومن الصعب إجراء أي حوارات معهم، مضيفًا أن القرية مصدرها الصيد ويضطر الصيادين للتوجه في رحلات الصيد وكل يوم يتعرض للنوة ولا يضمن أي صيد أيعود من رحلته أم لا؟. وأضاف أن أي نوه من الممكن التأثر بها خاصة لو توقفت المركب بسبب عطل مشيرًا أن 4 صيادين نجوا من الغرق واتصلوا بنا وقالوا إن بقية الصيادين لا نعرف أي معلومات عنهم وهم الآن يتم التحقيق معهم . وقال غريب "كل منزل به مأساة فهناك صيادين أشقاء مفقودين وكل منزل به صياد مفقود أو أقارب صيادين مفقودين ومنهم من تربطهم علاقات نسب بصيادين لذلك فالقرية كلها تعيش في حالة حزن وألم، مشيراً أنه يجب على الدولة القيام بدورها تجاه أهالي الصيادين الذين فقدوا مصدر الرزق لهم". ومن جانبه، أكد أحمد نصار نقيب الصيادين بكفر الشيخ، أن قرية برج مغيزل تعيش في حالة من الحزن بسبب فقدها للصيادين، مشيرًا إلى أن الصيادين الناجين هم الذين أكدوا لنا أن بقية الصيادين تم فقدهم في مياه البحر بسبب إعصار شديد. وأضاف "نحاول إخفاء الخبر المألم عن بعض أهالي الصيادين كبار السن والمصابين بأمراض خطرة خوفًا عليهم من أثر هذه الفاجعة وبرغم ذلك هناك أحساس لديهم بأن شيئًا ما حدث لأبناءهم. وقال نصار إن الصيادين خرجوا للعمل في ليبيا على مراكب مصرية ليبية ولم نعلم عنهم شيئًا إلا من خلال الناجين. وطالب بمعاملة الصيادين في حالة الإعلان الرسمي بموتهم معاملة الذين غرقوا على مراكب بالقاهرة وصرف تعويضات ومعاش استثنائي لذويهم مشيراً أن المفقودين ينفقون على ذويهم خاصة أنهم فقدوا في مكان يصعب البحث عنه لدواعٍ أمنية وهناك خصومة بين السلطات الليبية ومن يسطرون على خمس لذلك لابد من تعويض الصيادين فهم مواطنون خرجوا من أجل لقمة العيش والدولة تقدر الظرف الذي أهالي الصيادين فيه. كما طالب نصار بإقالة وزير الزراعة لأنه دمر الثروة السمكية لأن استمراره سيؤدي إلى فقر قطاع الصيد وتشرد الصيادين، وطالب بفصل هيئة الثروة السمكية عن وزارة الزراعة مثل بقية دول العالم.