رايات العميان تعربد فى الميدان وتهلل فى الشاشات ِ وفوق البرج ِ وفى أفواه الحكَّائينَ وفى عربات المترو وتصُبّ عمًى... ودمًا ودخانًا هل أنت هنا بعيونٍ مثل عيون الصقر ِترى وبقلبٍ لم تأخذه النشالات وندّاهاتُ الصحرا؟ لتَشُدّ من الأدراج صِباكَ وسُترَةَ حربِكَ... وأغانيكَ وقمرًا معك من الأطراف أتى ليزيح َّ عمًى ويحاصِرَ غولا؟ أم دَهَسَك يأسُك فادّحرجتَ ورُحْتَ تباهى بالعميان أتوا ليصيروا حلا؟ قفْ... واقرأ ياسين وطه وسليمانَ ويوسفْ وقُل: الأعمى لا يُخْتارُ أميرا أو بحّارا أو حاملَ سيفْ لا تقُلِ الأعمى يبصر أحيانًا بيديهِ ويرسم حدا بين النخلةِ والعصفورِ ويعرفُ أن الحائط ليس امرأة والغيمةَ ليست سورا وله أن يلعب بالراياتِ ويَجْرى خلف عَصاهُ ويحملَ رُتْبةَ شيخ ٍ أو جنرال ويقودَ قطارا لا تقُلِ: الأعمى بالأذنين يرى ويَشُد ُّ من الأصواتِ كصيادٍ محترفٍ قمرًا وطيورًا ومحارَا وله أن يبحث عن جناتٍ فى الصحراءِ وناس ٍكملائكةٍ ساروا فوق الرمل وطاروا الأعمى سوف يظلُّ أسيرَ عصا وحوائطَ وأساطيرَ وسوف تظلُّ الظلمة قفصًا لهْ هل تسمع فى الميدان أناشيدَ العميان ِ وتلمح فى مرآتك صورَ المقتولينَ وبعضَ ظلال القَتَلة؟