إريك تراجر: على الولاياتالمتحدة محاسبة الجماعة لأن هذا هو الشىء الصحيح عقد المجلس الإسلامى الأمريكى الخميس الماضى ندوة بعنوان «عامان بعد التحرير»، بحضور عدد من الخبراء، وأبرزهم إريك تراجر، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ودوايت بشير من اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، وصفى الدين حامد من تحالف المصريين الأمريكيين. أدار جون بينا من المجلس الإسلامى الأمريكى الندوة، وقال فى كلمته الافتتاحية إنه على الرغم من الإحباط المصاحب لمرحلة مصر الانتقالية حتى الآن، لا يزال هناك احتمال فى تحسن الأمور. وأضاف أنه بينما أصبحت مصر أكثر إسلامية، إلا أنها انتقلت من الديكتاتورية إلى الديمقراطية. تراجر تحدث فى كلمته عما شهده فى ميدان التحرير، وعبر عن إحباطه لما حدث بعد ذلك. وأشار إلى أن هناك عديدا من الأسباب التى تقف وراء مخاوف الأقليات الدينية فى مصر. تراجر أوضح أن السبب الأول هو تزايد العنف ضد الأقباط والهجمات على الكنائس، لافتا إلى صمت إدارة أوباما حيال ذلك. أما عن السبب الثانى، فقال تراجر إن الدستور الجديد يشمل حقوق الأقليات، مستطردا أن هناك عددا من الفقرات التى تميز الإسلاميين. السبب الثالث أن تصريحات الإخوان المسلمين تلقى لائمة الاحتجاجات العنيفة الأخيرة على الأقباط. مضيفا أن بعض مواقع الإنترنت الخاصة بالإخوان والسلفيين كشفت كثيرا من الاتهامات ضد الأقباط والمظاهرات المعادية للإخوان. كما أشار إلى أن الأقباط يرحلون من مصر بأعداد كبيرة. وطالب تراجر الولاياتالمتحدة بمحاسبة الإخوان لسببين، الأول أن هذا هو الشىء الصحيح للقيام به، والثانى أنه على الولاياتالمتحدة إعادة التفكير فى إجماع واشنطن من أن عدم التحدث ضد مرسى والإخوان سيجعلهم بطريقة ما أصدقاء. تراجر أشار إلى أن أى شخص قرأ الوثائق التاريخية والحالية للإخوان يمكنه أن يعرف أنها معادية للغرب. مضيفا أن الجماعة تسعى إلى أسلمة الفرد أولا، ثم المجتمع، ثم الدولة، ثم فى النهاية العالم. تراجر قال إنه لا يعتقد أن الإخوان يمكن أن ينجحوا، لكن إذا تمكنوا من تعزيز السلطة داخليا، ربما يبدؤون فى تبنى سياسة خارجية تتحدى أمريكا استراتيجيا. أما دوايت بشير، فبدأ كلمته بالتحدث عن الأمور الإيجابية التى شاهدها عندما زار مصر فبراير الماضى. حيث أشار إلى اتحاد الأقباط والكاثوليك والبروتستانت وتشكيل مجلس الكنائس المصرية، قائلا إن هذا هو الاتحاد الأول من نوعه. كما أشار إلى اتخاذ الأزهر دورا معتدلا. صفى الدين حامد، من جانبه قال إن المرحلة الانتقالية فى مصر بدأت كثورة ثم أصبحت تتطور بطيئا. مضيفا أن هناك صراع «جهالات» لا «حضارات» فى مصر. وتابع قائلا إنه من غير العادل الحكم على الإخوان بينما تظل المرحلة الانتقالية فوضوية وقيد التطور، لأن «مصر كانت أسوأ من مزبلة»، على حد قوله، بعد 30 عاما من حكم مبارك، و30 عاما قبل حكمه. كما أوضح حامد أن الأزهر يحتاج إلى الإصلاح. وأضاف أن كلمة «خوف» أصبحت الكلمة الأساسية فى مصر اليوم، لأنه على الرغم من الإطاحة بالدولة البوليسية الخاصة بمبارك، لا يزال الخوف موجودا بين الشرائح المختلفة للمجتمع. لافتا إلى أن الثورة كشفت ضعف المعارضة. مضيفا أنه يريد أن يطرح سؤالا على مرسى وهو: «ما إذا كان لديه الشجاعة الأدبية والرغبة السياسية لإعلان الحاجة إلى تغيير نموذجى فى الإخوان كما فعلت الفصائل الإسلامية الأخرى.