ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الفيروسية والكبدية بين الأهالي.. وتلف الأجهزة الكهربائية أخطر الأضرار هنا في قرية كفر عطا الله، التابعه لمركز بنها، والتي تبعد عنها ب13 كيلو متر، لا رائحة تعلو على رائحة مصرف القليوبية العمومي، الذي يخترق القرية لمسافة طويلة، ويمر بها وبعدة قرى مجاورة لها، هي قرى كفر العرب وكفر فرسيس وعزبة صابر الكبرى والصغرى وعزبة أبو جودة وكفر الحمام وعزبة أبو حشيش والورثة والملى، هنا في كل هذه القرى والعزب يعيش أهلها مأساة حقيقية، بداية من انتشار الأوبئة والأمراض الفيروسية بينهم، نهاية بالروائح الكريهة والغازات السامة والمدمر لأجهزتهم المنزلية والإلكترونية علاوة على انتشار كميات كبيرة من الباعوض والناموس والفئران التي تطردهم من منازلهم ليلًا ونهارًا. «التحرير» التقت ببعض الأهالي الذين روا مأساتهم، الدكتور محمد زيدان، خبير الطب الشرعي، ورئيس مركز 25 يناير لحقوق الإنسان، أكد أن هذا المصرف يبدأ من القليوبية وينتهى ببحيرة المنزلة، ونظرًا لعجز الحكومة عن تغطيته أمام الكتل السكنية التي يخترقها، تسبب في فتح شهية أهالي القرى الواقعة عليه، والتي عانت طويلًا من عدم وجود صرف صحي لديها، فقامت بإنشاء خطوط صرف صحى لمنازلهم على نفقتهم الخاصة، وألقوها داخل المصرف مباشرة دون معالجة، ما تسبب في تلوث المياه، علاوة على قيام كثير من المصانع التي يمر من أمامها بصرف مخلافاتها الصناعية والكيماوية عليه، وكذالك محطات الصرف الصحى بقليوب وشبرا الخيمة. واختلطت مياه صرف الأراضي بمياه الصرف الصحي، والتي تفاعلت مع بعضها ونتج عن تفاعلها خروج غازات سامة ونفاذه من المصرف، كغاز الميثان والإيثان وكبريتيد الهيدروجين، الذي يتأكسد بدوره ويتحول إلى حمض كبريتيك "ماء نار"، والذي يتسبب في تأكل مستمر لكل الأجهزة المنزلية والإلكترونية والكهربائية وأطباق الدش لأهالي القرى والعزب الواقعة عليه، ناهيك عن تآكل أسلاك التليفونات النحاسية، والتي تسبب في أعطال مستمرة للتليفونات وأجهزة السنترالات للقرى المار بها هذا المصرف. ويضيف رجب إبراهيم محمد، وكيل معهد أزهري، أن هذا المصرف يشبه الثعبان الأسود، الذي ينفث سمومه في أهالي القرى الواقعة عليه حيث يحتوى على كميات كبيرة من الناموس والباعوض والفئران، والتي تهددنا وتهدد أطفالنا من العيش في منازلنا، علاوة على أن هذا المصرف تسبب في انتشار الأمراض الصدرية وأمراض الحميات والعيون والفيروسات الكبدية التي انتشرت بشكل كبير بين معظم أبناء القرى الواقعة عليه، بسبب ما يسببه هذا المصرف من تلوث. وطالب أجهزة الرى بالقليوبية من سرعة تغطية مجراه الذى يمر داخل الكتل السكنية. ويشير محمود عطيه فلاح، من قرية كفر عطا الله، إلى أن "الغازات الكبريتية المنبعثه من هذا المصرف، والتى زادت بشكل كبير خلال موجة الحر التي تشهدها البلاد، تسببت فى تآكل المصوغات الذهبية لنسائنا علاوة على تأكسد العملات المعدنية من النقود"، أما أحمد السيد إبراهيم، أمين شرطة، فيؤكد أن "الحل الوحيد فى تخفيف ما نعانيه من مأساة بسبب هذا المصرف هو تحويله من صرف مكشوف إلى صرف مغطى، علاوة على تطهير هذا المصرف بصفة مستمرة نظرًا لوجود كميات كبيره من الصرف الآدمي المترسبة في قاع المصرف، والتي تكون مقبرة لأطفالنا وشبابنا الذين يسقطون فيه ولا نستطيع إنقاذهم منه". وأضاف أنهم طالبوا المسؤولين مرارًا وتكرارًا لإنقاذهم من تأثيرات هذا المصرف الصحية والبيئية، التي لوثت كل ما حولنا من أراضي وتثببت في انتشار أمراض الملاريا والفلاريا بين معظم أبناء القرى والعزب الواقعة عليه، ولكن لا حياة لمن تنادي. من ناحية أخرى، أكد المهندس رضا مهدي، وكيل وزارة الري بالقليوبية، أن "مصرف القليوبية الرئيسي مجرى مائى كبير حيث أن عرضه 30 متر، وتغطيته فنيًا مستحيله سواء داخل أو خارج الكتل السكنية مضيفًا، أننا نقوم فقط بتهزيبه وتطهيره بصفه مستمره".