اشتكى صيادو بحيرة قارون، بمحافظة الفيوم، من أن نسبة التلوث في بحيرة قارون ارتفعت بنسبة كبيرة جدًا خلال الآونة الأخيرة، ما أدى إلى نفوق الأسماك في البحيرة وتدمير حياة الصيادين الذين ليس لهم مصدر دخل آخر سوى الصيد، ما يضطرهم إلى السفر إلى أسوان للعمل بالصيد هناك وتعرضهم للوفاة في حوادث الطرق، فقد لقي 32 شخصًا من صيادي الفيوم مصرعهم العام الماضي في حادث تصادم سيارتهم بسيارة أخرى أثناء عودتهم من أسوان. وأكد سعيد أحمد عبد الغني، أن الصيادين يعانون جدًا، و"البركة مفيهاش زريعة خالص، والمياه ملوثة وملوحتها عالية جدًا ومفيش ميه حلوة نازلة عليها"، موضحًا أنهم اشتكوا كثيرًا ولم يسأل أحد عنهم، لافتًا إلى أن الصرف الصحي ينزل في البحيرة مباشرة، كما أن شركة الملاحات "أميسال لاستخراج الأملاح المعدنية" تلقي مخلفاتها الصلبة في البحيرة، ما رفع من نسبة التلوث والملوحة في البحيرة، ولم يعد يحصل إلا على 100 جنيه يوميًا توزع على 5 "عراقين" وهم الأطفال الذي يعملون معه على المركب في رمي الشباك. وأضاف أن معاناتهم بدأت منذ عامين، عندما بدأ يزداد التلوث، ما تسبب في نفوق الأسمك بالبحيرة، وقلتها سواء الفحار أو موسي أو بركاوي، أو البلطي، أو البوري، أو أبو شويط، موضحًا أن هناك "دودة" تمتص خياشيم السمكة وتقتلها، وعندما يجمعون الشباك يجدون الأسماك ميتة بداخله، موضحًا أنهم طالبوا بتعويضهم ولم يسأل أحد عنهم، كما أن هيئة الثروة السمكية لا تسأل فيهم، موضحًا أن مهنتهم الوحيدة هي الصيد فقط، وليس لديهم أراضي أو أي مهنة أخرى يأكلون منها، لافتًا إلى أنه يخرج إلى البحر مرتين الأولى بعد العصر لرمي الغزل، والثانية الفجر لإيجاد حلول لمشاكلهم. وأضاف فؤاد دسوقي حسن، صياد، أنّ الصرف الصحي والملاحات "خربت بيوتهم" والمياه تحولت إلى طين ومياه حمراء، كما أن الغزل يفسد من المياه بالرغم من أنهم اشتروه ب 8000 جنيه، ولم يسددوا ثمنه حتى الآن، وهم غير قادرون على توفير لقمة العيش لأبنائهم، موضحًا أن محافظة الفيوم بالكامل تلقي صرفها بدون معالجة في البحيرة، بالإضافة إلى الكافتيريات والمنتجعات السياحية، والفنادق. وتابع قائلًا: "إحنا تعبنا، وروحنا أسوان من الجوع، ومحدش سأل فينا، ومحدش مهموم بينا المسئولين بيقبضوا من الحكومة ومش فارق معاهم حد وإحنا نولع، وإحنا لا حول لنا ولا قوة، ومش لاقيين نلبس حتى، والمحافظ الجديد مشفنهوش ولا نعرف شكله حتى، ومشاكل البحيرة زادت من يوم ما شركة الملاحات والصرف الصحي بدأوا ينزلوا مخلفاتهم في البركة". وذكر محمد أبو سنهابي، صياد، "السمك بيخرج ميت، والدودة مموتاه وريحته معفنة، واللي خرب البركة الدودة والصرف الصحي، ومنعرفش الدودة دي جات منين، مع الذريعة ولا من الصرف الصحي، والدودة ظهرت مع بداية السنة، وبتزيد كل يوم، ومحدش بيسأل فينا أو يساعدنا"، موضحًا أن نقيب الصيادين لا يدافع عنهم أو يسأل فيهم، والأعضاء لا يهمهم إلا مصلحتهم فقط، موضحًا أن كمية السمك الآن لا تتعدى ربع كمية السمك التي كانوا يصطادونها قبل ذلك. وطالب أبو سنهابي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالنظر إلى حالهم وحل مشاكلهم، فهم انتخبوه ومنحوه أصواتهم آملين في حل مشاكلهم والاهتمام بهم، متمنيًا حضوره إليهم، وأن يرى مشاكلهم بعينه، وهم سيروه كافة مشاكلهم التي يعانون منه، موضحًا أنهم مرضى ولا يجدون المال الذي ينفقونه على علاجهم، قائلًا: "الصيادين في مجاعة". وأضاف أن المياه الملوثة أصابتهم بأمراض جلدية، وأمراض سرطان الجلد بسبب ارتفاع نسبة الملوحة والتلوث، كما أن معظم الصيادين مصابين بالفيروس الكبدي.