الاحتلال لم ينجح في إفساد فرحة الفلسطينيين بالاحتفال بأعيادهم، رغم القمع والاغتيال والقهر المستمر منذ عشرات السنوات، خرج الفلسطينيون المسيحيون أمس للتعبير عن ابتهاجهم بأحد الزعف، لإحياء ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس وفقا للمعتقدات المسيحية. واحتفلت الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الغربي بالعيد، وترأس هذه المناسبة الدينية رؤساء الكنائس في المدن الرئيسية في بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور قداسا احتفاليا بمشاركة أبناء الرعية، ثم تبريك سعف النخيل، وعمل دورة في باحات الكنائس، ومن ثم تقبل التهاني، ووصلت قمة الاحتفالات في مدينة القدس من خلال انطلاق المسيرة الكبرى التي ترأسها البطريرك فؤاد طوال بطريرك القدس للاتين، بمشاركة لفيف من المطارنة ورجال دين وسط ترانيم دينية. من جانبها أكدت حنان عشراوي -عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن «القدسالشرقية هي العاصمة المحتلة لشعبنا الفلسطيني، وأن حرية العبادة هي حق أساسي من حقوق الانسان، وهو مكفول لمواطنينا المسيحيين والمسلمين كافة ، ويتم انتهاكه بشكل ممنهج ومتصاعد من قبل قوة الاحتلال». وقالت «هذا العيد هو مناسبة دينية ووطنية ، وهو وقت للعبادة والاحتفال الجماعي، ونرفض حرمان العديد من الطوائف الفلسطينية المسيحية من أبسط حقوقم الانسانية وفي مقدمتها حرية العبادة في عاصمة دولتهم المستقبلية »،واستنكرت عشراوي إمعان قوة الاحتلال في منع ابناء شعبنا المسيحيين من الدخول الى مدينة القدس، وتدهور الوضع العام بسبب السياسات الاسرائيلية غير القانونية". ودعت عضو اللجنة التنفيذية «أبناء شعبنا في القدسالمحتلة والحجاج والسائحين الدوليين إلى تمثيل أخوتهم المسيحيين في فلسطين، والذين يبعدون بضعة كيلومترات عن القدس، ويمنعون بشكل متعمد من المشاركة في مناسبة أحد الشعانين، واحتفالات عيد الفصح المجيد». وقد منعت اسرائيل، منذ احتلالها لمدينة القدسالشرقية عام 1967، ملايين الفلسطينيين والعرب من حقهم في الوصول الى القدسالشرقية، ولم تصدر إلا عدداً محدوداً من التصاريح خلال بعض المناسبات المقدسة.