الضربات «الموجعة» التى نفذتها مؤخرا أجهزة الأمن ضد من ينتمون حتى الآن إلى تلك العصابة الإرهابية، التى تحمل اسم «جماعة الإخوان» أسهمت وبشكل كبير فى إرباك ما تبقى من قادة تلك الجماعة خارج السجون، بل إنها وبكل تأكيد تسببت أيضا فى إفساد العديد من الخطط «الجهنمية» التى تم إعدادها بخبث شديد للتنفيذ فى توقيتات «حرجة»، وفى مقدمتها بالطبع تلك الفترة التى سبقت الإعداد للحدث التاريخى الأهم على الإطلاق، وهو حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، تلك القناة التى كان ولا يزال أعضاء «الإرهابية» يقللون من شأنها، ويصفونها ب«الترعة» أو «الطشت» فى بعض الأحيان، بعد أن عميت قلوبهم وأبصارهم على حد سواء، بينما يراها العالم نقلة نوعية فى حركة التجارة العالمية. نعم، لقد نجحت أجهزة الأمن خلال الفترة القليلة الماضية إلى حد كبير فى عرقلة خط سير أعضاء الجماعة الإرهابية أو حتى المتعاطفين معها، وذلك بعد القيام ب«كسر عين» قادتها ورموزها الذين كانوا يطلقون على أنفسهم «دعاة الشرف والفضيلة»، فتلك المستندات التى تم تسريبها إلى وسائل الإعلام، التى تفضح علاقات أعضاء تلك الجماعة «المشينة» بدول أجنبية وبدول عربية أيضا كانوا قد أبرموا معها اتفاقات «غير منطقية» جاءت بالطبع على حساب «شرف» الوطن ووحدة وسلامة أراضيه. وعلى الرغم من ذلك فإننا ما زلنا نشاهد فى وسائل الإعلام الناطقة باسم الإرهاب، التى تعبر عن وجهة نظر تلك الجماعة «المحظورة» تتحدث عن مسيرات رافظة للنظام، وهى فى حقيقة الأمر مسيرات لا وجود لها إلا فى عقولهم المريضة، فحتى وإن خرجت بالفعل بعض المسيرات «المزعومة» فإنها تضم أعدادا لا تزيد على أصابع اليدين، وهم قلة منحرفة يخرجون من أجل «لقمة العيش» الحرام، لأنهم يقبضون من أسيادهم ثمن قيامهم ب«العكننة» على المواطنين البسطاء فى الشوارع، وفى البيوت أيضا، فما ذنب الأسر «المحترمة» التى أصبحت تسمع عبارات السباب والشتائم، وهم داخل منازلهم؟ فقد دأب أعضاء هذا التنظيم الإرهابى على التفوه بألفاظ خادشة للحياء، خصوصًا وهم يهتفون ضد رجال الشرطة وجنود القوات المسلحة الذين هم فى حقيقة الأمر أشرف منهم بكثير، فهم على الأقل يعرضون حياتهم يوميا للخطر حيث يؤدون واجبهم لحفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة ووقف نزيف العمليات التخريبية، التى تتم تحت إشراف أصحاب «اللحى الطويلة»، تحت ستار الدفاع عن الإسلام وهم فى حقيقة الأمر أبعد ما يكونون عن الدين الصحيح وعن تعاليم الإسلام السمحة. والشىء المؤسف حقا أن بعض تلك المسيرات «المحدودة» قد تحولت إلى مايشبه «وصلة ردح» لم نكن نسمعها من قبل إلا حينما يقودنا حظنا العاثر وندخل «دون قصد» فى إحدى المناطق المشبوهة، وهى للأسف الشديد عبارات لا يجب أن تصدر على الإطلاق ممن يتحدثون باسم الدين والذين تكسو جباههم «زبيبة» الصلاة التى ربما تكون هى أيضا من صنع «الفوتوشوب» لتكتمل عناصر الخداع، الذى عشناه فى ظل حكم الإخوان، فها هم يصرون على الخروج فى مسيرات «غير السلمية» حتى وإن كانت محدودة إلا أنها تمثل اعتداءً صارخا على هيبة الدولة، ضاربين بقانون تنظيم التظاهر عرض الحائط، وكأنهم يقولون «يا قاتل يا مقتول». لذا أرى أنه ما دام وصل بهم الأمر إلى هذا الحد من التهور والاستهانة بالدولة، فقد آن الأوان لنختار لهم الخيار الثانى، وهو «مقتول» إن شاء الله، حتى يتم «تنظيف» الشارع المصرى من هذا الانفلات، ونعيد الحياة مجددا إلى جسد الوطن، الذى تألم كثيرا وعانى كثيرا من جراء أفعالهم المشينة، التى لن يغفرها لهم الله، والتى سيظل التاريخ يذكرهم من أجلها بكل «سوء»، ويصفهم بأحط الأوصاف على الإطلاق.