غالبًا فإن «الصك تفضحه عيوبه»، وتحويل مقدرات وثروات الشعوب والأوطان إلى «صكوك» وأوراق قذرة تُباع على الأرصفة للسطيحة والنطيحة وما أكل السبع والمتردية، أمر صعب جدا ودونه الدم وخرط القتاد، لكن عصابة الشر السرية التى تحكمنا حاليا بالعافية والتلفيق والتزوير يهوّن عليها كل صعب ومن عادتها استباحة أى حرام، لذلك خرطت قلوبنا بدم بارد وصكّت الوطن على قفاه صكا شديدا، وأنجزت مهمة «تصكيك» ممتلكاته بخفة وسرعة يحسدها عليها أشطر النشالين وأشدهم جرأة وتهورا وحماقة. ومع ذلك فما كدنا نتلقى صدمة «التصكيك»، وبينما ما زلنا نتحسس ملمس كف «الصك» الساخن الذى هبط على أقفيتنا حتى داهمتنا حقيقة أن لا شىء ينافس «الصكوك» فى السهولة واليسر إلا «التوفيق» و«الترخيص» للجماعات السرية والعصابات الفاشية، وأن هذين النوعين من المنظمات والتشكيلات الإجرامية يكفيها للفوز بالرخصة أن «يوفقها» المولى تعالى فى العثور على وزارة شؤون اجتماعية غلبانة وبنت حلال وعايزة تعيش، تقبل أن تكون وزارة ملاكى من النوع الذى يهوى جمع الطوابع وتربية الخنازير وممارسة «التوفيق» و«الترخيص» غير القانونى بالليل والدنيا ضلمة. إذن، كما ترى حضرتك، كل حاجة سهلة وأيسر وأخفّ من شكة الدبوس فى كرش الوطن.. لهذا هيا بنا نشارك فى زفة الزواج الباطل بين «العصابة» السرية و«الدولة» المصرية، وتعالوا ننشد أغنية تصلح أن يرقص على أنغامها الأشرار قبل أن يندحروا ويندفنوا ويغوروا فى ستين داهية. ومع عظيم الاعتذار للشاعر الكبير الراحل أحمد رامى عن استعارة مطلع قصيدته «الصبُّ تفضحه عيونه» واللعب فيها لتناسب أنشودة «التصكيك والتوفيق»، دعُونا نغنى: الصك تفضحه عيوبه والبيع برخص التراب فى ثروات الوطن أمر تهون على «الجماعة» ذنوبه و«الرخصة» الليلية للعصابة وإن ظنوه سبيلا للهروب من الفضيحة فالمليارات المخفية عن الرقابة تهتك فورا ستر الجريمة ** ثم إن.. لكل داء دواء يُستطَبُّ به لكن علة الكذب والنصب والملاوعة عيب خلقى فى «الجماعة» وُلدت به.. من رِحِم بؤس الروح والعقل ** جيل خلف جيل خلف جيل سلسال شبَّ فى الجلافة ودياجير الظلام والآن (على رأى رامى) يهتاجنا نوح الحمام وقد صارت مصر كذبيحة.. على مائدة اللئام ** و«الصك» على قفا البلدِ لو ظننتموه يهدى مقدراتنا للحرامية فحسابكم العسير آتٍ غدًا يا «إخوانجية» فأما «التوفيق» و«الترخيص» المفبركَين فليسا أبدا من اجتماعية «شؤونكم» ولن تفيدكم أو تنجيكم من قدر ومصير محتوم فيا أيها الأغبيا.. التراخيص المزورة الليلية لا تمنح الجرائم بحق الأوطان.. مشروعية ولا شرعية.