السناوى: التخلى عن الديمقراطية طعن فى شرعية السيسى.. ومحاربة الإرهاب تحتاج إلى إطلاق الحريات المصريون لن يسمحوا بحاكم ديكتاتور جديد، وسيقف ضد أى رئيس يحاول مصادرة حقوقه وحرياته، هذا ما ذهب إليه عدد من السياسيين، بخصوص التخوفات من تحول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ديكتاتور. وقالت كريمة الحفناوى القيادية بالحزب الاشتراكى، إن الشعب لن يسمح بوجود ديكتاتور أو حاكم لا يعترف بالديمقراطية بعد ثورتين قام بهما ليحصل على حقوقه كاملة، من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، وأضافت بأن الفرحة التى عمت الناس لافتتاح قناة السويس الجديدة طبيعية بل وتلقائية من شعب يعشق الحياة ويقدسها، ولكن هذا الشعب الأبى لن يبيع حريته بإنجازات، فالديمقراطية شرط أساسى للبناء والإنجاز، وإلا فلن تتقدم مصر خطوة واحدة . الحفناوى أشارت إلى أن الرئيس أكد فى خطابه خلال افتتاح القناة ضرورة بناء دولة مدنية تعمل الدستور فى كل أمورها، وتعامل المواطنين سواسية دون تفرقة ولهذا «فلا أتوقع أن يتحول الاحتفال بالإنجازات إلى صناعة نظام ديكتاتورى، فالناس الآن تنتقد وتكتب رأيها بحرية». من جهته قال الكاتب الصحفى عبد الله السناوى، إنه لا تناقض بين الديمقراطية والاستقرار، فالديمقراطية مدخل ضرورى للبناء، والديمقراطية تعنى إنفاذ الدستور والتزام مؤسسات الدولة بواجباتها تجاه المجتمع والتخلى عن الديمقراطية طعن فى شرعية الرئيس السيسى، مشيرا إلى أنه لو تخلى المجتمع عن الديمقراطية فى سبيل الإنجازات فهو يرتكب خطأ بالغا فى حق نفسه وفى حق الأجيال القادمة فى ظل دولة تحارب الإرهاب. وأضاف السناوى بأن محاربة الإرهاب تستدعى وجود الديمقراطية وإطلاق الحريات جنبا إلى جنب مع استمرار الإنجازات، فهذه هى مقومات الاستقرار، لأن دولة العدالة والبناء والحرية تتكامل فى بناء نموذجى دستورى يلهم الدولة فى محاربة الإرهاب، لأن ما يطلبه الإرهاب هو تقويض للدولة. وأوضح أن السيسى أكد أن إرادة المصريين التى انتصرت فى ظل وجود حرب على الإرهاب، وهذا يدل على معرفة الرئيس ودرايته بمدى قوة هذا الشعب الذى لا يمكن لأحد أن ينتصر عليه أو يسجنه داخل بوتقة معينة، مؤكدا أن السيسى تحدث فى خطابه عن الدولة الديمقراطية الحديثة، وهذه خطوة فى طريق الألف ميل من الإنجاز، ولفت إلى أن اراتداء السيسى الزى العسكرى خلال الاحتفال لا يصنع منه ديكتاتورا، بل هو أمر عادى، حيث إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات سبق أن ارتدى الزى العسكرى خلال حرب أكتوبر عام 1973، وزى البحرية خلال أحد الاحتفالات. أما مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، فقال إن هناك خطوات سبقت الاحتفال بتوسيعات قناة السويس، أكدت نية المصريين صناعة ديكتاتور جديد، وأن ارتداءه الزى العسكرى أمر طبيعى، ولا يخالف الدستور، فهو القائد العام للقوات المسلحة، ولفت إلى أن صناعة الديكتاتور تعنى عدم إجراء انتخابات برلمانية وعدم تعديل الدستور وتأسيس أنصار الرئيس حزبا سياسيا للدفاع عنه، وعدم الإفراج عن المحبوسين فى قضايا تخص إبداء الرأى والتظاهر، مشددا على أن هذه الأمور هى ما تؤسس بالفعل لوجود حاكم ديكتاتور. من جهته قال شادى الغزالى حرب أحد شباب الثورة، إن الإفراج عن المحبوسين فى قضايا تظاهر، وإلغاء قانون التظاهر هو شرط عدم صناعة ديكتاتور جديد، وإلا سنجد أنفسنا أمام نظام يشبه نظام حكم مبارك يستبد بهذا الشعب، وأضاف بأن «الأفورة الشعبية» فى الفرحة باحتفال توسيعات مشروع قناة السويس تؤكد أن الشعب المصرى باع الديمقراطية والحرية فى سبيل حفنة من الإنجازات، التى لن تدر عليه أى دخل وهى ليست له فى الأساس.