فى الوقت الذى وقف فيه الآلاف من أهالى المحلة الكبرى، دقيقة حدادا على روح خالد جمال عبد الناصر، كان أحد مندوبى مباحث جهاز أمن الدولة «المنحل»، الذى يسمى «الأمن الوطنى» حاليا، جالسا على مقهى شعبى مجاور، يراقب ما يدور فى مؤتمر جماهيرى، نُظِّم لدعم حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. أنصار صباحى، من أهالى المحلة الكبرى، لم يكترثوا بمندوب الأمن، وحرصوا على مرافقة ضيفهم، فى أداء صلاة العصر، بمسجد «أبو الفضل الوزيرى»، ثم زيارة كنيسة «مار جرجس» المواجهة للمسجد، ولقاء كاهنها القمص داوود رمزى، وعدد من شبابها، وهناك قال إن الحفاظ على الوحدة الوطنية «واجب مقدس، يستحق الدفاع عنه، من أجل النهوض بالدولة المصرية». بعدها، زار صباحى محمد حسن الزغبى، آخر سجناء أحداث إضراب «6 أبريل» فى عام 2008 فى المحلة الكبرى، فى منزله قبل أن يتجه إلى المؤتمر الذى تم تنظيمه مساء أول من أمس فى منطقة «صندفا» أقدم مناطق مدينة المحلة. «الثورة لم تكتمل حتى الآن، فهى لم تشبع الجوعى فى مصر». قال صباحى، مضيفا «أن الشعب الذى قام بالثورة لم يتسلم السلطة بعد، ولم يبن نظاما جديدا يحقق مطالب الثورة». مشيرا إلى أنه لو أصبح رئيسا للجمهورية، سيحتفل بعيد العمال كل عام فى المحلة الكبرى «التى علمت المصريين النضال». موضحا أنه سيعمل على تحقيق أركان المواطنة، سواء الحق فى الغذاء أو السكن أو العلاج أو التعليم أو العمل أو الأجر العادل. المرشح الرئاسى، المعروف بعدائه للكيان الصهيونى والتطبيع، جدد موقفه الرافض لتصدير الغاز إلى إسرائيل، لافتا إلى أنه سيدعم المقاومة العربية المشروعة ضد الكيان، سواء فى لبنان أو فلسطين، بما فيها حركة «حماس» و«حزب الله» اللبنانى. وأضاف أن مصر «ستكون حرة، عندما يأخذ الرئيس تعليماته من الشعب، لا من البيت الأبيض الأمريكى». أما مصير «كامب ديفيد» فى نظر صباحى وفى برنامجه الانتخابى للرئاسة، فسيحدده الشعب المصرى الذى لن تستطيع أى قوة بعد الثورة أن تقف أمامه، حيث يعتزم المرشح للرئاسة، حال فوزه، طرح الاتفاقية على مجلس الشعب الجديد المنتخب، ليحدد مصيرها. القيادى العمالى كمال أبو عيطة، رافق صباحى فى جولته بالمحلة الكبرى، وقال إنه لولا غضب واحتجاج عمال غزل المحلة، لما تحركت جميع شركات ومصانع مصر. مطالبا بوضع حد أدنى وأقصى للأجور الذى يمكن تمويله من الموازنة العامة