في الوقت الذي وقف فيه الجميع دقيقة حداد على روح خالد جمال عبد الناصر ، كان حمادة السايس – مندوب أمن الدولة السابق والأمن الوطني الحالي – في مقهى شعبي مجاور يستعد لصياغة تقريره عن المؤتمر الشعبي الأول لحملة دعم المناضل الناصري حمدين صباحي – مؤسس حزب الكرامة والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية – في المحلة الكبرى ، في أول ظهور لأمن الدولة في المؤتمرات السياسية بعد الثورة. صباحي أدى الصلاة بمسجد أبو الفضل الوزيرى ، ثم اتجه إلى كنيسة مارى جرجس التي تقع أمام المسجد ، بعدها ذهب لزيارة محمد حسن الزغبى – السجين الأخير في أحداث 6 أبريل بالمحلة – داخل منزله ، وذلك قبل أن يتجه إلى المؤتمر الذي تم تنظيمه بمنطقة صندفا – مساء أمس الاثنين 19 سبتمبر -. "الثورة لم تكتمل حتى الآن ، فهي لم تشبع الجوعى في مصر" قالها صباحي ، وأضاف "الشعب الذي قام بالثورة لم يصل إلى السلطة ، ونحن في مرحلة انتقالية بعد أن أسقطنا النظام الفاسد ، ولكن لم نبنى نظاما جديدا يحقق مطالب الثورة" ، مشيرا إلى أنه لو أصبح رئيسا للجمهورية سيحتفل بعيد العمال كل عام في المحلة لأنها هي التي علمت المصريين النضال. صباحي أكد أنه سيعمل على تحقيق حقوق المواطنة سواء الحق في الغذاء ، أو السكن ، العلاج ، التعليم ، العمل ، الأجر العادل بتحديد حد أدنى وأقصى للأجر ،وشدد على ضرورة القضاء على المحسوبيات والتوريث التي ميزت عهد المخلوع مبارك ، موضحا أن مصر ستكون حرة عندما يتخذ الرئيس تعليماته من الشعب وليس من البيت الأبيض الأمريكي. أكد صباحي على موقفه المناهض لتصدير الغاز إلى إسرائيل ، لافتا إلى أنه سيدعم المقاومة ضد إسرائيل سواء في لبنان أو فلسطين بما فيها حركة حماس وحزب الله ، مشيرا إلى أن مصير اتفاقية كامب ديفيد سيحدده الشعب المصري الذي لن تستطيع أي قوة بعد الثورة أن تقف أمامه ، موضحا أن حربه لن تكون مع إسرائيل بل مع الفقر والفساد. الكادر العمال كمال أبو عيطة أكد أن لولا تحرك عمال غزل المحلة لما تحركت جميع شركات مصر ، مطالبا بوضع حد أدنى وأقصى للأجور الذي يمكن تمويله من الموازنة العامة ، مشيرا إلى أن الأجور كانت تمثل حاليا 22% من الدخل العام بعد أن كانت 48% ، مشددا على ضرورة تحقيق حلم العدالة الاجتماعية ، ورأى أن الثورة تأخرت منذ أحداث 18 و19 يناير عام 1977.