سفيرة الأمريكية: الإخوان محدودو الفكر.. والوضع الاقتصادى ينهار.. والمعارضة بلا قائد.. والجيش يرفض العودة إلى المشهد السياسى «الإخوان محدودو الفكر والوضع الاقتصادى ينهار والمعارضة بلا قائد»، لم تكن هى التصريحات الوحيدة التى فاجأت بها السفيرة الأمريكية، النشطاء السياسيين، فى اجتماع مغلق دار فى إحدى قاعات فورسيزون بالإسكندرية، فبعد أن استعرضت المشهد السياسى والوضع العام المرتبك فى مصر كشفت أن «الولاياتالمتحدة لم تكن تتوقع الأداء المتواضع وعدم الخبرة لجماعة الإخوان المسلمين فى إدارة شؤون البلاد»، مؤكدة أن «الاقتصاد المصرى ينتقل من سيئ إلى أسوأ، وهو على وشك الانهيار، مما ينذر بسقوط الدولة المصرية». كما رصدت «انخفاضا ملحوظا وحادا لشعبية جماعة الإخوان داخل الشارع المصرى، فى مقابل ارتفاع واضح لشعبية السلفيين»، لكنها أبدت تحفظها على آرائهم وأفكارهم السياسية، وأشارت إلى أن «مشكلة المعارضة فى عدم وجود قائد له كاريزما يستطيع قيادتها، ورغم الدور الذى لعبه الدكتور البرادعى قبل ثورة يناير، فإنه لا يحظى بتأييد واسع فى أوساط الشعب المصرى وكذلك عمرو موسى». ورفضت السفيرة الاتهامات التى كالها النشطاء للولايات المتحدة وعلى رأسها قيامها بحماية نظام الإخوان فى مصر، وأكدت أن «أمريكا لا دخل لها فى ذلك، لكنها تدعم الديمقراطية». وقالت «على المعارضة النزول إلى الشارع وتغيير النظام بالحشد الجماهيرى، ومن خلال شكل ديمقراطى وبعيدا عن العنف». وعن الضبطية القضائية واللجان الشعبية أكدت أنها «كارثية»، وأن «هناك تخبطا فى القرارات التى صدرت بشأن الضبطية القضائية»، وأن «مصر ستعانى من آثارها لمدة طويلة». أما عن الجيش فقالت إن «القوات المسلحة ترفض الدخول فى المشهد السياسى، وتصرّ على دورها فى حماية الأمن القومى المصرى بعيدا عن صراعات العملية السياسية». دارت الجلسة المغلقة بين السفيرة الأمريكية، الثلاثاء الماضى، بحضور القنصل العام بالإسكندرية ومسؤولى الاتصال السياسى بالسفارة و6 من النشطاء السياسيين من أحزاب «غد الثورة» و«الوسط»، بالإضافة إلى اثنين من أعضاء الائتلافات والحركات الثورية، وقد جرى فى الفورسيزونز بعد أن تغير مكانه عدة مرات، فى ظل الاحتجاجات داخل الإسكندرية الرافضة لزيارة السفيرة، حيث رفض عدد كبير من شباب الثغر زيارتها للإسكندرية ووقفوا أمام مكتبة الإسكندرية ليعلنوا ذلك، وتعد تصريحات السفيرة الأمريكية بشأن الإخوان أول التصريحات التى تكشف عن شعور أمريكا بالإحباط نتيجة أداء الإخوان، فى ظل احتجاجات ورفض واسع وأزمات عنيفة يعانى منها الشعب المصرى. وقد شهدت الشهور القليلة الماضية نشاطا غير مسبوق للسفيرة باترسون، وهى واحدة من أقوى الدبلوماسيين الأمريكيين على الإطلاق، حيث التقت خلالها طيفا واسعا من الشخصيات من مختلف القوى السياسية، وفى الآونة الأخيرة باتت باترسون أعلى صوتا فى انتقاد سياسات حكومة مرسى، حيث حذرت فى كلمة لها بنادى روتارى الإسكندرية منتصف فبراير الماضى، من أن الصورة بالنسبة إلى الوضع الاقتصادى قاتمة، وأن البلد يفتقر إلى القيادة بعد عامين من الثورة. وأكدت باترسون حينها أن الاحتياطى النقدى فى مستوى حرج، وقالت باترسون آنذاك إن الطريق الأكثر كارثية للحكومة والقيادة السياسية للبلد، سواء فى السلطة أو فى المعارضة، هو تجنب اتخاذ قرارات، وعدم إظهار القيادة وتجاهل الحالة الاقتصادية للبلد. واصطحبت باترسون وزير الخارجية الجديد جون كيرى خلال زيارته لمصر مطلع الشهر الجارى، فى جميع لقاءاته مع ممثلى القوى السياسية والنشطاء السياسيين يوم السبت 2 مارس، وهو اللقاء الذى لم تشارك فيه قيادات معارضة بارزة مثل حمدين صباحى ومحمد البرادعى، قبل أن يلتقى الرئيس المنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين فى اليوم التالى، ويعلن عن حزمة مساعدات بقيمة 190 مليون دولار لدعم الميزانية المصرية.