رصدت "المصريون" خمس زيارات قامت بها السفيرة الأمريكية خلال أقل من شهر ونصف، لمحافظة الإسكندرية بمعدل زيارة كل أسبوع التقت بخلالها بأعضاء الغرف التجارية ورجال الأعمال، وزارت أحد متاحف الإسكندرية، وأندية الروتاري، وجامعة الإسكندرية وكانت آخر هذه الزيارات، الزيارة السرية لكنيسة القديسين والتي رفضت فيها السفيرة التغطية الإعلامية. جدير بالذكر أن هذه الزيارات تأتي بخلاف اللقاءات التي يعقدها المركز الأمريكي بالمدينة لقيادات حزبية للقاء قيادات أمريكية خلال الفترة الماضية. وجاءت ردود أفعال القوى السياسية والشخصيات العامة بالإسكندرية رافضة للزيارات السرية للسفيرة الأمريكية للإسكندرية لكنيسة القديسين والجامعة والزيارات التي قامت بها السفيرة من قبل. وقال المهندس طارق حسن، سكرتير عام حزب النور بالإسكندرية: إننا لا نعلم عن الزيارة الأخيرة للسفيرة الأمريكية للإسكندرية شيء، وآخر دعوة وجهت لنا كانت لقاءها بالغرفة التجارية. وأضاف حسن أن هناك مشروعات ينفذها الأمريكان في مصر ومصالح مشتركة تستدعي من السفيرة الأمريكية التحرك لمتابعتها. وشن عضو مجلس الشعب السابق حمادة منصور هجوما حادا على السفيرة الأمريكية والنظام الحالي، ووصف زيارة السفيرة لمدن مصر بأنها تتجول وتتحدث كأنها المندوب السامي في مصر أيام الاحتلال، مشيرا إلى أنه "كنا نعيب على النظام السابق لسماحه بالإدارة الأمريكية للتدخل في بعض الشئون المصرية، أما الآن فمن الواضح أن النظام الحالي ومكتب إرشاده، لا يتخذ قرارًا إلا بعد رجوعه للمندوب السامي الجديد، السفيرة الأميركية في مصر". واستنكر منصور صمت نواب الإخوان حيال التمويل الأمريكي وعدم فتح هذا الملف في عهد الرئيس مرسي، لافتا إلى أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما تم الإفراج عن المتهمين في قضية المنظمات الحقوقية. وأكد منصور أن السفارة الأمريكية أصبحت هي القبلة التي يتجه لها النظام الحالي ورموز المعارضة في الوقت نفسه وكأنه كتب على مصر أن تظل تحت السيطرة والهيمنة الأمريكية كما كانت تحت الاحتلال البريطاني. كما تعجب الناشط الحقوقي عبد العزيز الشناوي، مدير المنظمة المصرية لمراقبة حقوق الإنسان، وأحد أعضاء حزب الدستور من الزيارات الغير واضحة المعالم للسفيرة الأمريكية للإسكندرية بشكل متكرر وقيامها بلقاء شخصيات دينية وسياسية بشكل سري. وأكد الشناوي أن رفض السفيرة تغطية زياراتها صحفيا أو دعوة صحفيين موالين للأمريكان، يضع شكوك كثيرة حول نوايا هذه الزيارات. ومن جانبه قال رشاد عبد العال منسق التيار الليبرالي وأحد قيادات التيار المدني بالإسكندرية: إن زيارة السفيرة الأمريكية للإسكندرية سرا في ظل احتقان الوضع السياسي في مصر والتدهور الملحوظ في شعبية الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان وتزايد المطالب الشعبية برحيله عن السلطة، ربما تؤخذ على محمل مسئولية الإدارة الأمريكية عما يحدث في مصر جراء دعمها لنظام حكم جماعة الإخوان الذي أحدث شروخات عميقة في بنية المجتمع، هذا بجانب تدهور الحالة الأمنية. وأضاف عبد العال أنه ربما تحاول السفيرة أثناء زيارتها، أن تقف على أسباب الغضب الشعبي من حكم جماعة الإخوان، وقد تسعى لتبرئة الإدارة الأمريكية من دعمها لنظام حكم بات يتسم بالفاشية وهو مايناقض القيم والتقاليد الديمقراطية الأمريكية. وأكد عبد العال أنه في النهاية لاشك أن الولاياتالمتحدة تستنزف الكثير من رصيدها الأخلاقي لدى شعوب المنطقة لدعمها نظم الحكم الفاشية والاستبدادية من أجل تأمين دولة إسرائيل وإمدادات النفط، وهو ما قد يحولها إلى دولة معادية إذا أتت أنظمة حكم جديدة تؤمن بالاستقلال الوطني البعيد عن الهيمنة والإملاءات الأمريكية. وقال عبد العال: إنه على إدارة الرئيس أوباما أن تتعلم من دروس الماضي للسياسة الخارجية الأمريكية عندما كانت تساند النظم العسكرية التي لم تجن الشعوب من ورائها سوى القمع والفقر مما أدى لنشوء الجماعات الجهادية. جدير بالذكر أن السفيرة الأمريكية أكدت في كلمتها خلال لقائها بأعضاء الروتاري بالإسكندرية، أن مصر خطت خطوات كبيرة في العامين الماضيين منذ 25يناير 2011، ولكي تستكمل مصر المرحلة الانتقالية المؤدية إلى دولة ديمقراطية حرة، فإنها تحتاج أكثر من ذلك بكثير. وشددت على أن الديمقراطية تحتاج إلى مجتمع مدني صحي ونشط عبر المنظمات غير الحكومية، مثل نادي الروتاري الدولي لتحسين التعليم، وخلق فرص العمل، وتعزيز الحوار بين أتباع الديانات المختلفة، ورعاية روح المبادرة، وتوفير فرص للتدريب المهني، دون داعي لإثقال كاهل خزانة الدولة. وأكدت أن مصر في حاجة إلى قانون جديد للمنظمات غير الحكومية، يوضح دور المجتمع المدني، والأهم من ذلك أن يحدد عملية واضحة وبسيطة تمكن هذه المنظمات من تسجيل نفسها وتحمي حقوقها. وتابعت أنه قد حان الوقت الآن لبناء الهياكل السياسية للبلاد والذي يحتاج نشطاء مصر إلى توجيه شجاعتهم وجهدهم لإنشاء المؤسسات السياسية وتشكيل أحزاب سياسية فاعلة، والمشاركة في العملية الانتخابية، بغض النظر عن دينهم أو خلفيتهم العرقية أو جنسهم. وأشارت إلى أن المسيحيين واليهود جزء لا يتجزأ من مصر منذ آلاف السنين، فضلا عن أنها موطن لأتباع ديانات وطوائف أخرى، بما فيهم البهائيون والمسلمون الشيعة. ودعت إلى التركيز على الاحتياجات الاقتصادية ومعالجة الفقر ومشاركة المرأة وتفعيل الرقابة واحترام القانون وتعظيم مشاركة المؤسسات الصغيرة والقضاء على الروتين. كما أكدت باترسون أن مصر لديها مستقبل اقتصادي عظيم بما لديها من اقتصاد متنوع، وسوق داخلي كبير، وموقع استراتيجي تحسد عليه، فهي قطاع مالي يحظى بالاحترام كما تتوافر فرص النمو، منوهة إلى ضرورة إرسال إشارة قوية إلى مجتمع الاستثمار أن مصر ملتزمة بإصلاح اقتصادها لعودة الاستثمار الأجنبي المباشر الذي أصبحت مصر في أمس الحاجة إليه، مع إصلاح قطاع الطاقة وإصلاح جذري لبرنامج الدعم وتقديم ضمانات علنية واضحة بأن المستثمرين في مأمن من الأعمال التعسفية.