سادت حالة من الهدوء الحذر شارع سيد رزق، المتفرع من شارع 20 بمنطقة فيصل بالجيزة، بعدما تمكنت قوات الأمن من تصفية عنصرين تابعين لتنظيم "أجناد مصر" بداخل إحدى الشقق السكنية، مساء الأحد الماضي، عقب إلقاءهما قنبلة صوب القوات، ولم يتوقف سكان الشارع عن سرد تفاصيل ما وقع بين الأمن والإرهابيين. "في الطابق الرابع بالعقار 1 بالشارع المُشار إليه، وداخل شقة مكونة من غرفتين وصالة، وبها أثاث بسيط، وتبدوا على جدرانها أثار المواجهات التي دارت بين عناصر الأمن الوطني المدعومة بالقوات الخاصة وبين عنصري أجاتد مصر، وانتهت بمقتلهما. "التحرير" انتقلت إلى محل الواقعة، ودخلت شقة القتيلين، واستمعت إلى روايات الأهالي والجيران. رواية الأهالي الحاج محمد السمكري، يقطن بالعقار المقابل لشقة الإرهابيين، رفض في البداية الحديث قائلاً "احنا اتنبه علينا محدش يتكلم في أي حاجة حصلت، وأنا مش عايز أدخل السجن"، وبعد محاولات للحديث معه، قال: "كنت أقف في الورشة المتواجدة أسفل منزلي، وفؤجئت في تمام الساعة الخامسة عصرًا بقوات شرطة ورجال أمن مركزي وقوات خاصة تحاصر المنطقة دون سابق إنذار، وفي هدوء تام دخلوا للعقار الذي شهد الواقعة". وأضاف "السمكري"، أنه لم تمض سوى بضع دقائق حتى سمعوا صوت انفجار قنبلة، أعقبها إطلاق رصاص بعدها جاء إليهم أحد رجال الأمن، وأخبرهم أن الشقة بها عنصرين من أخطر العناصر الإرهابية، وتم تصفيتهما، وأمرهم بعدم الحديث مع أحد حفاظًا على سرية الأمر". شاهد عيان آخر - رفض ذكر اسمه - قال ل"التحرير"، إن الأجهزة الأمنية دخلت إلى المنطقة، واقتحمت المنزل دون أن يعرفوا السبب وراء ذلك، مشيرا إلى أن الارهابيين اللذين تمت تصفيتهما قاما باستئجار الشقة منذ فترة من سيدة استئجرتها من ملاك المنزل، مضيفًا أنه شاهد القتيلين عدة مرات قبل وقوع الحادث، لكنه لم يكن يعرف هويتهما، وما طبيعة عملهما، خاصة وأنهما كانا قليلا الحديث مع الناس، وكانا يدخلان المنزل ويخرجان في صمت تام، دون أن يشعر بهما أحد. والتقط شاهد عيان آخر أطراف الحديث قائلاً: "الشرطة عندما حضرت كان همها الأول حماية الأهالي، وقاموا بإبعادنا، وحاولوا إخفاء ما يجري لعدم إثارة خوف السكان، كما تحدث بعض رجال الأمن مع الأهالى بعد انتهاء الحادث"، مشيرًا إلى أن أحد المتهمين حاول إلقاء نفسه من شرفة المنزل قبل أن يتراجع في ظل انتشار قوات الأمن. وفي أثناء محاولة "التحرير" دخول منزل الإرهابيين، شوهد رجل يرتدي زي مدني طلب إبراز الهوية الشخصية من صحفيي الجريدة، ورفض دخول أي شخص للمنزل قائلاً: "أنا وغيري قاعدين هنا من امبارح علشان مافيش صحفيين يطلعوا فوق"، ولدى سؤاله عن هويته، قال إنه أمين شرطة بقسم بولاق الدكرور، مؤكدًا أن سكان العقار قاموا بإخلائه فور تصفية المتهمين، وفي أثناء الحديث، تبين كذبه، بمشاهدة سيدة ترتدي عباءة سوداء تدخل إلى باب المنزل. وبمحاولة التحدث معها اكتفت فقط بقولها "إحنا منعرفش حاجة غير إن دول إرهابيين، والأمن موتهم والشقة دي ملك سيدة تعاني من مرض بكلتا قدميها، ومش موجودة دلوقتي، وكفاية كده إحنا ناس في حالنا ومش عايزين مشاكل"، وفي نهاية الأمر، تمكنت «التحرير» من دخول الشقة، وتصويرها من الداخل. صفحة على ال«فيسبوك» كتب - سعيد صلاح بدأت تفاصيل الكشف عن مكان اختباء المتهمين وتصفيتهما عقب نشرهما منذ 4 أيام بيانًا على شبكة الإنترنت من أحد مقاهي الانترنت "سيبر" بالجيزة ينوهان فيه عن عودة تنظيم أجناد مصر إلى نشاطه، فتم تتبع البيان، حتى توصلت التحريات إليهما، وتحديد مكانهما، وكانا يتخذان الشقة وكرًا لتصنيع المتفجرات تمهيدًا لتنفيذ أعمالاً إرهابية. وبحسب مصادر أمنية، ألقى المتهمان خلال عملية المداهمة قنبلة صوب القوات، فتم التعامل معهما، وتبادل لإطلاق النيران، وتمكنت القوات من تصفيتهما، وعثرت على 3 قنابل مُعدة للتفجير، و3 أسلحة آلية بالشقة. قتلة المرجاوي وقال اللواء مجدي عبد العال، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إن الإرهابيين قاما بتأجير الشقة منذ شهرين بمنطقة شارع العشرين بفيصل، ونشرا بيانًا يشير إلى عودة نشاط التنظيم، من داخل "سيبر" بمنطقة فيصل، مضيفًا أن نشر هذا البيان ساهم في تحديد مكان وهوية الإرهابيين. وأوضح مدير مباحث الجيزة، أن أحد العنصرين اللذين تم تصفيتها، قام بتأجير الشقة من "خالته"، وقطن بها لتنفيذ عمليات إرهابية، لافتًا أن التحريات أشارت إلي أن المتهمين شاركا من قبل فى زرع قنبلة أمام قسم شرطة الطالبية، أدت إلى استشهاد النقيب ضياء فتوح ضابط المفرقعات أثناء تفكيكها، والقنبلة التي قتلت العميد طارق المرجاوي، أمام جامعة القاهرة، وأنهما الساعد الأيمن للإرهابي همام عطية، قائد تنظيم أجناد مصر، الذي تم تصفيته في وقت سابق.