في 27 يوليو من عام 2008، فقد العالم الفني المخرج السينمائي العالمي يوسف شاهين، الذي عاش في حياته نضالًا من خلال أفلامه التي قدمها طوال مسيرته المهنية الطويلة. عرفت أفلام شاهين بالأعمال المثيرة للجدل غير المفهومة، وكذا رباعيته السينمائية التي تتناول سيرته الذاتية في عدة أفلام منها "إسكندرية ليه؟ وحدوتة مصرية وإسكندرية كمان وكمان" وغيرها. بدأ شاهين، تألقه في أعماله الفنية بعدما ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي بالدخول في العمل بصناعة الأفلام ليصدر أول أفلامه "بابا أمين - 1950" والذي اعتمد على الفانتازيا التي كانت غريبة على السينما المصرية، صوّر الفيلم، حياة شخص بعد الموت وكان من بطولة فاتن حمامة وحسين رياض وفريد شوقي وهند رستم ليواكب المرحلة التي عاشتها مصر في تلك الفترة مع الاحتلال الإنجليزي. اهتمّ شاهين كثيرًا بأن تلاحق أفلامه بعضها ليخرج أكثر من فيلم في العام الواحد، وأخرج فيلم "ابن النيل" عام 1951، ليكون أول أفلامه المرشحة لمهرجان كان السينمائي؛ وفي عام 1952، أخرج فيلمي "المهرج الكبير وسيدة القطار". تنوعت أفلام شاهين، بين الغنائية والكوميدية إلى الواقعية الجديدة والملاحم التاريخية، فضلًا عن سيرته الذاتية، والأفلام التسجيلية القصيرة. وساهم تنوع أفلامه في زيادة فرص ترشحه للكثير من الجوائز العربية والعالمية حتى في الأفلام التى ظهر فيها كممثل ومخرج "باب الحديد وإسكندرية كمان وكمان". وترشح عام 1970 إلى الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ، كما حصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه "إسكندرية ليه؟"، وهو الفيلم الأول من أربعة تروي عن حياته الشخصية. وبعد عشرات السنوات المهنية الممتلئة بالأعمال الفنية، حصل شاهين على جائزة الإنجاز العام في 1997، وحصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده ال 50 عن مجموع أفلامه (1997)، لتكون جائزة الإنجاز العام وأيضا عام 1999 جائزة فرنسوا كالية بنفس المهرجان عن فيلم "الآخر" ومنح مرتبة ضابط في لجنة الشرف من قبل فرنسا عام 2006. لم تقف جوائز شاهين، على الجوائز العالمية فحسب بل أيضًا لم ينسه وطنه المصري والعربي ليكرمه بعدة جوائز طوال مسيرته المهنية التي بدأت عام 1950 حتى عام 2007 ليترك لنا بصمة بأعماله التي شكلت ذوق وثقافة الشعب.