كتب: كارم الديسطي دخلت قضية صيادي مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، والمحتجزين لدى السلطات السودانية منذ شهر أبريل الماضي منعطفاً خطيراً بعد توجيه السلطات السودانية للصيادين وعددهم 101 تهمة التجسس.
طه الشريدي، رئيس النقابة المستقلة للصيادين بالمطرية، قال إن السلطات السودانية حددت، غدًا الأربعاء، لعقد جلسة لمحاكمة 101 من صيادي مدينة المطرية، بتهمة التجسس. الشريدي ذكر ل "التحرير" أن المسار الذي دخلت إليه القضية يعد مسار خطير وغير متوقع ويتنافى مع الأسباب التي ساقتها السلطات السودانية للصيادين في بداية القبض عليهم، مشيراً إلى أن السلطات السودانية أوقفت الصيادين وهم في طريقهم إلى أريتريا بتهم الدخول إلى المياه الإقليمية السودانية دون تصريح وأفرجت عن 6 صيادين لأنهم قصر واعتقدنا أن القضية في طريقها للحل، إلا أننا صدمنا من الاتهامات الجديدة التي وجهت لهم. نقيب الصيادين أشار إلى أن أسر الصيادين ليس لهم مصدر دخل غير مهنة الصيد، وأن ذويهم يعانون داخل السجون السودانية بعد تعسف حكومة الخرطوم معهم، مؤكداً أنه من المفترض أن يتكفل الاتحاد التعاوني للثروة السمكية بأسر الصيادين حتى يعودوا، مضيفاً للأسف لم يسأل عنهم أحد، وخاطبنا السفير بدر عبد العاطي الذي تحدث إلى الوزيرة غادة والي لصرف إعانات لأسر الصيادين من شهرين ولم يتم صرف جنيه واحد لأسر المحتجزين. وأشار إلى أنه تم عقد عدة لقاءات مع كبار المسؤولين بوزارة الخارجية، وأحد مندوبي الرئاسة، للعمل على حل مشكلة الصيادين المحتجزين، ورغم وعودهم الكثيرة بالإفراج القريب عنهم إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن، مشيراً إلى أن القضية قضية مسيّسة، والصيادين رهائن لدى السلطات السودانية تستخدمهم كورقة للضغط على السلطات المصرية للإفراج عن سودانيين محبوسين لديها مقابل إطلاق سراح الصيادين المصريين. من جهه أخرى تتواصل معاناة أسر الصيادين المحتجزين منذ قرابة الأربعة أشهر دون أن يجدوا أي تطمينات على مصير ذويهم. نعسة، زوجة عبده محمد شتا، والذي يعمل طباخاً على أحد المراكب أكدت أنها تعيش هي ووالدتها و6 أطفال، في مساحة ضيقة لا تتجاوز 60 مترا مشيرة إلى أن زوجها وباقي الصيادين المحتجزين لدى السلطات السودانية خرجوا للرزق بحثاً عن لقمة العيش. وتسائلت الزوجة "هما عملوا إيه علشان أولادهم يتحرموا منهم؟"، مضيفة "عبده وزملائه كانوا طالعين يصطادوا بتصاريح، وتم القبض عليهم فى السودان، وقلنا يوم ويرجعوا، ولكن مر 4 شهور ولم يعودوا، وانتظرناهم في رمضان، وللأسف قضينا رمضان بدونهم". وناشدت الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن يتدخل لإنهاء معاناتهم، خاصة أن الصيادين لم يرتكبوا جرماً يستحقون عليه العقاب بالحبس فى دولة أخرى بعيداً عن بيوتهم. أمينة أحمد السويركي، زوجة محمد السيد أبو سمرة، ذكرت أن هناك حالة من التقاعس من قبل المسئولين بشأن ذويهم المحتجزين، بالرغم من مرور شهور على احتجازهم، مضيفة "أتمنى أن يخرج علينا أي مسئول ليخبرنا بحقيقة احتجازهم". رانيا عبده العاصي، زوجة حمدى أبو سمرة، أكدت أنه لم يمر على زواجها سوى عام واحد لتحرم من زوجها ويحرم هو من رؤية أول طفلة له لحظة ولادتها، مشيرة إلى أن زوجها وزملائه أبرياء من كل التهم التي وجهتها لهم السلطات السودانية، وأنهم رهائن تساوم بهم الحكومة السودانية للإفراج عن بعض المحبوسين في سجون وزارة الداخلية. وكانت السلطات السودانية ألقت القبض على 3 مراكب صيد على متنها 101 صياد مصري داخل المياه الإقليمية الدولية، في أثناء اتجاهها إلى إريتريا للصيد هناك واتهمتهم بالدخول المياه الإقليمية السودانية.