اختفاء سيدة قبطية فى سمالوط بعد ساعات من انتهاء أزمة فتاة كوم أمبو

يبدو أن هناك مَن لا يريد لمصر أن تهدأ الأوضاع فيها أبدًا، فبعد ساعات قليلة من انتهاء أزمة فتاة كوم أمبو بأسوان، التى شهدت أعمال عنف وشغب وكادت تتسبّب فى أزمة طائفية كبيرة بعدما تردّد أن اختفاء الفتاة المسلمة متعلّق بتغيير ديانتها، قبل أن يتم العثور عليها فى شرم الشيخ وتسليمها إلى أهلها، ظهرت أزمة شبيهة فى ملوى، بعدما تقدّم نجار قبطى بإحدى قرى سمالوط، ببلاغ يفيد اختفاء شقيقته، لتفاجئه أجهزة الأمن بأن شقيقته أشهرت إسلامها بمشيخة الأزهر.
حيث تلقّى مدير أمن المنيا اللواء أحمد سليمان، إخطارًا من مأمور مركز شرطة سمالوط العميد بدر عمر، بتلقيه بلاغًا من أمير خليل كامل، 48 سنة، يعمل نجارًا، يفيد بتغيّب شقيقته نادية خليل، 26 سنة، ربة منزل، وزوجة لشخص يُدعى ملاك كمال، يعمل بدولة الكويت، ولم يتّهم أمير أحدًا، وفى وقت لاحق رصدت المتابعة الأمنية قيام المتغيبة بإشهار إسلامها بمشيخة الأزهر الشريف وتغيير اسمها إلى إيمان خليل كامل خليل.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه محافظة المنيا تحديدًا، عديدًا من حالات الاختفاء لفتيات قبطيات، حيث أبلغ مأمور مركز شرطة ملوى، قبل اختفاء نادية خليل ب48 ساعة، عن تلقيه بلاغًا من يوسف عطا عطية فرج، 26 سنة، يعمل فلاحًا، يفيد بتغيب زوجته مريم وهيب شوقى، 20 سنة، ربة منزل، ولا يشتبه فى غيابها جنائيًّا، كما تلقّى المركز العربى لحقوق الإنسان بالمنيا شكوى من إسحق عزيز عبد المجيد، فلاح، يفيد تغيّب نجلته نرمين، 18 سنة، فى أثناء توجهها إلى مدرستها الثانوية التجارية ببنى مزار، بخلاف حالات أخرى ازدادت وتيرتها بداية من العام الحالى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى سادت فيه حالة من الهدوء الحذر، حول محيط كنيسة مار جرجس بكوم أمبو، بعد سلسلة المواجهات وأعمال العنف التى شهدتها المدينة، على خلفية أزمة اختفاء الفتاة سحر تونى، 36 سنة، تعمل معلمة، بينما كثّفت قوات الأمن من وجودها لليوم الخامس على التوالى أمام الكنيسة، منعًا لتكرار محاصرتها من قبل المحتجين الذين اعتقدوا أن الفتاة موجودة داخل الكنيسة.
مصدر أمنى بمديرية أمن أسوان، برّر استمرار الوجود الأمنى حول الكنيسة، بالعثور على كيس بلاستيك بجوار أحد أرصفة الشوارع المحيطة بكنيسة مار جرجس به 11 زجاجة مولوتوف معدة للاستخدام، وهو ما تحرّر عنه محضر.
بينما تم نشر أفراد من اللجان الشعبية من أبناء مدينة كوم أمبو على جنبات الطرق المؤدية إلى الكنيسة ومحيطها، للتصدى لأى أعمال عنف قد تعيد الأزمة مجددًا، بالتزامن مع قرار نيابة أسوان، أول من أمس «الأحد»، بإخلاء سبيل 11 من المحتجين الذين ألقى القبض عليهم فى أحداث الانفلات الأمنى والشغب أمام كنيسة مار جرجس بكفالة ألف جنيه لكل منهم، حيث وجّهت إليهم النيابة تهم التجمهر والعنف وإلقاء الطوب والحجارة ومقاومة قوات الأمن.
من جانبها، أنهت نيابة شرم الشيخ، أول من أمس «الأحد»، إجراءات تسليم المُدرسة المختفية سحر التونى، إلى عدد من أفراد أسرتها، بعدما تغيّبت فى ظروف غامضة لمدة 6 أيام، وهو ما كان سببًا فى إثارة الاحتقان الطائفى بعد انتشار الشائعات عن تغيير ديانتها، قبل أن يتّضح أن السبب فى اختفائها هو خلافات عائلية، تركت الفتاة على إثرها منزل أسرتها وتوجّهت إلى شرم الشيخ للعمل هناك.
بينما أكد مصدر أمنى أن إجراءات تسليم المعلمة تمت فى حضور مدير أمن جنوب سيناء، بعد تحرير محضر استلام، بعدما تم العثور عليها عبر تتبع مكالماتها عبر هاتفها المحمول.