الاشتباكات مستمرة في الضفة الغربية، الفلسطينيون يضربون عن الطعام ويواجهون قوات الاحتلال، وحكومة رام الله تعتقل المواطنين، كان هذا باختصار مفردات الوضع أمس في فلسطين، التي يتحدث الجميع فيها الآن عن قرب نشوب انتفاضة ثالثة. مخيم شعفاط بالضفة، كان أحد نقاط الاشتباكات أمس، 5 شبان كانوا حصيلة المواجهات مع الإسرائيليين، أصيبوا بأعيرة مطاطية فجر أمس، أطرافهم السفلية والعلوية ومنطقة الظهر اخترقتها الرصاصات ، بينما أصيب عشرات غيرهم بالاختناق نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع، بينما لم توجه لجنود الاحتلال إلا قطع الحجارة. حتى فلسطيني 48 لم يغيبوا عن لوحة الغضب، فقد نظموا أمس مظاهرة أمام معتقل "مجدو" الإسرائيلي استنكارًا لاستشهاد الأسير الفلسطينيعرفات جرادات الذي توفي مؤخرا تحت التعذيب، ونصرة للأسرى المضربين عن الطعام، والبالغ عددهم الآلاف. الفلسطينيون غاضبون لكن ليس كل الفلسطينيين، فهناك سلطات رام الله التي اعتقلت 6 من المواطنين الفلسطينيين واستدعت 13 أخرين للتحقيق معهم في سجونها، كما شن جهاز "الأمن الوقائي" حملة اعتقالات واسعة ضد الأسرى المحررين من سجون الاحتلال بمدينة الخليل. في تل أبيب كان الخوف من الانتفاضة سيد الموقف؛ حيث عقد بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة سلسلة لقاءات سياسية وأَمنية مع كبار المسئولين حول تطورات الأوضاع في الضفة، وصرح يتسحاق أهرونوفيتش –وزير الأمن الداخلي- أن قوات الأمن على أهبة الاستعداد لمواجََهة أعمال مخلة بالنظام. وبعنوان «مصر ..إسرائيل ستشعل المنطقة» قالت القناة الثانية الإسرائيلية في تقرير لها أمس إن وزير الخارجية المصري أدان التعامل غير الإنساني الذي تقوم به تل أبيب إزاء الأسرى الفلسطينيين وقال إن استمرار السياسية الإسرائيلية سيشعل المنطقة، لافتة إلى أنه في أعقاب ذلك استمرت أعمال الشغب في الضفة ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى عقد اجتماع مع النخبة الأمنية لمناقشة الوضع. وذكرت القناة أن القاهرة استنكرت سياسات تل أبيب إزاء الفلسطينيين وحذرت من أن أحداث الأيام الماضية في شوارع الضفة من شأنها أن تتفاقم وتنتشر في المنطقة بأكملها.